
22 الاعلامي – بقلم: آلاء سلهب التميمي
في الثالث من أيار من كل عام، تتوحد الأصوات عالميًا دفاعًا عن حق أصيل لا تستقيم المجتمعات بدونه لحرية الصحافة.
إنه اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة ليذكّرنا بأن الصحافة الحرة ليست مجرد أداة لنقل الخبر، بل ركيزة من ركائز الحكم الرشيد، وصمام أمان للديمقراطية، ومرآة تعكس الواقع كما هو، لا كما يُراد له أن يُرى.
فالصحافة ليست ترفًا فكريًا ولا زينة حضارية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية.
فهي السلطة الرابعة التي تضيء الزوايا المعتمة، وتكشف الخلل، وتُعلي صوت المواطن وتنقله لأصحاب الاختصاص.
ولا تزال مهنة الصحافة تُمارَس في بعض من دول العالم تحت ضغط القمع والتضييق والتهديد، مما يجعل من احتفالنا اليوم وقفة تضامن مع كل من حمل الكلمة وسار بها نحو النور رغم الظلام.
إن حرية الصحافة لا تعني الفوضى ولا التجني، بل تعني الحق في السؤال، وفي النقد، وفي نقل الوقائع بمهنية واستقلالية.
فالمجتمعات التي تتيح للإعلام أن يعمل بحرية، هي مجتمعات قوية بثقتها بنفسها، قادرة على مواجهة الأخطاء بتصحيحها، لا بإخفائها.
ولاننا نؤمن أن الأوطان التي تنشد النهضة لا بد أن تُحصّن الإعلام من العبث، وتُعيد النظر في التشريعات التي تعيق حرية الكلمة وتحدّ من سقف النقد البنّاء.
وإننا في هذا اليوم لا نحتفل فقط، بل نُجدد العهد أمام كل قلم نزيه، وكل صوت حر، بأننا سنظل نطالب بإعلام مستقل، يحمي الحقيقة ويخدم الوطن، ويرتقي بمستوى الوعي لا بتزييفه.
فلا نهضة دون إعلام حر، ولا وطن يُبنى في ظل تغييب الحقيقة.
فلا ديمقراطية دون صحافة حرة… ولا حرية دون حماية لمن ينطقون بالحق.