مقالات

التعايش السلمي والتسامح في ألبانيا

22 الإعلامي- بقلم. عبد الحميد الكبي كاتب يمني

تتميز ألبانيا بالتعددية العرقي والثقافية والدينية والتعايش السلمي، وتُعد هذه المِيزة الحقيقة التي تسود المجتمع الألباني الواحد والمتحد والموحّد.

يعيش أبناء الوطن الألباني الواحد بكافه أطيافه ودياناته في ظل دستور ديمقراطي وبمساواة جميع الأديان والمواطنين أمام القانون.

وبالرغم من كل التعددات الثقافية والدينية والعرقية، فإن غالبية سكان ألبانيا يدينون بالاسلام، وتتميز ألبانيا بالسلام الاجتماعي والانساني، ولا توجد فيها صراعات طائفية أو عرقية في السنوات الأخيرة، وهذا إنما هو النموذج الألباني النبيل الذي يدل على الإسلام المتعدل، ومنهاج الديمقراطية وتكرس التعايش السلمي بين الطوائف والعرقيات والثقافات المختلفة التي تعيش على تلك الأرض الألبانية.

لذلك، انتجت هذه التجربة الألبانية حالة تفاعلية بين هذه المكونات قادت إلى نشوء حياة دينية واجتماعية سلمية تقدم نموذجًا متميزًا من التعايش والتعددية في العصر الحديث، بفضل سياسة ثابتة تبذل من قبل الرئيس إيلير ميتا وحكومته، وهو ما يُعتبر نجاح تجربة واقعية للعلاقات ما بين مؤسستي الدولة والدين، حيث رسّخ الرئيس إيلير ميتا قيم مؤسسات الدولة وأثبت نجاحها في التعدد والحريات والمساواة، وغدا النظام الألباني من أكثر الانظمة التي تدعم التوجهات السلمية، ما جعل بيئة التطرف معدومة، فساهم هذا في نفي كافة اشكال الصراعات الطائفية أو العرقية.

ومن الواضح أن كل الإجراءات الحكومية على صعيد تنظيم الحاله الدينية لا تعارض استحضار الإسلام في الحياة اليوميه للناس، فمنذ النظام الديموقراطي والمؤسسي اتخذت الحكومة بعض الخطوات لتعزيز التعاون مع المتدينين، وسعت إلى تحسين الحالة الدينية، ودخلت على خط تعليم رجال الدين الشباب في محاولة لتعزيز القيم الإسلامية على أسس من التقاليد والأبعاد الثقافية المحلية، وذلك بهدف وقف تأثير جماعات دينية متطرفة من خارج البلاد.

لذلك تقدم ألبانيا نموذجًا في التعايش السلمي بين مختلف الديانات للحفاظ على التعايش السلمي الفريد من نوعه، وهو ما يساهم في علاقات ودية بين الديانات، إذ ترسخ في البلاد نموذج أذري مُشرّف في التعددية في مختلف المجالات، يعرفه العالم ومعجب به، فاصبحت البلاد ذات نمط حياة جلها التعايش الديني والعرقي التعددي، في ظروف الأمن والأمان والاستقرار والسلام والوئام بفضل سياسة الرئيس إيلير ميتا الناجحة والفريدة في عالم كثيرة من أطرافه متصارعة ومتناحرة للأسف الشديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى