22 الاعلامي – كتبت: يسرى أبو عنيز
يعتبر موقع مار الياس في محافظة عجلون من المواقع المهمة على المستويين التاريخي والأثري بالإضافة لأهمية المنطقة الدينية لوجود الكنائس فيها،والتي تعتبر أحد مواقع الحج المسيحي الخمسة في الأردن وهي منطقة المغطس،وجبل نيبو ،ومكاور في محافظة مأدبا،وكنيسة سيدة الجبل في عنجرة في محافظة عجلون.
وكنائس مار الياس هي جزء من آثار محافظة عجلون ،حيث تعود إلى العصور القديمة.وهو المكان الذي صعد منه النبي إيليا إلى السماء،وكرس الدير للرهبان والكنائس التي تم العثور عليها في الموقع رصفت أرضيتها بالفسيفساء الملونة.
الخبير المعروف في مجال الآثار الدكتور إسماعيل بني ملحم قال أن تل موقع مار الياس الأثري يقع شمال غرب مدينة عجلون بحوالي 11 كم،مبينا أن هذا الموقع يعتبر تاريخياً مسقطا لرأس النبي إلياس عليه السلام في القرن التاسع قبل الميلاد ،وفقا للروايات الدينية والتاريخية.
وبين أن الموقع كان يعرف قديما بقرية تشبي أو لستب،حيث كشفت الحفريات الحديثة التي أجرتها دائرة الآثار العامة في التل الأثري في الفترة1998-2002 م،عن مجمع كنسي مكون من كنيستين على الأقل ومساكن ومعصرة عنب،وتعود جميعها للعصر البيزنطي في حوالي القرنين السادس والسابع الميلاديين.
وأشار الخبير في مجال الآثار بني ملحم إلى أن أرضية الكنيسة الكبرى رصفت بالفسيفساء الملون ذي الأشكال الهندسية والنباتية ،ووجد فيها نقش كتابي باللغة اليونانية يؤرخ تدشينها لسنة 622 م،حيث جاء إقامتها تكريماً للنبي إلياس عليه السلام.
وبين الدكتور بني ملحم أن حاضرة الفاتيكان اعتمدت موقع مار الياس كأحد مواقع الحج المسيحي في الأردن ويزوره سنوياً ما لا يقل عن 5 ألاف سائح وزائر ،مشيرا إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية قامت بإعادة بناء بقايا مسجد في العصر الأموي في المنطقة الواقعة شمال تل مار الياس بحوالي نصف كيلو متر ،والمعروفة حاليا بإسم لستب ،وأطلقت على المسجد(مقام النبي إلياس) مما يشير إلى الإهتمام الذي كان يحظى به هذا الموقع من اتباع الديانات السماوية تاريخياً.