خلوة لعمداء “الأردنية” لاستشراف مستقبل الجامعة ومواجهة تحديات التعليم العالمية وترسم خارطة طريق لتحقيق التميز الأكاديمي والإداري
![](/wp-content/uploads/2025/02/496e3a02-eedd-44be-8f02-35089522cae4_optimized.jpg)
22 الاعلامي – التأمت في مدينة العقبة اليومَ أعمالُ خلوة أكاديميّة، دعا إليها رئيسُ الجامعة الدكتور نذير عبيدات لمراجعة إنجازات الجامعة واستشراف مستقبل الجامعة، ومواجهات التحدّيات العالميّة التي تحدّق في التعليم العالي، وسبل اللحاق بالمتغيّرات المتسارعة في حقّل التعليم.
وضمَّتِ الخلوةُ برئاسة عبيدات نوّابَ الرئيس وعمداءَ الكليات في المركز وفرع العقبة، وقياداتِ الجامعة الأكاديميّة والإداريّة، وعددًا من مديري المراكز والوحدات والدوائر الإداريّة.
وقال عبيدات: إنّ الجامعة تمضي بعزم وثبات، وتحقّق تقدّمًا كبيرًا على مستوى التصنيفات العالميّة، الأمرُ الذي يحتم عليها مواصلةَ التقدّم والمحافظةَ على ما أنجزت، وتراكمُ عليه المزيد من الإنجازات.
وجدّد عبيداتُ دعواتِه بضرورة التأقلم السريع مع التغيّرات المتسارعة في فضاءات التعليم العالي، الأمرُ الذي يحتم التفكيرَ بشكل عمليّ لإعادة تشكيل ملامح العمليّة التعليميّة، انطلاقًا من فهم الجامعة مكانَها من المستقبل وتعمل من أجل ذلك، وأن نفهمَ ما يريد المجتمعُ من الجامعات وماذا يمكن للجامعات أن تقدّمه للمجتمع.
وعلى قاعدة أسّس لها عبيدات، مضى وفريقه من نوّاب وعمداء ومدرّسين وإداريّين؛ بحثًا عن عقد جديد بين الجامعات والمجتمع، ومحاولةَ فهم ما يريد المجتمع منها، وما تستطيع أن تقدّمَ له، إذ وضعوا جملًا من التصوّرات القابلة للتطبيق وفق ما يتطلّبه الأمر.
وناقش المجتمعون في خلوة ليست الأولى من نوعها مشروعي الجامعة الكبيرين للتحوّل الرقميّ وتعزيز المهارات الناعمة لدى الطلبة، برنامج الإعداد الوظيفيّ في محاولة جادّة لمواجهة الواقع الجديد ومتطلّباته التي تحمل أهمَّ التحدّيات وأسرعَ المتغيّرات التي شهدها العالم، ربّما عبر العصور.
ومن أجل تحقيق أهدافها، وكي تبقى “الأردنية” علمًا شامخًا من أعلام الأردن ورمزًا لتقدّمه وازدهاره، لفت عبيدات إلى أنّ الجامعةَ باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء من تعديل جميع خططها الدراسيّة وتحديثها وتطويرها، وجعلها أكثرَ حداثةً وانسجامًا مع متطلّبات سوق العمل، وربطها بالذكاء الاصطناعي.
ودعا عبيدات لوضع تصوّر شامل للتطوير المستمرّ في برنامج المهارات الناعمة التي يجب أن يتسلّح بها كلُّ طالب حسب تخصّصه، وما يجب أن يتعلّمَه من قدرات، وأن يتمتّعَ به من صفاتٍ شخصيّةٍ تساعد على التفاعل الإنسانيّ والتواصل الفعّال مع الآخرين، إلى جانب تعزيز قدرته على التواصل الجّيد وحلّ المشكلات، والعمل الجماعيّ والقيادة، والتفكير النقديّ، والتحمّل والصبر والتعاطف، والتكيّف مع المتغيّرات والضغوطات، وكلّ ما هو أساسيّ لنجاح الطالب في الحياة الشخصيّة والمهنيّة.
وحثَّ عبيدات إلى ضرورة التفكير مليًّا في الكيفيّة التي يمكن من خلالها للجامعة مواجهةُ تلك التحدّيات والنهوض بمستوى طلبتها، وبحثُ ما يمكن القيامُ به لتسليح الطلبة بالمهارات الناعمة، بما يجعلهم أكثرَ منافسةً في سوق العمل وتسلّحًا بالعلم والمعرفة والمهارت التي تجعلهم الأميزَ بين نظرائهم.
من جهة أخرى، شدّد عبيدات على ضرورة أن تكرّسَ الجامعةُ جهدًا كبيرًا لإقامة شراكاتٍ فاعلة مع أصحاب الأعمال والصناعة والمال، ما يتيحُ المجالَ لنقل الأفكار إلى أفق أوسع، يسمح بالتفاعل والتعامل مع الشركاء خارج جدران الجامعات؛ ليكونَ لهم دور فاعل في العمليّة التعليميّة والبحث العلميّ المؤدّي للتنمية والازدهار؛ سعيًا إلى تضييق الفجوة بين المنتج الأكاديميّ والبحثيّ، وبين حاجات ومتطلّبات السوق والمجتمع محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا.
وأكّد عبيدات في هذا الصدد أنّ كلّ تلك المشروعات تمثّل مشروعًا وطنيًّا كبيرًا؛ تنفيذًا للتوجّهات الملكيّة، وانسجامًا مع رؤية التحديث التي يشهدها الأردنُّ، وحفاظًا على الأجيال القادمة من الأردنيّين والأردنيّات، ليكونوا الرافعةَ الحقيقيّةَ لنمائه وازدهاره.