22 الاعلامي- قال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في غزة على مدار الـ 120 يومًا الماضية يمثل ندبة على إنسانيتنا وضميرنا المشتركين.
وأشار غوتيريش، في افتتاح دورة اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف للعام 2024 الى أن “ولاية لجنة فلسطين والدعوة التي تقوم بها أمران حاسمان في ظل قضية فلسطين التي لم يتم حلها وفي ظل العنف والمعاناة الهائلين”.
وقال إن القصف المستمر من قبل القوات الإسرائيلية في جميع أنحاء غزة أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير بوتيرة وحجم لم نشهدهما في السنوات الأخيرة، معربا عن شعوره “بالرعب من الضربات العسكرية المتواصلة التي أدت إلى مقتل وتشويه المدنيين والأفراد المحميين، والتي ألحقت الضرر أو دمرت البنية التحتية المدنية”.
وقال غوتيريش أن أكثر من ثلثي الضحايا في غزة والبالغ عددهم 26,750 فلسطينياً هم من النساء والأطفال، فيما تعرض أكثر من 70 بالمئة من البنية التحتية المدنية للتدمير ونزوح نحو 1.7 مليون شخص، ولا يعرفون مصيرهم إن بقي لهم منازل يعودون إليها.
وشدد على أنه لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الدولي” مؤكدا ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات أثناء الهجوم، في جميع الأوقات”.
وشدد أمين العام الأمم المتحدة على وجوب “الالتزام بالقرارات الملزمة الصادرة عن محكمة العدل الدولية”.
وأشار غوتيريش الى اللقاء الذي تم الليلة الماضية مع الجهات المانحة للاستماع إلى مخاوفهم وتحديد الخطوات التي نتخذها لمعالجتها، مضيفا “انني وخلال الاجتماع شددت على أهمية استمرار عمل الأونروا الحيوي من أجل تلبية الاحتياجات الماسة للمدنيين في غزة، ولضمان استمرارية خدماتها للاجئي فلسطين في الضفة الغربية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا”
وقال: إن الأونروا هي العمود الفقري لجميع الاستجابة الإنسانية في غزة.
وحذر غوتيريش في كلمته، من أن النظام الإنساني في غزة ينهار، معربا عن شعوره “بقلق بالغ إزاء الظروف اللاإنسانية التي يواجهها سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وهم يكافحون من أجل البقاء دون أي من الأساسيات”.
وقال إن “الجميع في غزة يعانون من الجوع، في حين يعاني نصف مليون شخص من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي” داعيا “إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن وموسع ومستدام إلى جميع أنحاء غزة ودون عوائق.
وقال إن ذلك أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في الشمال، حيث منعت إسرائيل معظم البعثات من الوصول، وسط استمرار انعدام الأمن والقتال، مؤكدا الحاجة إلى المزيد من نقاط العبور إلى غزة لتقليل الازدحام وتجنب نقاط الاختناق”.
كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في عزة لأسباب إنسانية.
وبشأن الضفة الغربية، قال غوتيريش إنه في الوقت الذي “نسعى لتلبية الاحتياجات المتزايدة في غزة، فإننا نواصل أيضًا التركيز على الوضع المتدهور في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية”، معربا عن شعوره “بقلق بالغ إزاء ارتفاع مستويات عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة”.
كما أشار الى قيام “اعتقال العشرات من الفلسطينيين، واحتجز العديد منهم دون تهمة، بما في ذلك الأطفال” .
وشدد الأمين العام، على ضرورة “أن ينتهي هذا الصراع بإحراز تقدم ملموس نحو حل الدولتين – وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بالكامل وقابلة للحياة وذات سيادة، والتي تشكل غزة جزءًا لا يتجزأ منها” وشدد على “أن حل الدولتين فقط – على أساس حدود عام 1967، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبًا إلى جنب، وتكون القدس عاصمة لكلتا الدولتين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة – يمكن أن يضمن تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، فضلا عن السلام العادل والدائم والاستقرار في المنطقة”.
وقال إنه يتعين على “المجتمع الدولي ألا يتراجع عن التزامه” وطالب بالعمل المشترك من أجل تعزيز عملية سلام هادفة تضع حدًا لدوامات الخوف والكراهية والعنف المأساوية وتبني مستقبلًا أكثر سلامًا وأملًا”.
— (بترا)