محليات
أخر الأخبار

 الصفدي ووزير الخارجية التركي: استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة يدفع المنطقة إلى أتون المزيد من الحروب

22 الاعلامي

أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره التركي هاكان فيدان اليوم الخميس، مباحثات موسعة في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين البلدين إزاء تطورات الأوضاع في غزة، وسبل تكثيف الجهود المستهدفة لوقف الحرب المستعرة على القطاع، وبما يضمن حماية المدنيين وإيصال المساعدات الكافية والمستدامة، كما بحثا قضايا ثنائية وإقليمية.

وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات “زيارة وزير الخارجية التركي نتيجة طبيعية لموقفنا المشترك في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة ومحاولة الخروج من هذه الأزمة الكارثية التي ضربت أهلنا في فلسطين واستمرار للتنسيق والتشاور الذي تكثف في الأشهر الماضية بين البلدين”.

وأضاف،”التنسيق بيننا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كان شبه يومي سواءً على المستوى الثنائي أو من خلال لجنة الاتصال التي شكلها القادة في القمة العربية الإسلامية المشتركة، واستضافها أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة”.

وأكد الصفدي “أن العلاقات الأردنية التركية علاقات أخوية تاريخية وتنعكس في التعاون المستمر الذي نراه يتنامى في مختلف مجالات التعاون، ونعمل على توسعته تنفيذاً للتوجيهات المباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، ونبني على قاعدة صلبة من العلاقات الأخوية ونركز في هذه المرحلة على الأوضاع الكارثية التي تتفاقم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية نتيجة للعدوان الإسرائيلي على غزة، ونتيجةً للإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تدفع الضفة الغربية أيضاً نحو الانفجار”.

وأضاف، “النقاش الذي أجريناه عكس وحدة الموقف الأردني والتركي من ناحية أولوياتنا الحالية ومن ناحية الهدف الاستراتيجي الذي نعمل من أجله”، مشيرا الى أن “الأولويات الحالية واضحة؛ وقف العدوان على غزة، وإدخال ما يكفي من المساعدات الإنسانية والدائمة إلى كل أنحاء القطاع، جنوبه وشماله، ووقف عملية التدمير، والعمل فوراً من أجل عودة النازحين في غزة إلى مناطقهم التي خرجوا منها”.

وأكد أن “مواقفنا واضحة في رفض التهجير، ورفض أي وجود إسرائيلي في غزة، ورفض أي اقتطاع لأي جزء من القطاع”، لافتا الى أن التعامل مع غزة بعد توقف العدوان يجب أن يكون في إطار شمولي يؤكد وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وأن يتزامن مع حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.

وأشار الى أن “موقفنا محدد من أن استمرار هذا العدوان يدفع المنطقة كلها إلى أتون المزيد من الحروب والصراعات في وقت نرى التوتر وقد بدأ يتفاقم في المنطقة على عدة جبهات وهذا كله وليد العدوان الإسرائيلي الذي ينطلق من الموقف الإسرائيلي الرافض للانخراط في أي جهد حقيقي لوقف العدوان وأي جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والدائم الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار للفلسطينيين وللإسرائيليين”.

وقال الصفدي، “نتابع أيضاً عمليات التحريض التي يرددها مسؤولون إسرائيليون والهادفة الى شيطنة الإنسان الفلسطيني وإنكار حقه في الحياة، وحقوقه المشروعة التي يقرها المجتمع الدولي كله”، مضيفا أن “المجتمع الدولي كله يقول إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام فيما يقول رئيس الحكومة الإسرائيلية: لن أسمح بتجسيد حل الدولتين. المجتمع الدولي كله يقول أيضا إن السلطة الفلسطينية يجب أن تتولى مسؤولية قيادة شعبها ورئيس الوزراء الإسرائيلي يقول: إنه لن يعمل مع هذه السلطة”.

وأضاف، “نحن الآن في مواجهة ليس فقط عدوان إسرائيلي على غزة بدأت نتائجه الكارثية تنتشر في أنحاء المنطقة، لكننا أيضاً في مواجهة موقف سياسي إسرائيلي يتحدى إرادة المجتمع الدولي ويخرق القانون الدولي، ويخرق كل المعايير الإنسانية والقانونية والأخلاقية”.

وأكد الصفدي أننا “نعمل معاً في مواجهة هذا الموقف؛ منطلقين من توافق تام على الأولويات وعلى الهدف”، مشددا على أننا “نريد سلاماً عادلاً وشاملاً، سلاماً تقبله الشعوب ويلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وهذا يبدأ في وقف العدوان ووقف كل الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وتقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة وتدفع بالمنطقة باتجاه المزيد من التأزيم والتصعيد وهذا أمر ستكون انعكاساته كارثية ليس فقط على منطقتنا ولكن على العالم بأجمعه لأن ما يجري في المنطقة يؤثر على الأمن والسلم الدوليين”.

وأشار الصفدي الى أننا “مستمرون في عملية التنسيق المشتركة، وبحثنا اليوم كيف نمضي إلى أمام ليس فقط في جهدنا الثنائي ولكن بالتنسيق مع أشقائنا في مجموعة الاتصال، وإيصال موقفنا إلى العالم والعمل على بلورة موقف دولي مؤثر وفاعل للضغط من أجل وقف هذا العدوان ووقف كل ما يسببه من دمار وقتل للأبرياء وقتل لفرص تحقيق السلام العادل والشامل”.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان “الأردن يعتبر جزيرة الاستقرار في منطقة جغرافية مليئة بالمشاكل والاضطرابات، ونحن نحتاج إلى مساهمات الأردن في المنطقة دائماً. نحن كدول في المنطقة نهتم بما يحصل في منطقتنا ولهذا السبب نولي أهمية كبيرة جدا للمشاورات السياسية مع الأردن”.

وقال فيدان، “تشاورنا في مباحثاتنا اليوم فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية بالتفصيل خاصة التطورات في فلسطين، لكن من المؤسف أن الهجمات الإسرائيلية العشوائية في غزة ما زالت مستمرة، ويجب أن تتوقف هذه المذبحة فوراً، ويجب رفع الحصار غير القانوني المفروض على غزة”.

وأضاف، “نتابع التطورات على المنصاتال ثنائية ومتعددة الأطراف مع الأردن. وتابعنا القرارات التي اتخذت في القمة العربية الإسلامية المشتركة، وأجرينا اتصالات مهمة مع الصديق العزيز معالي الصفدي ونظرائه الآخرين المكلفين من القمة، وشددنا على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة”، لافتا الى أن “هذه المبادرات حققت نتائج ملموسة، والعالم معظمه يشعر بالقلق إزاء المأساة الإنسانية. أعتقد أن مبادراتنا ساهمت في وصول الرأي العام الدولي إلى هذه النقطة”.

وأكد فيدان أن “من غير المقبول على الإطلاق أن تحاول إسرائيل تبرير هجماتها ضد فلسطين لأسباب أمنية، إن ما تفعله إسرائيل بدعوى ضمان أمنها ليس إلا توسعاً واحتلالاً”، موضحا أن “التوسع الإسرائيلي على الأرض بعد كل حرب وأزمة هو أكبر دليل ملموس على ذلك. إسرائيل تسرق أراضي الفلسطينيين من خلال أنشطتها الاحتلالية التي تسميها المستوطنات”.

وقال، “لنكن واضحين، “إسرائيل ليست هي التي يتعرض أمنها فعلاً للتهديد، على العكس من ذلك، المهددون هم الفلسطينيون ودول المنطقة. العالم كله بحاجة لرؤية هذه الحقيقة. إن التفاهم الذي يتحدث فقط عن أهل إسرائيل ويتجاهل التهديد الأمني الذي يواجهه الفلسطينيون يجلب الحرب وليس السلام إلى المنطقة”.

وأضاف، “قابلنا بالترحيب الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، ونأمل أن يؤدي القرار القضائي المؤقت الذي أصدرته محكمة العدل بوقف الهجمات إلى خلق فرصة لوقف دائم لإطلاق النار”، مؤكداً أن “الحصار على قدسية المسجد الأقصى ومكانته التاريخية هو خطنا الأحمر كمسلمين كافة”.

وأكد أننا “نولي أهمية كبيرة لدور الأردن في رعاية الأماكن الأماكن المقدسة في القدس والحفاظ عليها، ولا يمكن إحلال السلام والاستقرار الدائمين في منطقتنا دون التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية”، مشيرا الى ضرورة “اتخاد خطوات ملموسة الآن، وأن يتحمل الجميع مسؤوليتهم تجاه هذه القضية، ولن يكون الحل ممكناً، إلا بقيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة ذات التكامل الجغرافي على خطوط العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأكد “نحن ضد تهجير الفلسطينيين من غزة، وستواصل تركيا دعم جميع المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام النهائي” قائلا، “نحن نرى أن الحرب في غزة تزيد للأسف من التصعيد الإقليمي، ورأينا توترا انعكس على لبنان وسوريا والعراق واليمن وخليج البحر الأحمر في نفس الوقت”.

وتابع بالقول، “لقد تابعنا بقلق التطورات بين باكستان وإيران خلال اليومين الماضيين، وندعو إلى الاعتدال، وصباح اليوم تحدثت مع وزيري خارجية البلدين وشرحا لنا موقفهما، ونحن كتركيا لا نريد تصعيد التوتر، نريد الهدوء وبأسرع وقت. ونية الجانبين هي عدم تصعيد التوتر، فالوضع مستقر في الوقت الحاضر”. “كتركيا مستعدة للقيام بدورها لتخفيف التوتر بين البلدين”.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية قال فيدان، “الأردن وتركيا يعتبران الأكثر تأثراً بتداعيات الصراع في سوريا، خاصة موضوع اللاجئين. هذه الأزمة مستمرة منذ فترة طويلة جداً. منذ سنوات، ونحن نرى ما يمكن أن ننجزه في هذا الصدد، ونواصل التعاون، وبحثنا هذا الموضوع في لقائنا اليوم خاصة ما يتعلق بالتطورات الإقليمية”.

وأضاف، “بحثنا أيضا العلاقات الثنائية بين الاردن وتركيا، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والثقافة والسياحة، وأثر الأزمات العالمية على العلاقات الاقتصادية والتجارية”. وقال، “العام الماضي وصل حجم التبادل التجاري بيننا مليار دولار، ونلاحظ المؤشرات الإيجابية هذا العام، ونتابع بكل تقدير الخطوات التي تخطوها المملكة الأردنية الهاشمية في مجال التحديث في السنوات الأخيرة”، مشيرا الى أننا “سنعقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية الأردنية التركية المشتركة، ونكرر عزمنا على مواصلة تعزيز تعاوننا الحالي مع الأردن في كافة المجالات”.

وفي إجابة عن سؤال حول المواقف الأردنية التركية والتناسق في مختلف القضايا وخصوصاً القضية الفلسطينية، قال الصفدي، “كما أوضحت نحن نعمل ثنائياً، ونعمل أيضاً في إطار لجنة الاتصال التي شكلتها القمة العربية الإسلامية المشتركة؛ ففي الفترة الماضية قامت اللجنة بالتواصل مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن عبر الزيارات إليهم وإلى دول أخرى مؤثرة، وأوضحنا خلال تلك الزيارات، أن المبررات التي تقدمها إسرائيل لهذا العدوان غير مقبولة قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً، والعدوان لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب ليس فقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة بل سيدفع باتجاه التوتر في المنطقة برمتها”، مشيرا الى “تحذيراتنا في الأيام الماضية: نرى التوتر في جنوب لبنان، نرى التوتر في منطقة البحر الأحمر، ونرى التوتر في مناطق أخرى في المنطقة”.

وقال، “مستمرون مع زملائنا في اللجنة في عملنا المستهدف تعرية الرواية الإسرائيلية، والتحذير من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ونتائجه على المنطقة برمتها، ومرة أخرى تكسير السردية الإسرائيلية التي لا ترتكز إلى قانون ولا ترتكز إلى منطق ولم تحقق شيئاً سوى قتل الفلسطينيين وتدمير مجتمع كامل”، موضحا “عندما نرى حجم الدمار في غزة الناجم عن العدوان الاسرائيلي نتساءل: كيف سيحقق هذا الأمن لإسرائيل؟ وبأي منطق يمكن القبول بتدمير مجتمع كامل مع بنيته التحتية كاملة، وقتل 30 ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وجرح أضعاف ذلك. بأي منطق يمكن قبول ذلك على أنه دفاع عن النفس؟”.

واكد الصفدي أننا “سنستمر في التواصل مع المجتمع الدولي، وسنستمر في حشد الموقف الدولي القادر على الضغط”، مشيرا الى أننا “بدأنا نرى تغيراً في كثير من مواقف الدول منذ السابع من تشرين الأول حتى الآن، نراها تقترب بشكل أكبر إلى الموقف العربي الإسلامي؛ الموقف المنطقي، الموقف الإنساني الذي يقول إن “قتل الأبرياء وتدمير بيوتهم وتدمير مستقبلهم لن يؤدي إلا إلى المزيد من الصراع ولن يجلب لإسرائيل أمناً ولن يجلب للمنطقة سلاماً، فهذه هي الأسس التي نعمل وفقها وهذه الأطر التي نستمر في العمل في إطارها حتى ينتهي هذا العدوان”.

وأضاف “ثمة تحديات حقيقية، وكما قلت ثمة أولويات مرحلية وثمة هدف سياسي أبعد؛ الأولويات المرحلية الآن وقف المجزرة في غزة، ووقف التدمير في غزة، ووقف التصعيد في المنطقة وإدخال المساعدات الإنسانية. عندما تقول الأمم المتحدة إن ما دخل غزة حتى الآن لا يلبي 10 بالمئة من الاحتياجات وأن 2.3 مليون فلسطيني دمرت بيوتهم وحوصروا في منطقة صغيرة لا تمتلك أي مقومات الحياة، فهذا هو الجهد الذي نقوم به وفيما بعد ذلك جهدنا مركز على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وفق الأسس التي ذكرت، وأيضاً عبر خطة عمل واضحة لتأخذنا إلى السلام العادل والشامل الذي لا بديل عنه سبيلا لحل أسرع”.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، “الأزمة التي نواجهها نحن كبلدان في المنطقة ليست الأولى. المهم كيف نستطيع حل هذا؟ وكيف نقوم بتطوير آليات في هذا الصدد؟ ما هي اتجاهاتنا في هذا الصدد؟” لافتا الى أن “جهودنا في هذا التعاون الذي أقمناه كان له نتائج مثمرة”.

وأضاف، “نحن في الطرف المحق، ولهذا السبب القضية الفلسطينية قضية عادلة ومحقة، وإذا لم ندافع عن هذه القضية وإذا لم نبد الإرادة الكاملة فإن تجاهل حق الفسطينيين سيظل سبباً في الأزمة التي ستطال غدا أو بعد غد أو في المستقبل بلدا آخر، ولهذا السبب علينا كمسلمين أن نتحد ونتضامن ونتعاضد ضد اللامشروعية والإجحاف وأن نعلي صوتنا، ولدينا القابلية والقدرة على التضامن من أجل حل هذه القضية بشكل سلمي وبما يتناسب مع المعايير الدولية وأن نبذل الجهود اللازمة في هذا الصدد”.

–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى