22 الاعلامي – بقلم : ديما المجالي
الأردن، كما عهدناه دائمًا، يواجه التحديات الإقليمية والدولية بثبات سياسي ومرونة دبلوماسية تجعله قادرًا على المناورة في أكثر الظروف تعقيدًا، وفي الآونة الأخيرة، برزت محاولات جديدة للضغط على المملكة، سواء عبر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أو من خلال القرارات الأمريكية المتعلقة بتجميد 1.8 مليار دولار من المساعدات المقدمة للأردن،وهذه الضغوط تأتي في سياق محاولات لإعادة ترتيب الأوضاع الإقليمية بطريقة لا تتوافق مع المصالح الأردنية أو مع موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية.
الأردن، الذي يرفض بشكل قاطع أي حلول تمس سيادته أو تسعى لتغيير الواقع الديمغرافي في المنطقة، يدرك أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي، بل مسألة أمن قومي واستقرار إقليمي، ولذلك، يواصل موقفه الراسخ في رفض أي مشاريع تستهدف تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن الحل العادل لا يكون إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
لكن الأردن، وكعادته، لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الضغوط، فجاء الرد سريعًا وحاسمًا، حيث شهد جلالة الملك عبدالله الثاني في 29 يناير توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 3 مليارات يورو، في خطوة تعكس مدى قدرة الأردن على تنويع خياراته الاقتصادية والدبلوماسية، وتعزيز تحالفاته الدولية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية.
إن هذه المناورة الدبلوماسية لم تكن مجرد رد فعل، بل تأكيد على أن الأردن يمتلك أوراق ضغط قوية وعلاقات دولية متينة تمكنه من تجاوز أي محاولات لفرض الإملاءات عليه ، وهو درس قد يكون من المفيد لرجل الأعمال، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يستوعبه، فالدبلوماسية الأردنية لا تعتمد على العاطفة أو ردود الفعل، بل على استراتيجيات مدروسة تحمي مصالح الدولة وتعزز مكانتها على الساحة الدولية.
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يثبت مرة أخرى أنه قائد استثنائي يمتلك رؤية استراتيجية تُجسّد المصالح العليا للوطن، وتحافظ على مكانته الإقليمية والدولية رغم كل الضغوط، فبقيادته الحكيمة، استطاع الأردن أن يواجه التحديات بثبات وثقة، رافضًا أن يكون رهينة لأي ضغوط سياسية أو اقتصادية.
وإنني كمواطنة أردنية، أشعر بالفخر والاعتزاز بجلالة الملك وبدبلوماسيته الرفيعة التي تثبت للعالم أن الأردن، رغم حجمه الجغرافي، هو دولة كبيرة بمواقفها، مستقلة بقرارها، عصية على أي إملاءات خارجية، وهذه القيادة الحكيمة هي الضمان الحقيقي لاستمرار الأردن قويًا، صامدًا، قادرًا على تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص تعزز مكانته بين الأمم.
عاش الأردن حرًا مستقلًا، وعاش جيشه درعًا يحميه، وشعبه مصدر عزّه وقوته تحت راية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم .