مقالات
أخر الأخبار

صبيح تكتب : الرضا مفتاح العيش بسعادة

22 الاعلامي – بقلم : نسرين صبيح

في زحام الحياة وضغوطها المتزايدة، يتسارع الكثيرون وراء تحقيق المزيد من النجاحات المادية والمكاسب الدنيوية، متناسين أن السعادة الحقيقية لا تكمن في امتلاك الأشياء، بل في الرضا بما قسمه الله لنا. فالرضا هو ذلك الشعور العميق بالطمأنينة والسلام الداخلي الذي يجعلنا نعيش براحة، مهما كانت الظروف التي نمر بها.

الرضا لا يعني الاستسلام للواقع دون سعي أو طموح، بل هو قبول ما لا نستطيع تغييره، والسعي نحو الأفضل بروح مطمئنة. إنه القناعة بأن لكل إنسان رزقه ونصيبه في هذه الحياة، وأن السعادة لا ترتبط بما نملك، بل بكيفية نظرتنا لما نملك.

لماذا الرضا مفتاح السعادة؟

  1. يحمي القلب من القلق والتوتر: الشخص الراضي لا ينشغل بالمقارنات التي تقتل السعادة، ولا يحسد الآخرين على ما لديهم، بل يركز على نعم الله عليه، مما يجعله أكثر راحة وسكينة.
  2. يجعلنا أكثر امتنانًا: عندما نرضى، نزداد إدراكًا للنعم الصغيرة التي نعيشها يوميًا، فتتحول حياتنا إلى رحلة ممتعة مليئة بالشكر والتقدير.
  3. يمنحنا طاقة إيجابية لمواجهة الصعوبات: الشخص الراضي لا ييأس عند مواجهة المشاكل، بل ينظر إليها كجزء من الحياة ويبحث عن الحلول بطمأنينة.
  4. يعزز العلاقات الاجتماعية: فالرضا يجعل الإنسان أكثر هدوءًا ومرونة في التعامل مع الآخرين، مما ينعكس على علاقاته في الأسرة والعمل والمجتمع بشكل إيجابي.

كيف نصل إلى الرضا؟

الاقتناع بأن كل شيء بيد الله: الإيمان بأن الله يدبر الأمور بحكمة يخفف عنا ثقل القلق والخوف من المستقبل.

ممارسة الامتنان يوميًا: بتدوين النعم التي نملكها والتأمل فيها، سنكتشف أن لدينا أكثر مما كنا نظن.

تجنب المقارنات السلبية: كل شخص لديه ظروفه الخاصة، والمقارنة المستمرة بالآخرين لا تجلب إلا التعاسة.

التركيز على الحاضر: العيش في الماضي أو القلق بشأن المستقبل يسرق لحظاتنا الجميلة، لذا فلنستمتع باللحظة الراهنة.

وفي الختام

الرضا ليس مجرد شعور عابر، بل هو أسلوب حياة يجعلنا نعيش في سكينة وطمأنينة، بعيدًا عن صراعات النفس وضغوط المجتمع. فلنتعلم كيف نرضى، لا لأننا لا نريد الأفضل، بل لأننا ندرك أن السعادة تكمن في القناعة، والعمل بجد، والتوكل على الله، وانتظار الخير منه في كل حال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى