مقالات
أخر الأخبار

سلهب تكتب.. المرأة ترفع راية النضال في يومها العالمي

22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب

بمناسبة يوم المرأة العالمي، الذي يصادف الثامن من شهر مارس/آذار، يتجدد التفكير والتأمل في مسار المرأة وتحقيق مكانتها في المجتمع في رحلة كفاحها ونضالها في الحياة.

إنه يوم لتسليط الضوء على الإنجازات العظيمة التي حققتها المرأة على مدار الزمن، وكذلك للتفكير في التحديات والمعوقات التي تزال تواجهها في المجتمع.

تاريخ يوم المرأة العالمي يعود إلى القرن التاسع عشر، حيث بدأت حركات المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية بالنضال من أجل حقوقها ومطالبتها بالمساواة. منذ ذلك الحين، تطوّر هذا اليوم ليصبح تقليدًا سنويًّا يحتفل به في جميع أنحاء العالم، مع اعتماد الأمم المتحدة له رسميًا في عام ١٩٧٥. يُعتبر يوم المرأة العالمي فرصة لتقدير وتقديم الدعم للمرأة، بالإضافة إلى إبراز الإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي حققتها.

في العالم العربي، تظهر النساء بوضوح كبير في مختلف المجالات، مع تحقيقهن لإنجازات ملموسة في السياسة والاقتصاد والمجتمع. إنهن يثبتن يومًا بعد يوم قدرتهن على التفوق والتميّز، ورغم التحديات التي قد تواجههن، إلا أنهن يصررن على تحقيق النجاح وتقديم الإسهام الفعّال في بناء المجتمع.

في الأردن على وجه الخصوص، استطاعت المرأة الأردنية أن تحقق نجاحات ملموسة، حيث وصلت إلى مراكز مرموقة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التحديات التي قد تواجه المرأة في المجتمع الأردني، مثل تمكين المرأة اقتصادياً.

على الرغم من ذلك، فإن يوم المرأة العالمي يمثل فرصة للتأمل والعمل نحو تحقيق العدالة الاجتماعية.

إنه يوم لتكريم ودعم المرأة، وللتفكير في الخطوات التي يمكن اتخاذها لتمكينها وتحقيق آمالها وطموحاتها في المستقبل.

فإن قوة المرأة وإرادتها واصرارها سيكون الدافع الحقيقي لتحقيق المزيد من الإنجازات والتميّز في مختلف المجالات.
فالمرأة الأردنية مستمرة بالعمل الجاد والمثابرة، فهي رمزاً دائمًا للقوة والإيمان ولديها القدرة على تغيير الواقع للأفضل وبناء مستقبل مشرق للمجتمع والوطن.

أما في قطاع غزة، تعاني المرأة من معاناة لا توصف نتيجة للظروف الصعبة والحرب. وتتجلى هذه المعاناة في العديد من الجوانب الحياتية، بدءًا من الوضع الاقتصادي وصولًا إلى الوضع الاجتماعي والصحي.

ومن بين أبرز التحديات التي تواجه المرأة في غزة هي الوصول المحدود إلى الخدمات الصحية الأساسية، حيث تعاني من نقص في الإمكانيات الطبية والأدوية الضرورية، مما يجعل الوضع الصحي أكثر تعقيدًا وصعوبة.

إضافة إلى ذلك، تواجه المرأة في غزة تحديات كبيرة في كل المجالات، فهي معرضة للخطر، حيث يعاني القطاع من التجويع بعد القصف والتهديم والتهجير وتأثيرات الحرب من قبل الاحتلال الصهيوني وممارسة الإبادة الجماعية فهي قد تتعرض للقتل والإبادة في اي لحظة.

بالرغم من كل هذه التحديات والمعاناة، فإن المرأة في غزة تظهر إرادة قوية وصمودًا لمواجهة الصعاب، وتبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على كرامتها وكرامة أسرتها، مما يعكس قوة شخصيتها وإيمانها المطلق بالله وجهادها للتغلب على كل الظروف الصعبة التي تواجهها.

سنبقى متضامنين مع المرأة في غزة، ونؤكد على ضرورة العمل الجاد والمستمر من قبل المجتمع الدولي لوقف الحرب وانهاء الحصار بشكل عاجل وإعادة الإعمار وتحسين ظروف الوضع الإنساني في غزة وحماية المدنيين والأبرياء من العدوان الصهيوني.

إذ يجب على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب المرأة الغزية وحمايتها، وتقديم الدعم اللازم لوقف الحرب.

فالمرأة نصف المجتمع وانجبت النصف الآخر وكرمته بتربيتها له.

والرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام الذي قال في حديثه: “استوصوا بالنساء خيرًا” لم يغفل عن ذكر المرأة في حجة الوداع العظيمة ووصّى المسلمين خيرًا بالنساء. وحين سأله أحد الصحابة رضوان الله عليهم عمن هو خير المؤمنين، قال عليه الصلاة والسلام: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” (صحيح الترمذي).

فرسول الله صلّى عليه وسلم هو خير قدوة للعالمين.

الإعلامية د. آلاء سلهب
مديرة تحرير موقع 22 الإعلامي
عضو الحزب الوطني الإسلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى