22 الاعلامي –
كنت قد تناولت في مقال سابق الحديث عن مفهوم الامن الغذائي من منظور المعايير الدولية وانعكاساته وطنياً وبمناسبة الاحتفالات الدولية لليوم الدولي للغذاء الذي جاء هذا العام تحت شعار ” المياه هي الحياة المياه هي الغذاء لا تتركوا أي أحد في خلف الركب ” سأسلط الضوء عبى بعض النقاط الرئيسية لهذا الحق الذي يُعد أحد الحقوق التي كفلتها عدد من المواثيق الدولية واهمها ما ورد في نصوص العهد الدوليّ للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية في المادة 11 منه والتي أقرّت بحق كل شخص في مستوى معيشي كاف له ولأسرته بما يضمن توفير الغذاء الصحي والسليم والخالي من المواد الضارة والمتناسب مع الإمكانيات المادية والاقتصادية التي تسهل الوصول والحصول عليه إضافة الى مدى ملائمة الأنواع الغذائية المنتجة او المستوردة ثقافيّاً للمجتمع كما كفلت هذا الحق عدد من النصوص الواردة في المواثيق الدولية الأساسية كونه حق لا غنى عنه للتمتّع بحقوق الإنسان الأخرى المكرسة في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان. ويفرض الحق في الغذاء المناسب، شأنه شأن أي حق إنساني آخر، ثلاثة أنواع أو مستويات من الالتزامات على عاتق الدول الأطراف هي: الالتزام بالاحترام، الحماية، والإعمال. والالتزام باحترام يشمل الأدوات والسبل المتوفرة والممكنة للحصول على الغذاء من خلال كفالة هذا الحق في النصوص القانونية وما يصدر عنها من أنظمة وتعليمات أما الالتزام بالحماية يفرض على الدولة أن تتخذ تدابير لضمان عدم حرمان أي شخص وتركه بالخلف دون إمكانية الوصول او الحصول على الغذاء المناسب من خلال سن الاستراتيجيات والسياسات والبرامج والخطط .ويشمل الالتزام بالإعمال بدوره التزاماً بالوفاء بمشاركة الدولة في الأنشطة التي تعزز وصول الناس إلى موارد ووسائل ضمان مقومات عيشهم، بما في ذلك الأمن الغذائي.
حددت المعايير الدولية الجوانب الرئيسية للمضمون المعياري للحق في الغذاء الكافي وهي تشمل التوافر و، إمكانية الوصول، والكفاية، الاستدامة؛ والحق في الغذاء شأنه شأن أي حق يتقاطع ويتداخل مع عدد من الحقوق واهمها الحق في الحياة والحق في الصحة والحق في المياه النظيفة والحق في السكن اللائق والكريم والحق في التعليم والحق في التحرر من الفقر. الغذاء الصحي والسليم والمياه النظيفة هي أساس الحياة وبوصلتها ونقطة الارتكاز لإنقاذ كثير من أرواح البشر من الامراض المنقولة بالأغذية لا يمكن انتاج غذاء دون مياه من هنا جاءت فكرة شعار هذا العام بهذه المناسبة الدولية الهامة التي يتم من خلالها لفت انظار العالم الى ما يمر به العالم اليوم من محدودية المياه وان الأوان قد حان لعدم اعتبار ذلك من المسلّمات التي لا دخل للإنسان واعتبارها من نتاج الطبيعة وانّ الانسان لديه القدرة على ان يتدخل ويحدث التغيير المنشود لاتخاذ الإجراءات والتدابير التي تتعلق بضمان كفاية واستدامة المياه من اجل الحصول والوصول الى الغذاء الصحي والسليم. من أجل الحد من اضرار انتاج وتصنيع الاغذية على البيئة والمناخ ولربما حسب اعتقادية ان ّ الزراعة العشوائية احد هذه التأثيرات التي تؤثر على الأرض بشكل ما باستخدام المواد الكيمائية والاسمدة وما ينتج من انبعاث الغازات الدفينة وغاز ثاني أكسيد الكربون واثر ذلك على المناخ وهدر المياه وفقدان التنوع البيولوجي الامر الاخر هو البصمة المائية والتي تعني كمية المياه المستخدمة عند انتاج الغذاء التي تتنج بشكل غير مدروس في كثير من مناطق العالم حيث يتم استخدام وهدر الالاف من لترات المياه لصنع قطعة شيكولاته بمقابل وفي أجزاء كثير من العالم وجود 1 من كل 3 اشخاص ليس لديهم إمكانية الحصول على مياه شرب آمنة.
فالمطلوب اليوم من المجتمع الدولي وضع السبل والأدوات الحقوقية لضمان الحفاظ على الموارد الحيوية من الاستنزاف الجائر وحماية البشرية من الملوثات الضارة المستخدمة في صنع الأغذية وضمان توفير مياه الشرب لكافة البشر .
د. فريال حجازي العساف