مقالات
أخر الأخبار

التدريب والتطوير بوابة لفرص العمل

22 الاعلامي – بقلم: المهندس أحمد نضال عواد

إنّ التدريب المهني والتقني فرصة مستدامة لتوفير الفرص الإقتصادية للشباب والشابات وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لدى أسواق العمل لا سيما أنّنا نعيش في في عصر المهارات، حيث ترتبط العديد من الوظائف بالعالم بقدرة الشخص على إنجاز المهام الوظيفية المطلوبة فيها، وإنّ حاجة أسواق العمل للمهنيين المبدعين في تزايد مستمر محلياً ودولياً.

إنّ الحصول على الشهادات الأكاديمية والمهنية يتكاملان معاً لتزويد الأفراد بالفرص النوعية المناسبة لهم وزيادة إنتاجيتهم و فاعليتهم ضمن اختصاصاتهم المتنوعة، إذ أنّ التدريب والتطوير المستمر أصبح ضرورة للإستمرار في توليد الأفكار الإبداعية ومواكبة المهارات المطلوبة في مهن المستقبل إلى جانب أهمية الاستفادة من تجارب العالم الخارجي الزاخر بالفرص التي يمكننا استثمارها لبناء الخبرات التراكمية بالمجالات كافة.

في الأردنّ، سنلاحظ إذا تصفحنا موقع دائرة الإحصاءات العامة أنّ 22.3% هو معدل البطالة بين الأردنيين في الربع الثالث للعام 2023؛ ما يستدعي من جميع الجهات والخبراء ابتكار الآليات على المستويات المحلية و الوطنية واستحداث الخطوات وفقاً لنهج تكاملي تشاركي ينجح فيه الجميع وهم يعملون معاً؛ ليس فقط على المستوى الاستراتيجي بل على المستويات العملية التطبيقية؛ للإسهام الفاعل بتوفير الفرص المستدامة للشباب القادرين على الابداع والابتكار!

“فالشباب هم رواد المستقبل وهم فرسانه، بهمتهم و عزيمتهم، سيتمكن الأردنّ من المضي قدماً في مسيرة البناء والإبداع و الإنجاز” فهذا هو التأكيد من سمو ولي العهد الأمير الشاب الحسين بن عبداللّه الثاني يحفظه اللّه وثقته بالشباب أبناء وبنات الأردنّ المعطاء أينما كانوا داخل الوطن أو وهم سفراء بدول العالم أجمع!

إنّ الازدهار يبدأ بالمجالات كافة عندما يساهم الشباب بشكل فعلي في حياكة عناوين الحاضر وصياغة عناوين المستقبل بالشراكة مع الحكماء أهل الخبرة العميقة والتجربة الفاعلة!.

هذا كله يقودنا إلى أهمية وجود المشروع الوطني الأردنيّ المستدام في جميع مجالات التنمية ودور الشباب الفاعل فيه بالشراكة مع كافة القطاعات التنموية بحثاً عن الوصول للاكتفاء الذاتي الذي يعزز صمود ومنعة الدولة في مواجهة التحديات التي نواجهها محلياً وإقليمياً بالشراكة الحقيقية المتزنة مع كافة القوى الدولية؛ فالأردنّ يستحق منّا الأفضل دائماً ولديه الإمكانات والخبرات الزاخرة القادرة على العمل ومواصلة البناء.

وهي نصيحة أطلقها عبر هذا الفضاء الإلكتروني وحيث أنّ المهارات المهنية سلاح في يد حاملها حتى لو وصل إلى أرقى الدرجات العلمية الأكاديمية، فهي رديف للتكامل معها لا سيما مع التطور التكنولوجي المتسارع، فعلى مستوى السياسات ماذا لو كان الحصول على شهادة مهنية شرطاً للقبول في العديد من التخصصات الجامعية وخاصة الهندسية منها أو المشبعة لدى أسواق العمل؟! بالتالي هي فرصة حقيقية لتخفيف مؤشرات البطالة المرتفعة لأنّ المهني المبدع قادر على العمل في مشروعه الخاص إذا لم يجد الفرصة المناسبة لدى الآخرين؛ ويوجد مئات قصص النجاح ممن استطاعوا توفير فرص العمل لهم و لأقرانهم محلياً و دولياً.

اليوم يستطيع الشباب الحصول على شهادات مهنية في عشرات التخصصات المطلوبة لدى أسواق العمل المحلية والدولية من خلال العديد من المنصات و المؤسسات، لعلّ أبرزها في الأردنّ مؤسّسة التدريب المهني، وكليات التدريب المهني المتقدم التابعة لمؤسّسة ولي العهد، إضافة لعشرات الكليات التقنية و المؤسسات والأكاديميات الوطنية أو المنصات التدريبية المحلية والدولية.

وهنا أنتهز الفرصة للإشارة إلى أنّ أبواب التسجيل مفتوحة حالياً لدى معاهد مؤسّسة التدريب المهني من خلال نافذة التسجيل ereg.vtc.gov.jo والتي تتيح الاطلاع على التخصصات المتاحة أو زيارة أقرب معهد تدريبي للاستفادة من البرامج التدريبية النوعية المتميزة التي توفر فرصة حقيقية لتزويد الشباب و تسليحهم بالمهارات اللازمة للاندماج في أسواق العمل.

وكذلك، فلا بدّ من التفكير جدياً بمفهوم الاستثمار الاجتماعي القائم على الشراكة الفاعلة بين رأس المال وأصحاب الأفكار أو المشاريع القائمة لتوليد فرص عمل جديدة للشباب في جميع محافظات ومناطق المملكة، بشكل يساهم في تعزيز النمو الإقتصادي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، والانتقال من حالة الاستهلاك إلى الانتاج، وإحداث شراكة فاعلة مع القطاع الخاص الذي يعتبر المولد الرئيسي لهذه الفرص النوعية المستدامة.

العمل التكاملي و التشاركي هو الأساس في إنجاح مشاريعنا و خططنا الاستراتيجية لتكون ناجعة وفق منظومة الاتصال الأفقي مع جميع المعنيين وفقاً لمؤشرات قياس أداء واضحة يتم تقييمها ومتابعتها باستمرار، ولنتذكر دائماً أنّ خير الناس أنفعهم للناس؛ وكلنا مسؤول في موقعه؛ وعلينا العمل باستمرار لنفع وطننا الغالي و الإسهام في الانتقال بمنطقتنا إلى حالة الاستقرار والازدهار وتعزيز السلم و التماسك المجتمعي فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى