هل الحقائق وحدها كافية للإقناع؟ دراسة تبرز الطريقة الأكثر فاعلية وما ينبغي عليك سرده
كشفت دراسة أجراها فريق من الباحثين في جامعة كوبلنز لانداو في ألمانيا أن سرد الحقائق وحدها لم يعد كافيًا لإقناع الطرف الآخر برأي ما أو وبجهة نظر معارضة، مشيرة إلى أن مشاركة التجارب الشخصية هي الطريقة الأكثر فاعلية.
وقالت عالمة النفس الاجتماعي إميلي كوبين قائدة الفريق البحثي لموقع (ساينس ألرت) إنه في ظل البيئة شديدة الاستقطاب والتي تتميز بانقسامات سياسية عميقة وتوترات اجتماعية متصاعدة وطوفان من المعلومات المضللة والأخبار المزيفة “تصبح الحقائق أقل يقينا في أذهان الناس مما كانت عليه من قبل”.
وأضافت “نظرًا لأن التجارب الشخصية تعتبر أكثر صدقا من الحقائق فإنها تعزز العقلانية”.
وأوضح العلماء أن استخدام الحقائق لدعم الحجج الأخلاقية أو السياسية حول شيء ما “لم يعد استراتيجية مؤكدة” على الرغم من الحدس والمنطق.
التجارب الشخصية
ونصح العلماء بأنه في حالة الرغبة في تغيير رأي شخص ما بشأن موضوع جاد “علينا الاعتماد على التجارب الشخصية كوسيلة فعالة تُعطي المزيد من المصداقية والقدرة على الإقناع”.
وكشفت الدراسة التي أعدها باحثو كوبلنز لانداو أن “المعارضين السياسيين يحترمون المعتقدات الأخلاقية أكثر عندما تكون مدعومة بالتجارب الشخصية”.
ويُرجع الباحثون تراجع فعالية استخدام الحقائق لكسب الاحترام في النقاش إلى كون الحقائق نفسها “تُناقَش كثيرًا في ظل تمزق الأطياف السياسية اليوم”.
وفي السياق، نوهت الدراسة إلى أن مشاركة التجارب الذاتية بدلا من الحقائق الموضوعية “أثبت نجاحا كبيرا في إقناع الطرف الآخر لأنها تمنحهم شيئا حقيقيا وقابلا للتصديق”.
واستخلصت الدراسة نتائجها من خلال 15 تجربة منفصلة، قام خلالها الفريق البحثي بقياس ومقارنة ما إذا كانت الاستراتيجيات القائمة على الحقائق أو الخبرة قد جعلت وجهات النظر الأخلاقية أو السياسية تبدو أكثر عقلانية للمشاركين.
وقام الباحثون بتحليل أكثر من 300 ألف تعليق على مقاطع فيديو وجدوا على إثرها أن الحجج التي تعبر عن التجارب الشخصية ذات الصلة “تغلبت” على الاستراتيجيات القائمة على الحقائق.
ولفتت الدراسة إلى أنه من بين التجارب الشخصية، كانت القصص التي تعرض أصحابها لأذى شخصي أو معاناة “هي الأكثر إقناعا من حيث كسب الاحترام لدى المستمع”.
لكن حذر بعض الباحثين من أن سرد التجارب الشخصية وحده قد لا يكون كافيا ويتطلب إقناع الآخرين الاعتماد على أكثر من تكتيك واحد لتغيير العقول.
(الجزيرة مباشر)