
22 الاعلامي – شادي نبيل- شهدت مدرسة خديجة بنت خويلد الأساسية المختلطة اليوم حدثاً تعليمياً بارزاً تمثل في افتتاح عدة مشاريع تربوية نوعية تهدف إلى تحسين البيئة التعليمية وتعزيز مهارات الطلبة بطرق إبداعية ومبتكرة. وقد جمعت هذه المبادرات بين تطوير الجوانب التعليمية والاجتماعية والبيئية، مما يعكس نهجاً متكاملاً في تطوير العملية التربوية بما يتماشى مع رؤية وزارة التربية والتعليم في الأردن وتوجهات جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي. وتأتي هذه المشاريع كخطوة متقدمة نحو توفير بيئة تعليمية داعمة ومحفزة للإبداع والابتكار، وإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه العملية التعليمية في المدارس الأردنية.
حيث افتتح مدير التربية والتعليم للواء الشونة الجنوبية الدكتور مازن هديرس المشاريع الجديدة في المدرسة، يرافقه كل من مدير الشؤون التعليمية الدكتور شاهر الدريدي، ومدير الشؤون الإدارية والمالية السيدة لبنى العدوان، وعضو قسم التعليم العام المهندسة أمل العدوان.
وشملت المشاريع المفتتحة “صف الفرح” الذي يمثل أحد الحلول المطبقة لجائزة الملكة رانيا للتميز التربوي، و”مختبر التلاوة” ضمن مبادرة سنبلة، ومشروع “المنافسة الخضراء” ضمن المسابقة البيئية التي تنظمها الوزارة.
وقد أكد الدكتور هديرس خلال حفل الافتتاح أن هذه المشاريع تترجم رسالة جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله الرامية إلى تسليط الضوء على الحلول المبتكرة التي تواجه التحديات التعليمية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعزز البيئة التعليمية الداعمة للتفاعل الإيجابي، بجمعها بين التسلية والتعلم في وقت واحد، مما يسهم في استثمار أوقات الطلبة في تعزيز العملية التعليمية والتربوية، واستغلال أمثل للوقت بما هو مفيد ومسلٍ.
كما تعتبر هذه المشاريع نموذجاً للتكامل بين الجهود الرسمية والمبادرات المدرسية المبتكرة، حيث تعكس توجهاً نحو تطوير التعليم بطرق خلاقة تتجاوز الأساليب التقليدية.
وقد لاقت هذه المشاريع استحساناً من الحضور، لما تمثله من إضافة نوعية للبيئة المدرسية ودورها في تحفيز الطلبة على التعلم والمشاركة الفعالة في الأنشطة المختلفة ،وتعزيزأهمية الابتكار في مواجهة التحديات التعليمية ضمن الموارد المتاحة بطرق مبدعة تخدم العملية التعليمية والتربوية .
ويُعد مشروع “صف الفرح” أحد الحلول المبتكرة التي تهدف إلى تحويل البيئة الصفية إلى مكان مليء بالحيوية والإبداع، مما يشجع الطلبة على التفاعل الإيجابي مع المواد التعليمية من خلال الأنشطة التفاعلية والألعاب التعليمية والذي يهدف إلى توفير مساحة تعليمية مبتكرة تعزز التعلم النشط وتوفر البيئة الداعمة للطلبة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم الإبداعية، وقد تم تنفيذ هذا المشروع استجابة للحاجة إلى إيجاد حلول عملية لمشكلة انتظار طلبة المرحلة الأساسية الدنيا لأخوتهم في الصفوف العليا أو أولياء أمورهم.
ويستند مشروع “صف الفرح” إلى فكرة تحويل وقت الانتظار إلى فرصة للتعلم والمرح، بدلاً من ترك الطلبة ينتظرون في الساحات أو الممرات أو الشارع، مما قد يعرضهم لمخاطر محتملة حيث تم تخصيص غرفة صفية لضم الطلبة الأطفال خلال فترة انتظارهم لإخوتهم، واستثمار طاقاتهم الكامنة، وتنفيذ مجموعة من النشاطات اليومية موزعة بين نشاط قراءة القصص، واللعب بالمعجون والرسم حيث أثبت هذا المشروع نجاحه في توفير بيئة آمنة ومحفزة للطلبة، واستغلال أوقاتهم بما هو نافع ومفيد، مما ينعكس إيجاباً على أدائهم الأكاديمي وتطورهم النفسي والاجتماعي.
ويمثل مشروع “مختبر التلاوة” الذي تم افتتاحه ضمن مبادرة سنبلة إضافة نوعية للبرامج التعليمية في المدرسة، حيث يهدف إلى تجسيد معنى الإيمان واحترام آداب المسجد للطلاب. ويتضمن المختبر مساحة مخصصة لإجراء مسابقات التلاوة والأنشطة المرتبطة بالتربية الإسلامية، بما يسهم في كسر روتين الحصة العادية للتربية الإسلامية وتنفيذها في بيئة محفزة باستخدام الوسائل والاستراتيجيات التعليمية المتنوعة.
وتأتي أهمية مختبر التلاوة بكونه يسهم في تعزيز القيم الإسلامية لدى الطلبة من خلال ممارسة عملية في بيئة تحاكي المسجد، مما يجعل التعلم أكثر فاعلية وتأثيراً. كما يتيح المختبر فرصة للطلبة لتطوير مهاراتهم في تلاوة القرآن الكريم وتجويده، والمشاركة في مسابقات تنافسية تحفزهم على التميز والإبداع.
ويعتبر مشروع “المنافسة الخضراء” ضمن المسابقة البيئية مبادرة مبتكرة تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي لدى الطلبة من خلال تنفيذ مشاريع خضراء على سطح مبنى المدرسة. ويتضمن المشروع تطبيقاً عملياً لمفاهيم بيئية مهمة، مثل الحفاظ على النظافة من خلال تدوير بقايا التغذية وتحويلها إلى كومبوست (سماد عضوي) للتربة، واستخدامها وتوزيعها على المجتمع المحلي.
واشتمل المشروع أيضاً على نظام “الأكوابونيك” الذي يقوم على الزراعة المائية باستخدام مياه ومخلفات الأسماك كسماد طبيعي غني للتربة، مما يتيح للطلبة الحصول على نباتات وأسماك في آن واحد. وتكمن أهمية هذا المشروع في كونه يعزز مفاهيم الاستدامة والحفاظ على البيئة لدى الطلبة، ويشجعهم على المشاركة الفعالة في الحفاظ على البيئة وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات البيئية. كما يعد المشروع نموذجاً للتجارة الخضراء التي تأخذ في الاعتبار الاستدامة والأبعاد البيئية، مما يسهم في تنمية الوعي البيئي والاقتصادي لدى الطلبة.
وتضمن الحفل تكريم مجموعة متميزة من أفراد المجتمع المحلي الذين ساهموا في دعم المشاريع المدرسية، بما في ذلك مهندسون وأساتذة من مدارس مجاورة. ويأتي هذا التكريم تقديراً لدور المجتمع المحلي في دعم العملية التعليمية وتعزيز الشراكة بين المدرسة والمجتمع، مما يسهم في تحقيق التكامل في الجهود التربوية والتعليمية.
وأعرب مدير التربية والتعليم الدكتور مازن هديرس عن فخره بالمشاريع المفتتحة، واصفاً إياها بأنها تمثل نقلة نوعية في تجربة الطلبة اليومية. وأشاد بالابتكار والتجدد في طرح مشاريع تعليمية غير تقليدية تسهم في تحسين مستوى الطلبة وتشجعهم على التفاعل مع المواد التعليمية بطرق إبداعية ومبتكرة.
موجهاً شكره وتقديره للكادر الإداري والتدريسي في المدرسة، ممثلاً بمديرتها عبير العجوري، على جهودهم المبذولة في تنفيذ هذه المشاريع وتطوير البيئة التعليمية في المدرسة ،ومتمنياً للكادر التعليمي والإداري في المدرسة مزيداً من التقدم والعطاء،ومؤكدا على دعم مديرية التربية والتعليم لمثل هذه المبادرات الإبداعية التي تسهم في تطوير العملية التعليمية وتحسين مخرجاتها ومعرباً عن أمله في أن تكون هذه المشاريع نموذجاً يحتذى به في المدارس الأخرى.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تحسين مخرجات التعليم في المدرسة، وتعزيز مهارات الطلبة ومعارفهم في مختلف المجالات. كما ستشكل هذه المشاريع نموذجاً يمكن تطبيقه في مدارس أخرى، مما يسهم في نشر ثقافة الإبداع والابتكار في القطاع التعليمي، وتحقيق رؤية وزارة التربية والتعليم في تطوير التعليم وتحسين جودته. وتبقى المتابعة المستمرة وتقييم نتائج هذه المشاريع ضرورة لضمان استدامتها وتطويرها بما يتناسب مع احتياجات الطلبة ومتطلبات العصر.

