مقالات
أخر الأخبار

الأستاذ أحمد عبدالله يكتب: استراتيجيات ما وراء المعرفة ودورها في تدريس الرياضيات

22 الاعلامي – بقلم الأستاذ أحمد عدنان أيوب عبدالله
مدرس رياضيات / مدرسة المهلب بن أبي صفرة الأساسية للبنين / لواء الجامعة

تعتبر استراتيجيات ما وراء المعرفة نمط من التدريس يسمح للطالب باستخدام مهاراته الخاصة في تطوير تعلم مستقل يمكنه من تحمل المسؤولية الذاتية للتعلم. وتعتبر إجراءات يقوم بها الطالب تحت إشراف وتوجيه من المعلم ليكون على وعي وإدراك بعمليات تفكيره وإدارتها، وأن يفكر فيما يفكر فيه، وأن يعرف الأنشطة والعمليات الذهنية التي تستخدم قبل وأثناء وبعد التعلم للقيام بالعمليات المعرفية وما وراء المعرفية. وتعد أيضًا خطوات وممارسات التي يتبعها المعلم داخل الصف من أجل توجيه سلوك الطلبة إلى الوعي بعملياتهم المعرفية وتفكيرهم وذلك قبل وأثناء وبعد الدراسة بما يمكنهم من تنمية مهارات ما وراء المعرفة والتحصيل في الرياضيات.
وهنا أورد أن من أهم نتاجات تدريس الرياضيات تعليم الطلبة كيف يفكرون، وذلك عن طريق تنمية قدراتهم على كيفية التفكير في التفكير وكيفية معالجة المعلومات للاستفادة منها في مواقف الحياة المختلفة، حتى يكونوا قادرين على الانتقاء والتجديد والابتكار وممارسة مهارات التفكير وعملياته في مجالات الحياة المختلفة، وتنمية قدرتهم على التعلم الذاتي وكيفية البحث عن المعرفة من مصادرها المختلفة ، وذلك لمواجهة تحديات الحاضر واحتمالات المستقبل. ومن خلال التجربة الخاصة بي، أظهرت فاعلية استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة في تدريس الرياضيات.
وتعتبر أيضًا استراتيجيات ما وراء المعرفة إجراءات يقوم بها الطالب بمساعدة المعلم وتوجيهه، تجعله على وعي بسلوكه وعمليات تفكيره وإدارتها خلال المهمة التعليمية التعلمية قبل وأثناء وبعد التعلم والتي تساعد الطالب على تخطيط ومراقبة وتقويم أدائه ومراجعة معارفه وأفكاره.
إن أهمية استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة للطلبة، يزيد من وعيهم بما يدرسونه في الموقف التعليمي وعي بالمهمة، وبكيفية تعلمهم على النحو الأمثل وعي بالاستراتيجية، وإلى أي مدى تم تعلمهم وعي بالأداء. وكما أرى أن استراتيجيات ما وراء المعرفة تساعد الطلبة على تنظيم المعرفة الخاصة بهم وعلى التركيز والتخطيط والتنظيم والتقويم لمدى تقدمهم في الأداء استراتيجيات ما وراء المعرفة.
كما تعد استراتيجية التفكير بصوت عالٍ استراتيجية من استراتيجيات ما وراء المعرفة، والتي تقوم على وصف تدريب وسيط شفوي الطلبة تفكيرهم بصوت مسموع عندما يفكرون في أداء المهمة وحل المشكلة. فالتفكير بصوت عالٍ تقنية تزيد من قدرة الطالب على الحكم والتوجه الذاتي الناتج من الفرد ذاته في كل من الجوانب الأكاديمية والإجتماعية. ويمكن الإشارة إلى أربعة أسئلة يمكن أن يستخدمها الطالب عندما يفكر بصوت عالٍ يظهر من خلالها عمليات تفكيره : ( ما مشكلتي؟ أو ماذا سأعمل؟، ما خطتي؟ أو كيف أعمل هذا؟، هل أستخدم الخطة؟، كيف عملت؟).
وتعتمد هذه الاستراتيجية على قراءة المعلمين لما يدور في تفكيرهم بصوت مسموع أمام الطلبة وتدريب الطلبة على ممارستها. فهي تقوم على مساعدة الطلبة على تنظيم وتحسين أفكارهم وجعل الطلبة يفكرون بصوت عالٍ أثناء حل المشكلات. إذ أن التفكير بصوت عالٍ – التحدث عن التفكير – على درجة عالية من الأهمية لأنه يساعد الطلبة على معرفة مفردات التفكير التي يمكن أن يستخدموها أثناء حل المشكلات بدلًا من التجول العشوائي في الأفكار دون الوصول إلى طريق التفكير الصواب. إضافة إلى أنها تساعد الطلبة على الاستمتاع، نتيجة إنتاج التفكير والوصول للأفكار المطلوبة “أهداف، خطط، استراتيجيات،… إلخ.” وتوضيح اختياراتهم وفق تفكيرهم.
كما تعد استراتيجية خرائط المفاهيم من أهم استراتيجيات ما وراء المعرفة استخدامًا ، والتي يمكن استخدامها في موقف العملية التعليمية التعلمية المختلفة كأداة لكشف البنية المعرفية للطالب، ومن ثم تنظيمها، سواء كان ذلك في مواقف تعليمية فردية، أو في مواقف التعلم داخل الصف الدراسي. وكما تستند استراتيجية خرائط المفاهيم إلى نظرية التعلم ذي المعنى الذي يبني نظريته في التعلم على افتراض أن الإنسان يفكر عن طريق المفاهيم، وأرى أن تنظيم المفاهيم بشكل هرمي هو متغير مهم في عملية التعلم التي تعتمد في جوهرها على التنظيم الهرمي لمهام التعلم المراد تعلمها أي تعتمد على مبدأ تحليل المهمة، فعند تدريس موضوع معين أو مفهوم ما فإن الأمر يحتاج إلى تحليل ذلك إلى المفاهيم الجزئية الأقل، حتى يمكن في النهاية الوصول إلى المفهوم الأكبر .
ويمكن الاستفادة في استنتاج بعض المضامين والأسس التربوية والتعليمية التعلمية التي يجب مراعاتها أثناء استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة في تدريس مادة الرياضيات لطلبة المرحلة الثانوية، ومن هذه الأسس؛ كتدريب الطلبة على التفكير بصوت عالٍ أثناء حل المشكلة، ويمكن للمعلم أن يمارس التفكير بصوت عال عند حله لمشكلة أمام الطلبة ليقلدوه في ذلك حتى يتوصلوا إلى أفضل أنواع الأسئلة في كل خطوة من خطوات حل المشكلة. وأن يدرب المعلم الطلبة على تدوين الأسئلة والملاحظات والنتائج بعد التفكير فيها. والاهتمام بإكساب الطلبة مهارات مراجعة الأنشطة والعمليات العقلية التي قاموا بها أثناء الحل. وتدريب الطلبة على تعميم النتائج التي تم التوصل إليها وهل هي صحيحة أم تحتاج إلى مراجعة وتدقيق. وضرورة ابتعاد المعلم عن التلقين والتركيز على أن يبذل الطالب جهدًا للتوصل إلى عمليات الحل بما يزيد من انتقال أثر التعلم. والاهتمام بتدريب الطلبة على استخلاص العلاقات الجديدة منطقيًا بناء على المعلومات والمعارف السابقة التي تعلموها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى