22 الاعلامي – بقلم : علي سليمان النجادات
في هذا الفضاء الإعلامي المزدحم، يكون كل همك هو ان تجد نافذة إعلامية بوصلتها الحقيقة، كيما تقود معراجك إلى شيء جديد ومختلف، ذلك انها تبلغ مدى التعبير عن القضايا التي تغور في كل الأتاويه، بل وتحتم على نفسها مطاردتها كما يطارد الصياد فريسته، وتضيق عليها الخناق في كل زاوية، ثم تقذف بها حيه على الأثير.
كل شيء يحيا حياته في سياق معين، ويتسع معناه بإتساع مُركباته ومحمولاته، فمن تاه عنه المعنى ضاعت منه الهويه، ومن افتقد الدلالة لم يستقم عنده التصور.
يطفح على وجهك تشاؤم وتؤوب بخيبة، عندما تجد من يهندس حدود الإعلام ويجعله على مد ذراعه فقط، أو أن يجعله يُحاكي حاضره بماضيه، كمن يحاول القبض على الظل ليجعله لباساً له.
آن لهذا الإعلام أن يتنفس نسمة أُخرى وينتقل من اللامعنى إلى المعنى، حتى يطفأ بواطن التصورات التي كان عليه عسيراً ان يفهمها او ان يتمثلها.
مما لا يساوره شك اننا في عالم متغير ومتحول تحولاً جذرياً، في طريقة إنتاج وتوزيع وإستهلاك المعلومات، عالم يسير بخطى واسعة نحو تطورات هائلة ومذهلة، بفعل التقدم التكنولوجي والرقمي، الذي أحدث تغييراً جذرياً في طرق نقل المعلومة والتواصل، والذي أثر بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية.
فمن ثورة الوسائط المتعددة والتقنيات الرقمية، التي أصبحت العمود الفقري للعديد من الصناعات، إلى الأتمتة المتوقع لها إنتشاراً كبيراً في مختلف القطاعات في قادم الأيام، هو ذاته ضغط المعرفة الفعال، الذي قلب المعادلة في العصر الرقمي حيث أصبح فيه تدفق المعلومة أسرع وأكثر كثافة من أي وقت مضى.
لذا ليس من الغريب ان نجد أنفسنا أمام هذه التطورات السريعة، التي حدثت في وسائل وأدوات الإعلام أمام حرب تشتد، هذه الحرب لا بد من خوضها، وما أصعبها إذا كان هناك غياب لإستراتيجية إعلامية واضحة المعالم، تعتمد على الأدوات والتقنيات الحديثة التي من شأنها أن تُحدث تحولاُ جذرياً في العمل الإعلامي وتُحسن من جودة المحتوى.
من الأشياء المهمة في المعادلة الصحيحة لإعلام مهني، مراجعة الوجوه التي يحملها الإعلام، وتفكيك الشلليه لأنها غالباً ما تُسيطر بجهويتها البغيضة على المشهد لتحل الكارثة، ووقتها لا تستغرب إن لم يكن هناك مضمون جيد او تغطية جيده او فكره جيده او إعلامي جيد .
ليست مهمة الإعلام ان ينقل لنا أمراضاً يصعب شفاؤها! أو أن يُخبرنا أن آثارنا تحت أقادمنا! لا لا .. المطلوب منه ان يُقنعا بالذهاب معه إلى المطلق.
لا بد للإعلام أن يكترث بما حدث وبما يحدث وبما سيحدث، ، وأن لا يغفل أن طريقة محفوف بالمحاذر كونه الخط الأول في المواجهة.
علي سليمان النجادات