مقالات
أخر الأخبار

البوري يكتب :الاستقلال الأردني روح الأمة ومسيرة المجد

22 الاعلامي – بقلم فادي البوري

الاستقلال هو اللحظة الفارقة التي تُولد فيها الأوطان بمعناها الحقيقي، حين تتحرر الإرادة وتعلو السيادة، ويصبح القرار بيد أبناء الوطن أنفسهم وفي تاريخ الأردن، يُعد الخامس والعشرون من أيار عام 1946 يوماً مشهوداً ومفصلياً، إذ نالت المملكة الأردنية الهاشمية استقلالها الكامل عن الانتداب البريطاني، وبدأت مسيرتها كدولة عربية مستقلة ذات سيادة، بقيادة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، الذي حمل حلم الاستقلال منذ الثورة العربية الكبرى، وعمل على ترجمته إلى واقع من خلال بناء مؤسسات الدولة على أسس راسخة من الانتماء والشرعية وقد شكّل هذا الاستقلال تتويجاً لنضال سياسي طويل، وفتح الباب أمام بناء دولة حديثة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتكرّس قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

أما بالنسبة للأردنيين، فإن الاستقلال لا يُختزل في طقوس احتفالية سنوية أو في صور ورايات تملئ الشوارع، بل هو معنى راسخ في الوجدان الشعبي، مرتبط بالهوية الوطنية والشعور العميق بالانتماء فالاستقلال بالنسبة لهم هو البداية التي مهّدت لكل إنجاز لاحق، وهو اللحظة التي وُلدت فيها الدولة التي ينعمون فيها اليوم بالأمن والاستقرار رغم الأزمات المتلاحقة من حولهم. إنه تأكيد على أن هذا الوطن، الذي شُيّد بسواعد أبنائه وبتضحيات شهدائه وحنكة قيادته، ليس منحة من أحد، بل ثمرة جهد ونضال ومثابرة. فكل مدرسة تُبنى، وكل مشروع تنموي يتحقق، وكل موقف سياسي مستقل يُعبَّر عنه، هو استمرار لروح الاستقلال وتجسيد لمعناه العميق.

الاستقلال أيضاً يحمل في طياته رسالة ومسؤولية.رسالة مفادها أن الأردن قادر، منذ فجر استقلاله، على أن يكون رقماً صعباً في معادلات الإقليم، وصوتاً عاقلاً في زمن الفوضى، وصورة حية للدولة التي توازن بين الانفتاح والحفاظ على الثوابت وأما المسؤولية، فهي أن يدرك كل أردني أن الحفاظ على هذا الاستقلال لا يقل شرفاً عن تحقيقه، وأن الأوطان لا تُصان إلا بوحدة صف أبنائها ووعيهم وثقتهم بأنفسهم وبمستقبلهم. ولهذا، يظل الاستقلال في الذاكرة الأردنية أكثر من مناسبة إنه وجدان جماعي، ومسيرة مستمرة من البناء والعطاء، وقصة فخر تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى