أبو عرجة يكتب شخصيات عرفتها .. الأديب محمد أبو صوفة
22 الاعلامي – بقلم : أ.د.تيسير أبو عرجة
في بداية الستينيات وجد محمد عبداللطيف أبو صوفة طريقه للكتابة الأدبية في الصحف اليومية والاسبوعية الأردنية التي كانت تصدر وقتئذ.وبداية معرفتي بهذا الاسم الكريم كانت من خلال متابعتي لأعداد صحيفة عمان المساء الاسبوعية التي كان يصدرها عرفات حجازي وكان أبو صوفة يكتب فيها القصة والخاطرة والتعريف بالكتب الأدبية.ولعله كان حينئذ في مطلع شبابه الباكر لأنه من مواليد عام ١٩٤٠ في عمان.
ومعلوم أن الاستاذ أبو صوفة كتب القصة القصيرة والبحث الادبي والنقد وكتب للاذاعة الاردنية العديد من البرامج والأحاديث والتمثيليات الإذاعية .وأشرف على الصفحات الثقافية والادبية في صحيفتي عمان المساء لعرفات حجازي و الصحفي لضيف الله الحمود
وفي الستينيات عندما كان أبو صوفة يشرف على صفحة الادب في عمان المساء كنا نراسله لنشر نتاجاتنا الادبية المبكرة .ووجدته بعد أن تم اللقاء المباشر معه في مقر اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين في التسعينيات .صاحب ذاكرة قوية ويتذكر تفاصيل تلك السنين الخوالي وأسماء من كانوا يوافونه بنتاجاتهم الواعدة.ووجدته يقول إنه مهتم بكل ورقة تصل إلى يديه ويحتفظ بأرشيف السنوات الماضية وما فيها من معلومات إلى درجة ان رسائلي اليه من الستينيات ما تزال موجودة لديه.
وربما ذلك يفسر الجهد الكبير الذي رأيناه في كتابه الباذخ ،،من أعلام الأدب والفكر في الأردن ،،الذي سجل فيه تعريفًا بعدد مهم من الشخصيات الأدبية والفكرية الاردنية وأبرز نتاجاتها ومحطاتها الفكرية.وكتب مقدمته الشاعر الكبير ورئيس الوزراء الأسبق عبدالمنعم الرفاعي الذي قال
:.إن الاستاذ محمد ابو صوفة صاحب قلم جوال يعينه فكره على ان يطوف ويتعمق في البحث .ويعينه خلقه على التجرد والأمانة في النقل.وتعينه همته على العمل الدؤوب للتعرف على الحقائق.
يضاف الى ذلك ما قدمه أبو صوفة للمكتبة العربية من كتب ودراسات أدبية وفكرية منوعة .حظيت باهتمام النقاد والادباء حين صدورها .ومنها كتابه ،،الأمثال العربية ومصادرها في التراث ،،الذي قال فيه الأديب ابراهيم العجلوني : إن كثيرًا من الدراسات الأكاديمية قد لا تصل الى مستوى هذا البحث في التوثيق والتبويب وعقد الفصول والخلوص إلى النتائج.إضافة الى أنه يتمتع بأسلوب شائق رائق يعبر عن الهدوء الموضوعي الذي يتمتع به المؤلف .
إن عناية الأستاذ ابو صوفة بالتوثيق واعتزازه بالحركة الثقافية الأردنية ودوره في الكتابة عن تاريخ الصحافة وتطور الحياة الادبية والثقافية في الأردن جعله يهتم بالتأريخ للصحف والصحفيين .وقدم للمكتبة الصحفية الاردنية كتابًا مهمًا بعنوان ،،الصحافة في الأردن ١٩٢٠- ١٩٩٦ – قراءات أولية ،، .أبان فيه معلومات أولية تعريفية بأغلب ما عرفه الأردن من صحف ومجلات .يبين فيها من هم ناشرو هذه الصحف والمجلات وتواريخ صدورها وهوية كل واحدة منها وسياستها التحريرية.وذلك من خلال المقالات الافتتاحية التي ظهرت في الأعداد الأولى منها.وهذه ولا شك تقدم فائدة جليلة لتاريخ الصحافة الاردنية .
وهذا أنموذج من افتتاحيات إحدى المجلات الثقافية التي عرفها الأردن وهي مجلة ،، الحكمة ،،للشيخ نديم الملاح . التي صدرت عام ١٩٣٢ وجاء في افتتاحية العدد الاول منها بقلم ناشرها : وبعد فهذه مجلة أسميتها الحكمة ونوعت أبحاثها تعميمًا للفائدة وأوجزت عباراتها تفاديًا من الاملال وضياع الوقت وجلوت فيها ظلام الجمود والتقليد بنور التفكير الجيد والدليل الواضح .وجعلت للدين المنزلة العليا ذلك بأنه نور القلب وغذاء الروح وذوب الحكمة ومنارة العلم والأدب ودستور التمدن الصحيح.أما أبحاث غير الدين فقد عنيت بالمفيد منها وعقدت فصلًا خاصًا للنقد الأدبي النزيه.
وكان انتقال أديبنا الكريم الاستاذ محمد ابو صوفة إلى رحمة بارئه بتاريخ ٨-٢-١٩٩٨ رحمه الله وأحسن