المرشدة التربوية هند عمر تكتب : العنف السياسي ضد المرأة: عائق في وجه المساواة والديمقراطية

22 الاعلامي – بقلم : المرشدة التربوية: هند عمر
العنف السياسي ضد المرأة هو أحد أكثر أشكال التمييز تحدياً التي تواجهها النساء حول العالم، حيث يشكل عائقاً كبيراً أمام تمثيلهن ومشاركتهن الفاعلة في الحياة السياسية. لا يقتصر هذا العنف على البلدان النامية فحسب، بل يظهر بأشكال متنوعة في الدول المتقدمة أيضاً، مما يجعل منه قضية عالمية تتطلب استجابة حازمة وشاملة.
يعرف العنف السياسي ضد المرأة بأنه أي سلوك أو ممارسة تهدف إلى تهميش النساء وإقصائهن من المشاركة السياسية عبر الترهيب أو التهديد أو التحقير. يشمل هذا النوع من العنف عدة أشكال، منها العنف الجسدي، النفسي، اللفظي، وحتى الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يطال هذا العنف النساء في مختلف المراحل السياسية، بدءاً من ترشحهن للانتخابات وصولاً إلى عملهن كقيادات وصانعات قرار.
ومن أشكال العنف السياسي ضد المرأة
– العنف اللفظي والإعلامي حيث تتعرض النساء للهجوم بسبب مظهرهن أو جنسهن بدلاً من تقييم أدائهن السياسي، وغالباً ما يُستخدم الإعلام كوسيلة لتشويه صورتهن.
– العنف الجسدي ويشمل التهديدات بالاعتداء أو الاعتداء المباشر لمنع النساء من الترشح أو ممارسة دورهن السياسي.
– العنف الرقمي يتمثل بانتشار خطاب الكراهية والتحرش عبر الإنترنت، حيث يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات لتثبيط عزيمة النساء وتخويفهن.
– الإقصاء المنهجي تمثل النظم الاجتماعية والسياسية في كثير من الأحيان بيئة غير داعمة للنساء، مما يؤدي إلى تقليص فرصهن في تحقيق تقدم سياسي.
يتجذر العنف السياسي ضد المرأة في مزيج من العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية، أبرزها:
– العادات والتقاليد: تستمر الأعراف المجتمعية في تعزيز فكرة أن السياسة مجال حصري للرجال.
– نقص الوعي المجتمعي: غياب الوعي بأهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية وأثرها على التنمية الشاملة.
– ضعف التشريعات: عدم وجود قوانين فعالة تجرّم هذا النوع من العنف وتوفر الحماية الكافية للنساء.
التأثيرات المترتبة على العنف السياسي ضد المرأة
– تراجع المشاركة السياسية: يؤدي العنف إلى تثبيط النساء عن خوض العمل السياسي أو البقاء فيه.
– إضعاف الديمقراطية: يشكل غياب التنوع في صنع القرار تهديداً لمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
– التأثير النفسي والاجتماعي:يترك العنف أثراً سلبياً على الصحة النفسية للنساء، مما يؤثر على أدائهن في الحياة العامة والخاصة.
الحلول الممكنة
-. تعزيز القوانين والتشريعات: وضع قوانين صارمة تعاقب مرتكبي العنف السياسي ضد المرأة، مع ضمان تطبيقها الفعّال.
-. التوعية المجتمعية: إطلاق حملات تثقيفية تهدف إلى تغيير الصور النمطية حول دور المرأة في السياسة.
– توفير الحماية والدعم: إنشاء آليات لحماية النساء من التهديدات وتوفير الدعم النفسي والقانوني لهن.
-تمكين المرأة: توفير برامج تدريبية لرفع كفاءة النساء وتعزيز ثقتهن بأنفسهن في المجال السياسي.
واخيرا فالعنف السياسي ضد المرأة ليس مجرد قضية حقوقية، بل هو تهديد مباشر للتنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين. التصدي لهذه الظاهرة يتطلب جهداً مشتركاً من الحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، لضمان أن يكون للمرأة مكانها المستحق في مراكز صنع القرار. إن القضاء على هذا العنف هو خطوة نحو بناء مجتمعات أكثر شمولاً وعدلاً للجميع.
المرشدة التربوية: هند عمر