فادي السمردلي يكتب: إلى من يحاولون تهميش العشائر الأردنية.. كفى عبثًا بهوية الوطن (عيب عليهم)

22 الاعلامي – بقلم فادي زواد السمردلي
العشائر الأردنية ليست مجرد ماضٍ يُحكى في كتب التاريخ، ولا إرثًا يُنظر إليه كجزء من التراث فقط، بل هي الركيزة الأساسية التي قام عليها الأردن، والحامي الأول لهويته الوطنية فهي التي كانت، وما زالت، السد المنيع أمام كل التحديات، وهي التي قدّمت رجالها قرابين فداءً لتراب هذا الوطن ومن العار أن يحاول البعض اليوم التقليل من شأنها، أو تهميش دورها، وكأنها لم تكن يومًا الحاضنة الحقيقية للأردن وأبنائه.
فالعشائر.. الجذور الراسخة في عمق الوطن فلا يمكن الحديث عن الأردن دون الحديث عن عشائره، فهي التي دافعت عن الدولة منذ نشأتها، وكانت الدرع الحامي لها في أحلك الظروف. فمنذ الثورة العربية الكبرى، ومرورًا بكل المحطات التاريخية التي واجه فيها الأردن تحديات وجودية، كانت العشائر في الخطوط الأمامية، تقدم رجالها بلا تردد، وتدافع عن الأرض بلا مساومة لذلك، فإن أي محاولة لطمس هذا الدور أو التقليل من شأنه ليست سوى جهل بالتاريخ، أو محاولة متعمدة لخلق فجوة بين الأردنيين وهويتهم.
رسالتنا إلى أولئك الذين يسعون، عن قصد أو غير قصد، إلى تهميش العشائر الأردنية والتقليل من دورها، نقول لهم كفى عبثًا بهوية الوطن، وكفى محاولات لضرب الأساس الذي قام عليه الأردن. العشائر ليست مجرد مكون اجتماعي يمكن تجاوزه أو التقليل من شأنه، بل هي صمام الأمان الذي حافظ على استقرار الدولة، وهي الرابط الحقيقي الذي وحّد الأردنيين تحت راية واحدة ومن يظن أن بإمكانه إضعاف دور العشائر أو تهميشها، فهو يعبث بأمن الأردن واستقراره، وهو بذلك يساهم، بقصد أو بغير قصد، في زعزعة التماسك الوطني.
العشائر.. ليست ضد التطور ولكنها ضد الإقصاء فنحن لا نقول إن العشائر الأردنية ضد التحديث والتطور، بل على العكس، فهي كانت دائمًا جزءًا من تطور الدولة، وقدّمت شخصيات وطنية بارزة في جميع المجالات.ولكن ما لا يمكن القبول به هو محاولة إقصائها أو التقليل من قيمتها بحجة “التحديث”، وكأن الحفاظ على الهوية الوطنية والعشائرية يتعارض مع التقدم فالحقيقة أن العشائر كانت وستظل عامل استقرار وتوازن في المجتمع الأردني، ولن يسمح الأردنيون بأي محاولة لضرب هذا التوازن.
ختامًا.. الأردن قوي بعشائره ولن يكون إلا بها فالأردن ليس دولة بلا جذور، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضحية والانتماء، وكانت العشائر دائمًا في طليعة هذا التاريخ. لذا، فإن من يحاول تغييب دور العشائر أو تهميشها، فهو في الحقيقة يسعى لطمس الهوية الوطنية الأردنية، وهذا أمر مرفوض ولن يُسمح به فالأردن قوي بعشائره، وسيظل كذلك، ومن يحاول المساس بها أو تقليل قيمتها، فعليه أن يراجع نفسه، لأن العشائر الأردنية ليست مجرد جزء من الماضي، بل هي أساس الحاضر وضمانة المستقبل.