
22 الاعلامي – كتب قسم الإعلام/ مديرية تربية عجلون
إن المتمعن في تاريخ التعليم في الأردن يتأكد وبدون أدنى شك ما طرأ عليه خلال مئة عام مضت على تأسيس الدولة الأردنية من تطور وتحديث بهدف النهوض بالوطن وجعله في مصاف الدول المتقدمة ومنافستها علميا، فقد حظي التعليم في بلدنا الأردن باهتمام ورعاية ملكية هاشمية إيمانا بأن التعليم هو حجر الأساس لبناء الأمم ورفعتها.
وانطلاقا لتحقيق الرؤية الهاشمية قامت وزارة التربية والتعليم جاهدة بتطوير التعليم ليضاهي بذلك أعظم دول العالم ، ولطالما سعت لإنشاء المدارس في مختلف مناطق المملكة حتى يتمكن جميع أفراد المجتمع من تحصيل التعليم ، شعارها (التعليم حق للجميع) .
فقد صُممت هذه المدارس بناء على مواصفات ومقاييس عالمية ذات بنية تحتية متكاملة مزودة بالمختبرات على أنواعها ومختلف الأجهزة الحديثة التي تساهم في إنجاح العملية التعليمية و توصيل المعلومة للطلبة بكل وضوح وبشكل عملي.
كما أنها لم تغفل عن تطوير وتحديث المنهاج لمواكبة تطورات العصر وتخريج جيل واع على قدر من المعرفة والعلم ، مطلعا على متغيرات العالم باحثا عن المعرفة بالابتعاد عن نهج التلقين في التعليم ، ومن ذلك أن تم تطوير التعليم المهني برؤى ملكية ليكون على مستوى عالمي بشهادة Pearson الدولية معتمدا على الكفاءة والتطبيق العملي.
ولا ننسى الجانب التنظيمي ؛ فقد سنت القوانين والأنظمة والتعليمات التي تضبط العملية التعليمية بكافة أركانها ومن جميع جوانبها ، ومازالت وستبقى تبذل جهودها تبحث في التطوير والتحديث التربوي لخلق جيل مبدع يكمل مسيرة بناء وطن.
ويقود معالي وزير التربية والتعليم فريقا متكاملا مؤهلا على قدر من الكفاءة والخبرة لتنظيم العملية التعليمية بكل جدارة وتميز ممثلا بالأمناء العامين وجميع الإدارات في الوزارة.
إلا أننا نرى وللأسف بعض الممارسات الفردية التي يعممها البعض وينسبها دون إدراك لوزارة التربية والتعليم منكرين إنجازاتها واصفين إياها بسوء الإدارة، متناسين أو بمعنى آخر يغيبون السبب الرئيسي ليلقوا باللوم على وزارة التربية والتعليم.
فها نحن نرى بأعيننا تخلي بعض أولياء الأمور عن دورهم التربوي تاركين هذه المهمة بداية الأمر للتلفاز والتي تطورت لتتخذ منحى أخطر منه بكثير ألا وهو جهاز الهاتف وما يقدمه من محتوى يجهله الكثير منا لبعده عن عاداتنا وقيمنا المجتمعية حتى يتحول الهاتف فيما بعد بأن يكون المربي الأول لأبنائنا ويالها من كارثة.
إن اقتناء أطفال بعمر الزهور جهازا كهذا يبعدهم كل البعد عن عادات وتقاليد وأخلاق مجتمعنا التي لطالما كانت المرجع الأول والأخير في معاملاتنا المجتمعية ويغرس فيهم تعاليم وسلوكيات جديدة وغريبة على مجتمعنا لا تناسبه شكلا ومضمونا.
ناهيك عن صمت بعض أولياء الأمور الذين يرون أثر هذا الجهاز على تصرفات أبنائهم ودون اتخاذ أي إجراء يمنع تفاقم هذه المشكلة وتحولها لظاهرة كارثية وعدم توعيتهم بخطورة ما هم فيه وتوضيح أثره عليهم وعلى بيئتهم ، حتى أن الأجيال القادمة لن تسلم من أثره.
قبل أن نُحمِّل وزارة التربية والتعليم نتيجة ليست هي السبب فيها لا بد أولا أن نتكاتف جميعا ونبدأ بإصلاح أنفسنا وننقذ أبناءنا ، فالإصلاح يبدأ من عندنا حتى نتمكن من تخطي ما يحدث ومنع انتشار هذه العادات السلبية بين أبناءنا الطلبة.
إن الإيثار والإحسان للغير والاحترام المتبادل والتسامح ونبذ العنف والكراهية قيم مجتمعنا الأردني التي كانت ولا زالت شعارنا في الحياة وعلينا أن نستمر بغرسها في نفوس أبنائنا ليبقى الأردن كما عهدناه بلد التسامح والعطاء.
حفظ الله الأردن عزيزا منيعا في ظل القيادة الهاشمية.
قسم الإعلام/ مديرية تربية عجلون