مقالات

شخصيات عرفتها الاذاعي محمود الشاهد .. بقلم أ.د تيسير أبو عرجة

22 الاعلامي – كتب أ.د تيسير أبو عرجة
محمود الشاهد واحد من جيل المؤسسين الكبار للإذاعة الأردنية صاحبة التاريخ العريق .وكان شاهدًا على تاريخ الاذاعة منذ بداياتها وهي تبث من عمان والقدس .قبل ان يلتحق بالاذاعة في مقرها في عمان ويكون واحدًا من أوائل العاملين فيها عند انتقالها من جبل الحسين الى أم الحيران مقرها الحالي عام ١٩٥٩.
وكانت معرفتي المباشرة بالأستاذ الشاهد عندما دعوناه لالقاء محاضرة في طالبات قسم الصحافة والاعلام بعد تأسيسه في جامعة البنات-البترا- وكنا وقتئذ نستضيف الرعيل الأول من الإذاعيين والصحفيين لالقاء المحاضرات في القسم وتقديم تجاربهم .وكان لنا الحظ الكبير بدعوة الاستاذ الشاهد والسيدة عائشة التيجاني وغيرهما من كبار المذيعين من الجيل المؤسس.
وقد قمت بدعوته إلى تسجيل تجربته الإذاعية وسرد قصة الاذاعة الاردنية لأنه الأقدر على هذا السرد.وقد استجاب لهذه الفكرة وصدر كتابه عن وزارة الثقافة عام ١٩٩٩ بعنوان:رحلتي مع الميكروفون .كان لي حظ مراجعته وتنقيحه قبل طباعته.وفيه يروي الشاهد قصة الاذاعة من بدايات التحاقه بالعمل فيها من استوديوهاتها في رام الله قبل انتقاله الى عمان .
وكتب مقدمة هذا الكتاب الاستاذ محمود الشريف وزير الاعلام الاسبق الذي قال إن محمود الشاهد خير من يكتب قصة الاذاعة الاردنية في نشأتها وتطورها بصفته واحدا من مذيعيها الأوائل الكبار.وأن الشاهد ،،يحفزه وفاؤه لزملاء الأمس جاء لينصفهم ويضعهم في المكانة التي يستحقونها في وعي المواطن وفي وعي الاجيال الناشئة من الإذاعيين الأردنيين.،،
لقد حدثنا الشاهد باستفاضة عن الاذاعة الاردنية يوم كانت الاذاعة هي الوسيلة الاعلامية الاكثر تأثيرا .والوسيلة المهمة التي تعبر عن طموحات الدولة وسياساتها ومعاركها.ويوم كان العاملون فيها هم النخبة المثقفة وأصحاب المواهب الذين يكتبون ويحررون ويذيعون ويشاركون في تقديم التمثيليات الاذاعية.وكان بينهم عدد من أهم من عرفتهم بلادنا من الشعراء والأدباء المرموقين. ويخشى المرء ان هو ذكر أسماء هؤلاء أن يغفل عن غيرهم.لان هناك مراحل متلاحقة من عمر الاذاعة وكان ينضم إليها وجوه جديدة ويغادر آخرون خصوصًا من الذين يتم انتدابهم الى الاذاعات العربية أو أولائك الذين يلتحقون بالاذاعات الدولية الناطقة باللغة العربية .ويورد الشاهد أجواء الاحتفال بانتقال الاذاعة الى مقرها في ام الحيران وافتتاح الاذاعة بكلمة لجلالة الملك الراحل الحسين .وبأن الملك كان يخص الاذاعة بحديث شهري تحت عنوان :فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة.
وتحدث المؤلف عن الشخصيات الاردنية المرموقة التي تعاقبت على ادارة الإذاعة في بداياتها مثل :عبدالمنعم الرفاعي ووصفي التل وصلاح ابو زيد والشريف عبدالحميد شرف.
ويعتز محمود الشاهد كثيرا بالبرنامج اليومي الذي كان يعده ويقدمه مع زميله سري عويضة بعنوان :معكم في كل مكان وان هذا البرنامج لقي شهرةً كبيرة واستماعًا واسعًا من الجمهور .
ويورد الشاهد بعد ذلك ظروف سفره الى قطر للعمل في اذاعتها في نهاية الستينيات الى جانب نخبة من المذيعين الأردنيين. ويشهد الاستاذ محمود الشريف الذي تولى إنشاء ادارة الاعلام في قطر في ذلك الوقت على اخلاص الشباب الاردنيين الذين التحقوا بالاذاعة القطرية وجعلوها تصل الى مرتبة عالية بين الاذاعات.
وبعد عودته الى عمان من قطر أسندت إلى الاستاذ الشاهد مهمة ادارة مركز التدريب والتطوير الاذاعي في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون .وكان لنا شرف تقديم عدد من المحاضرات في الدورات التي قدمها المركز في اثناء فترة ادارة الاستاذ الشاهد لهذا المركز.
وكان يحرص في كل مرة على أن يرافقنا الى قاعة المحاضرات ليقدمنا بكلماته الدافئة المعبرة عن شخصيته الجميلة واسلوبه المهذب ولغته الثرية وهو الأديب والشاعر والاذاعي العريق . وكان رحيله وانتقاله إلى بارئه تعالى في اول شباط فبراير عام ٢٠١٧.رحمه الله واحسن اليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى