الشهيدة شيرين أبو عاقلة تعري جرائم الاحتلال حتى اللحظة الأخيرة
22 الإعلامي – د. زيد نوايسة
بدم بارد وبوحشية معهودة يمتلك الاحتلال فيها وصمة مطلقة؛ اغتالت قواته صباح الأربعاء 11/5/2022، الشهيدة شيرين أبوعاقلة مراسلة شبكة الجزيرة الإخبارية، وهي في طريقها لتغطية اقتحام مخيم جنين بالرغم من ارتدائها سترة واقية وخوذه ولباسا يشير لها كمراسلة صحفية لكنه تعمد اصابتها وفي منطقة قاتلة واستهدف زميلها الصحفي علي السمودي بإصابة في ظهره.
ليس مستغربا هذا السلوك الهمجي المتغطرس الذي لا يقيم وزناً لحياة الانسان الفلسطيني سواء كان شيخاً او امرأة او طفلاً أو صحفياً او مسعفاً طبياً، ولا يتعامل مع ما تفرضه الأعراف والمواثيق الدولية من حق الصحفيين وطواقم الإسعاف والاخلاء الطبي بالحماية الكاملة وعدم التعرض لهم اثناء ممارستهم دورهم المهني والانساني ولكنه في سياق سعيه الدائم لطمس جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني وتغييب الحقائق عن العالم لم يتردد في سلوك الاغتيال المباشر عبر إطلاق الرصاص في منطقة قاتلة.
لم تكن الشهيدة الصحفية شرين أبو عاقلة الصحفية الأولى التي تغتالها قوات الاحتلال؛ لقد سبقها شهداء كثر مثل الشهداء عزيز التنح ومحمد البيشاوي وجميل نواوره ونزيه دروزة وفضل شناعة وغيرهم والمؤكد أن عقلية وعقيدة قوات الاحتلال لن تتردد في اغتيال المزيد في المستقبل خاصة في ظل تخاذل المجتمع الدولي وعجز المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بحماية حق الإعلاميين في أداء مهامهم في ظل ظروف آمنة عن ردعه ومعاقبته بفعل الدعم الأميركي والغربي اللامحدود مما يعزز تجاهله غطرسته والمضي في سلوكه الشائن.
الانتهاكات بحق الإعلاميين الذين يعملون على تغطية الاحداث في الضفة الغربية وقطاع غزة تتزايد كل عام؛ فقط في العام الماضي وبشهادة مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية موثوقة تم تدمير 59 مؤسسة إعلامية فلسطينية بالكامل وسجلت حوالي 652 انتهاكاً مباشراً وسجن 24 صحفياً وخلال العشر سنوات الأخيرة استشهد العشرات بين صحفي ومراسل ومصور اثناء عملهم.
من يقتحم دور العبادة على المصلين الآمنين ومن يقتحم المستشفيات ومن يقتحم المنازل ويهدمها ويشرد أهلها لن يتوانى عن قتل كل من يعري همجيته ووحشية سلوكه العدواني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يقاوم منذ أربعة وسبعين عاماً أعتى واسوء احتلال عرفته البشرية.
تمكن الاحتلال من اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة واضافها لسجل الخالدين من الشهداء في مسيرة مستمرة طالما بقي الاحتلال جاثماً على صدر الشعب الفلسطيني، لكنه لن يتمكن مهما امتلك من آلة عسكرية وسلوك عدواني وانحياز جزء كبير من المجتمع الدولي له من إخفاء الوجه البشع والسافر لسلوكه العدواني الذي لن يعريه فقط بل يعري صمت المجتمع الدولي ومنظماته امام هذه الجرائم التي أوجبت منذ قيامه أن يحاكم عليها الاحتلال وقادته امام المحكمة الجنائية الدولية.
عبر ربع قرن من مسيرتها المهنية منذ التحاقها بقناة الجزيرة القطرية سنة 1997 وحتى استشهادها صبيحة يوم أمس الأربعاء 11/5/2022، وثقت الشهيدة شيرين أبو عاقلة بالصوت والصورة جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحظة بلحظة وها هي وفي لحظة حياتها الاخيرة تعري الاحتلال أكثر.
رحم الله الشهيدة شيرين أبو عاقلة والامنيات بالشفاء العاجل لزميلها الصحفي علي السمودي والعزاء لأهلها وزملائها وللصحافة الفلسطينية ولقناة الجزيرة ومصير الاحتلال مهما طال الزمن الى زوال.