عيد الأضحى فرصة مثالية لتعليم الأطفال القيم النبيلة
وصف مختصون عيد الأضحى المبارك بالفرصة المثالية لتعليم الأطفال القيم الدينية والإنسانية النبيلة التي تنمي لديهم التسامح والمحبة وحب الخير والمساعدة.
واشاروا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى ضرورة قيام الأطفال بسنن العيد كالتهليل والتكبير والدعاء والذكر التي تُدخل البهجة إلى قلوبهم، إلى جانب تعليمهم أهمية المبادرة في تهنئة الآخرين وأن عليهم مسؤولية في الإقبال والمعايدة واحترام الجميع، ما يبني بداخلهم قيمة قبول الآخر وأن السعادة شأن تشاركي لا تكون بالفردية والعزلة.
وقالت الخبيرة التربوية الدكتورة سهام الخفّش إن سعادة الطفل بالعيد تجعله ينفذ التوجيهات ويقبل النصائح والإرشاد، وفي هذا فرصة مهمة في التأثير عليه وتوعيته بعدة جوانب؛ كتعزيز الشعور والإحساس بالمحتاجين.
ودعت إلى أهمية ارتداء الأطفال الملابس الجديدة لمن يستطيع، وأن يلتقط الأطفال والعائلة الصور التذكارية التي تزيد الألفة والمحبة وتعزز لدى الطفل قيمة الأسرة المتحابة، داعية إلى إشراك الأطفال بطريقة وأخرى في ترتيب المنزل ووضع الزينة وتحضير الضيافة وتأدية صلاة العيد والاستماع لتكبيرات العيد وترديدها.
وأضافت الدكتورة الخفّش أن تعليم القيم النبيلة للأطفال يكون جنباً إلى جنب مع اللعب والفرح والطعام والحلوى والرسم وغيرها من الأنشطة التي تساعد في التأثير بهم وزرع القيم الإيجابية بداخلهم، خصوصاً تقديم “العيدية” لهم والتي تشعرهم بالفرح والسعادة، وتساعد في قبولهم التوجيهات التي تنمي شخصيتهم، مشيرة إلى أهميةأن يقوم الأطفال بعملية تقديم الحلوى والمعايدة المالية للآخرين .
بدوره، قال الدكتور حمدي مراد إن الإسلام اعتنى بالطفولة عناية خاصة وقد أتى بالكثير من القواعد التي يجب فيها تربية الطفل على الخلق السليم والدين، مشيراً إلى أن الله تعالى رهن صلاح الأسرة بصلاح الأبوين وجعل بناء شخصية الطفل ديناً واخلاقاً ومعاملة وأدباً هو على عاتق الوالدين والأسرة جميعها.
وأضاف أن على الوالدين خلال الأعياد النهوض بأطفالهم لأن هؤلاء الأطفال رسالة مقدسة يحملها الوالدان، فإن أحسنوا صنعها أحسنوا لأنفسهم ونالوا رضا الله، وإن أساءوا في تربيتهم أساءوا لأنفسهم، مشيراً إلى أن الأطفال هم قادة المجتمع بالمستقبل، فإن صلحوا الآن صلح المجتمع غداً، مؤكداً أن العيد أفضل الأوقات التي يتعلّم فيه الأطفال القيم النبيلة .
ودعا إلى عدم السماح للأطفال باستخدام الألعاب التي تؤذيهم أو تسبب الضرر لغيرهم، مشيراً إلى أهمية إرشادهم بأن الفرح بالعيد يكون بالطرق السليمة بعيداً عن أماكن سير المركبات أو ابتياع الأدوات والألعاب التي تغير الفرح إلى الحزن.
من جانيه، قال الخبير الاجتماعي الدكتور فيصل غرايبة إنه خلال عيد الأضحى يكون الإقبال كبيرا على مساعدة المحتاجين وتوزيع المعونات، وهذا يتطلب مشاركة الأطفال في أعمال الخير بالفعل والسلوك أو بما لديهم من مال قليل؛ ليعيشوا فرحة الفقير وفرحة صاحب المال الذي يخفف على الآخرين.
وأضاف أن بالعيد فرصة كبيرة في توجيه الجيل الجديد نحو اكتساب عادات واتجاهات ومُثل رشيدة وهم يساهمون جنباً إلى جنب مع أهاليهم في نشر الفرح والخير، الأمر الذي يزرع بأنفسهم الألفة والتفاعل الإيجابي مع المجتمع ويرقى بتفكيرهم ونظرتهم نحو الأشياء.
وقال الدكتور غرايبة إن العيد مناسبة لتعزيز الروابط الأسرية، فالفرحة لا تكتمل إلا بجمع الشمل، كما أن الأطفال لا يشعرون بالبهجة والحماس إلا عند مجيء الزائرون إلى منزلهم ، وزيارة الآخرين، خصوصاً كبار السن التي يجب مشاركة الأطفال أثناء زيارتهم؛ ليتعلموا البر واحترام الكبير .
–(بترا)