مقالات

“برد ” عائلات الفقر

ناجح عبدالفتاح الصوالحة

  أتعجب من أطفال الفقراء وقدرتهم على تحمل البرد الشديد في هذه الليالي الكانونية , بعضنا يضع فوقه من الفراش ما يعــــــــــــــــجزه عن التقلب من شماله إلى  يمينه , وفوق هذا في غرفنا من وسائل التدفئة ما يجعلنا نتحمل برودة الطقس ونعجز عن الانتقال من غرفة إلى اخرى  , بالمقابل تجد أسراً لا تمتلك الفراش الكافي لوضعه على أطفالهم ووقايتهم من الطقـــــــــــــــــس شديد البرودة , ومما يزيد من التعجب لحال هؤلاء الفقراء بيوتهم التي لا تقي من البرد وانهمار المطر فوق رؤوسهم وللأن يتم وضع الأواني في أماكن متفرقة في مساكنهم للوقاية من مياه الأمطار. 

     في تلك القرى المنسية والبعيدة نجد الفقر المـــــــــــــــــــــميت والمنهك والذي يبعدهم عن محيطنا وقربنا , هؤلاء يكون لهم عالمهم الملئ بالحزن والهم والبكاء والدعاء على من يستطيع تغيير واقعهم ويأبى ان يقنعهم بما يحاول , سيدات يســـــــــــــــــــــــــــعين ان يجدن لأسرهن أساليب بدايئة للتعامل مع موسم الشـــــــــــــــــــــــــتاء والبرد القارس وخاصة في مثل هذه الليالي , وسائل للتدفئة مضارها أكثر بكثير من فوائدها , لكن هدف هذه الأسر ان تذهب ببرودة الطقس عن أجساد أطفالها , كثير من القصص التي سمعنا بها راح نتيجتها أسر كاملة بسبب سعيها للحصول على الدفء المميت , وان كانت تلك القرى تجد بعض ما يمكنها من بقايا ثياب او أحذية او حطب لوضعه في مواقد وتترك مما تشكل تهديداً مباشراً لحياتهم وقد ذهبت حياة بعض الأسر نتيجة هذه الأساليب البدائية .

  دخلت كثيراً من المخيمات , وما يزيد عجبك من هذا البرد المميت , البيوت ال الآيلة للسقوط  يدخلها البرد  بشكل ييبس العظم ويجمد الدم في العروق , أين نحن من هؤلاء ؟ 

كنت قد دخلت منزلاً في مخيم الحسين في أحدى المرات ووجدت الأسرة بكاملها معاقة وتحتاج لنفقات يعجز عنها من يمتلك الحال الميسور , وفي الأطراف من يسكن في خيم ومساكن من صفيح ” الزينكو ” سبيلهم بدائي للحصول على التدفئة ايضا وحالهم يشعرنا بسوء تكاتفنا وتلاحمنا .

  في كل منطقة يوجد ميسور الحال , لو استطعنا من تلقاء أنفسنا أن نقف لجانب هذه الأسر من خلال كل مقتدر يقوم بشراء مجموعة من وسائل التدفئة ويوزعهم على المحيطين به , مثلاً لو قام بشراء مئة ” حرام ” بمبلغ لن يربك ملاءته المالية من خلالها ييدخل الدفء والسكينة لهذه الأسر , ومقتدر آخر قام بشراء صوبات للتدفئة ووزعهم على ابناء منطقته سنبني مجتمعاً متعاوناً ومتكاتفاً  كما قال عليه الصلاة والسلام   ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ”  

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى