
22 الاعلامي – بقلم : ديما المجالي
في مشهد يروي حكاية الوطن ، حين لامست أولى خيوط الشمس أعمدة الأردن، يخاطبنا العلم من بعيد… لا مجرد قماش يعلو سارية، بل قصة وطنٍ نبضت بها القلوب قبل أن تصوغها العيون.
علمنا الأردني، بألوانه الخفاقة… الأسود يحكي أمجاد الأجداد، والأبيض يحفظ سلام أرواحهم، والأخضر ينشد للأمل، والأحمر ظلُّ سيفٍ يحرس الكرامة، وبين ألوانه تتلألأ نجمة سباعية، ترشدنا إلى دروب المجد.
العلم الأردني ليس مجرد رمز أو شعار ، بل نبضٌ يسكن الأرواح، وذكرى تعيش في وجدان الأجداد، ودمعة اعتزاز في عين كل مغترب، هو القصيدة التي حفظناها قبل أن نتعلّم الحروف، ورفرف في قلوبنا قبل أن تراه أعيننا و هو أوّل ما نعلّمه لأبنائنا، وآخر ما يُرفع على نعوش الشهداء.
وبقي هذا العلم عاليًا، تحمله قيادة هاشمية آمنت بالأردن وأبنائه بكل أمانة منذ أيام الشريف الحسين بن علي، ومرورًا بالملوك الغر الميامين، حتى وصل إلى يد مليكنا عبدالله الثاني_ حفظه الله ورعاه_، قيادة جعلت من هذه الراية عنوان عز، ورفعتها في كل ساح، وحملتها قلوب الأردنيين من جيل إلى جيل، قيادة صادقة، كانت ولا تزال أمينة على الحلم، وعلى الحكاية، وعلى مجد الأوطان.
وكما حملت القيادة الراية، كان شعب الأردن بعشائره ونخبه ورجاله ونسائه السند الصادق، عشائر الأردن كانت ولا تزال السياج الأول الذي يحمي الأرض والعرض، ويرفع العلم في الساحات والميادين من شماله إلى جنوبه، من باديةٍ وسهل وجبل، كان هذا الشعب على العهد دائمًا، وسيبقى كذلك، وسيستمر يسطر الوفاء، ويرفع العلم في الساحات والميادين، يقدم الغالي والنفيس ليبقى الأردن قويًا، والراية لا تنكس أبدًا.
ولا ننسى جيشنا العربي المصطفوي، سواعد الرجال الذين حملوا هذا العلم على صدورهم، وساروا به في دروب البطولة، أولئك الذين حرسوا الحدود، وسهروا على أمن الوطن، وارتفعت رايتنا فوق مواقعهم في زمن السلم والشدة، جيشنا الذي كتب بتاريخه حكاية وطن لا يرضى إلا بالعزة، ولا يعرف الانكسار.
وكذلك أجهزتنا الأمنية، التي لا تكل ولا تمل، هي الدرع المتين الذي يحفظ السلام الداخلي، ويضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن، هم العيون الساهرة، الذين لا يألون جهدًا في حماية الأرض والإنسان، ويعملون ليل نهار من أجل أن يبقى علمنا عاليًا، وقلوبنا مطمئنة.
ارفعه بفخر
فحين ترفع علمك، ترفع قصة وطنٍ لا ينكسر، وأملَ جيلٍ يرى فيه وعدًا بغدٍ يليق بالنشامى، إنه عهدٌ في قلوبنا جميعًا، نرفعه كل يوم، كما رفعه آباؤنا وأجدادنا، ليبقى خفاقًا عاليًا، شاهدًا على وحدة شعبنا وقوة إرادتنا، ففي كل زاوية من هذا الوطن، قلبٌ ينبض بالولاء، وعينٌ تراقب الأفق بعزم، لتحمي هذا الوطن الذي لا يسقط مهما اشتدت التحديات.
ولن تنكسر رايتنا، ولن نتخلى عن عزتنا، فالوطن أكبر من أي فتنة أو أي يد خارجية تسعى للإضرار، نحن ماضون على عهدنا، وسنبقى حراسًا لهذا الوطن، تحت رايته التي تظل مرفوعة في السماء، فحبُّ الأوطان من الإيمان، ورفع الراية عزة، والدفاع عنها شرفٌ عظيم.
عاش الأردن، وعاشت رايته عالية، حاملة لنا الأمل، والمجد، والكرامة.