مقالات
أخر الأخبار

عبدالجبار زياد يكتب : الشباب والسياسة في الأردن: تحديات الحاضر وفرص المستقبل

22 الاعلامي – بقلم : عبدالجبار زياد
طالب ماجستير في العلوم السياسية – مهتم بالشأن العام

في كل أمة تطمح إلى التقدم، يبقى الشباب هم الكلمة الأولى… والأمل الأخير.

وفي الأردن، حيث يشكّل الشباب أكثر من نصف المجتمع، تبرز مفارقة محزنة: هذه الطاقة الهائلة ما زالت حتى اليوم بعيدة – إلى حد كبير – عن دائرة التأثير الحقيقي في الحياة السياسية. السؤال الصعب هو: لماذا؟

الشباب الأردني يواجه طيفًا من التحديات، تبدأ من قوانين غير محفزة، مرورًا بنقص حاد في التوعية السياسية، ولا تنتهي بالضغوط الاقتصادية التي تدفع الكثيرين إلى العزوف والانشغال بلقمة العيش بدل الانخراط في الشأن العام. هذا التهميش لا يصبّ في مصلحة أحد، بل يفتح الباب أمام فجوة أخطر: فجوة الثقة بين الجيل الجديد وصنّاع القرار.

لكن وسط هذا المشهد الرمادي، تلوح بارقة أمل.

نرى مبادرات شبابية تنبض بالحياة، ونقاشات سياسية ساخنة على وسائل التواصل، ومحاولات صادقة لكسر الحواجز وكشف الحقائق. هذه الجهود، وإن بدت متفرقة، تُعبّر عن جيل بدأ يرفع صوته، يطالب بمكانه، ويرفض أن يُدار عنه ظهر الوطن.

المطلوب الآن هو إرادة سياسية حقيقية تُترجم إلى قوانين عصرية، ومساحات آمنة للحوار، وبرامج جدية لتأهيل الشباب سياسياً. نحن لا نحتاج إلى شعارات إضافية، بل إلى شراكة فعلية تجعل من الشباب طرفًا حقيقيًا في صناعة القرار.

كشاب أردني مهتم بالشأن العام، أدعو زملائي الشباب: لا تنتظروا دعوة من أحد، ولا تكتفوا بالتذمر من بعيد. انخرطوا، اسألوا، طالبوا، شاركوا. هذا الوطن لنا جميعًا، ومكانكم الطبيعي ليس على الهامش… بل في قلب المشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى