22 الاعلامي – بقلم النائب حسين كريشان
تمر علينا ذكرى شهداء قلعة الكرك، ذكرى خالدة في قلوب الأردنيين، نستحضر فيها مواقف البطولة والشجاعة التي سطرها أبناء الوطن دفاعاً عن أرضهم وحمايةً لأمن واستقرار الأردن.
إن شهداء قلعة الكرك يمثلون رمزاً خالداً للتضحية والفداء في تاريخ الأردن، ففي ديسمبر 2016 تعرضت قلعة الكرك، التي تعد معلماً أثرياً شاهداً على عظمة تاريخ الأردن، لهجوم إرهابي غادر استهدف زعزعة أمن الوطن واستقراره، ولكن هذا الهجوم لم يفلح في تحقيق أهدافه بفضل شجاعة رجال الأمن وصمود أبناء الأردن، في ذلك اليوم، تحولت القلعة إلى ساحة مواجهة شرسة بين قوى الظلام ورجال الحق، حيث تصدى رجال الأمن العام والدرك بشجاعة للعدو، مقدمين أرواحهم الطاهرة فداء للوطن.
الهجوم لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل كان امتحاناً حقيقياً للوحدة الوطنية، فالأردنيون بمختلف مكوناتهم وقفوا صفاً واحداً، متحدين خلف قيادتهم الهاشمية ومؤسساتهم الأمنية، ليؤكدوا للعالم أن الأردن بلد آمن واستقرار مهما حاولت قوى الإرهاب النيل منه، فدماء الشهداء التي روت أرض الكرك الطاهرة لم تكن مجرد تضحيات، بل كانت رسالة بأن الوطن يستحق كل غالٍ ونفيس، وأن الأردنيين على استعداد دائم للدفاع عن أمنهم واستقرارهم.
شهداء قلعة الكرك هم أبطال حقيقيون، تركوا لنا دروساً عظيمة في معاني الولاء والانتماء للوطن، فهم لم يتراجعوا أمام الخطر ولم يسمحوا للإرهاب أن ينال من عزيمتهم أو عزيمة أبناء شعبهم. كانت تلك التضحيات تجسيداً للروح الأردنية التي لا تنحني أمام المصاعب، بل تواجهها بإصرار وشجاعة.
قلعة الكرك التي شهدت أحداث هذه الملحمة الوطنية ستظل شاهدة على شجاعة الأردنيين وعلى إرث شهدائنا الأبطال، وتضحياتهم ستبقى محفورة في ذاكرة كل أردني، وتذكرنا بأن الأمن والاستقرار الذي ننعم به اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج لدماء طاهرة قدمها أبناء الوطن من أجل أن يبقى الأردن آمناً مستقراً في كل عام، وحين نستذكر شهداء قلعة الكرك، نؤكد التزامنا بمبادئهم وعهدنا أن نظل أوفياء لوطننا، مدافعين عنه في وجه أي تهديد.
عاش الأردن، وطنا ، سيدا ، حرا ، مهابا
وحمى الله جلاله الملك المفدى
وولي عهده الامين
وحفظ شعبنا الأردني العظيم.