22 الاعلامي – كتبت: يسرى أبو عنيز
يعتبر مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي في دورته الحالية (37)،في مدينة جرش شمال المملكة ،نافذة الأردن على العالم الخارجي ،كما أنه حلم لكل فنان،أو فرقة ،أو شاعر سواء على مستوى المحلي ،او العربي للمشاركة فيه ،لما لهذا المهرجان من أهمية بالنسبة لمحبي ومتابعي الفن والثقافة على المستويين المحلي والعالمي.
وهذا المهرجان الذي إتخذ في دورته الحالية شعار “ويستمر الفرح” تأسس في العام 1983 في جامعة اليرموك حيث بدأ بشكل متواضع ثم تبنته وزارة الثقافة ،لتطوره وتخرجه بشكله الحالي.
ولمهرجان جرش للثقافة والفنون أهمية لكونه يستند على الإرث التاريخي والإبداعي العريق ،كما أن له دوراً مهماً في تنمية المجتمع المحلي في تنشيط الحركة السياحية ،والإقتصادية،وإشراك أبناء المجتمع المحلي في محافظة جرش لتقديم منتجاتهم خلال المهرجان للزائر ،وتسويقها.
ويتضمن المهرجان مشاركه عدد من الفنانين الأردنيين والعرب ،إضافة إلى الفرق الموسيقية والعروض المسرحية ،حيث إفتتح الفنان الأردني عمر العبداللات حفلات المهرجان على المسرح الجنوبي ،حيث قدم حفلته يوم الخميس الماضي ،أما اليوم الجمعة فهناك حفلاً للفنان الأردني هاني متواسي،والفنانة اللبنانية نجوى كرم ،اما يوم غد السبت فهناك حفلاً للفنان الأردني حسين السلمان ،والفنان اللبناني راغب علامه ،ويوم الأحد يطل الفنان السعودي خالد عبدالرحمن ولأول مره والفنانة الأردنية أمل شبلي ،أما يوم الاثنين فيغني الفنان محمود سلطان ،ونداء شراره،ويوم الإثنين الأخوين سام وحسام اللوزي،ورامي خالد،وحمدي المناصير.
أما يوم الأربعاء المقبل فتقدم فرقة نادي الأهلي للتراث الشركسي عروضها ،ويوم الخميس يقدم الفنان الأردني سعد أبو تايه حفلاً ،إضافة لحفل للفنان السوري جورج وسوف ،ويوم الجمعة يقدم الفنان الأردني أسامه جبور حفلا فنياً يوم الجمعة إضافة لحفل للفنان التونسي صابر الرباعي ،وتختتم سهرات المهرجان الغنائية الفنانه الاردنيه ديانا كرزون والفنان اللبناني وائل كفوري ،كما سيتم خلال المهرجان تقديم 12 عرضاً لمسرحيات الأطفال ،إضافة للعديد من العروض الفنية المختلفة.
أما في مدينة جرش فلها أهمية عالمية لكونها من أهم المدن الأثرية في العالم ،حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عهد الإسكندر الكبير ،كما أطلق عليها لقب مدينة بومبي الشرق،ومدينة الألف عامود.
كما أن مدينة جرش واحدة من أكثر مواقع العمارة الرومانيه وفيها الساحات العامة ،والمسارح والأقواس ،وشارع الأعمدة ،كما عثر على أنقاض مستوطنات تعود للعصر الحجري الحديث مما يدل على الاستيطان فيها منذ أكثر من 7500 سنة.
وأطلق العرب الساميون القدماء على جرش إسم جرش ومعناه( المكان كثيف الأشجار) وأطلق عليها الإغريق والرومان إسم جراسا ،وأعاد العرب تسميتها بإسم جرش.
كما ذكرت جراسا في بعض النقوش النبطية ،وفي عهد السلوقيين كان يطلق عليها اسم ( أنطاكيا الواقعة على نهر الذهب)،ويعود تاريخ جرش إلى عهد العرب الساميين القدماء في الألفية الأولى قبل الميلاد ،وعاشت عصرها الذهبي تحت الحكم الروماني.
وبسبب موقعها على ملتقى طرق القوافل تحولت إلى مركز تجاري وثقافي مزدهر ليصبح أهم مدن الإتحاد،كما نمت وازدهرت في العهد الأموي وظهرت الدكاكين ،وسكت جرش عملتها النقدية حيث ظهر إسمها على العملة باللغة العربية ،وكانت مركزاً للصناعات الخزفية ،حيث كانت تصدر هذه المصنوعات وافران الفخار إلى المناطق القريبة في شمال الأردن ،وتم تشييد مسجد كبير في المدينة،إضافة لوجود الكنائس مما يدل على التعايش الديني في المدينة.
ونمت المدينة في العصر الحديث واحتلت المرتبة الثانية بعد البتراء في قائمة أفضل الأماكن المحببة للزيارة في الأردن ،حيث أنها مدينة أثرية متكاملة فيها الهياكل والمسارح والحمامات والشوارع المبلطة ذات الأعمدة الشامخة وتحيط بها الأسوار،وعثر علماء الآثار على بقايا مستوطنات بشرية تعود لأكثر من عهد.
ويعقد في مدينة جرش سنوياً في شهر تموز مهرجانا ،حيث يمتاز بالعروض الفلكلورية الراقصه لفرق عربية وعالمية ومحلية ،وأمسيات ثقافية ،وشعرية وموسيقية،ومسرحيات وأمسيات غنائية ،ومعارض للمصنوعات والتحف اليدوية والتقليدية ،والشعبية.
ولعل أجمل ما قيل في مدينة جرش ،ما قاله الدكتور هاشم مناع في قصيدة بعنوان جرش ألقاها ضمن فعاليات المهرجان في دورته ال36
جرش هنا،دامت على الآماد
عيد بها عيد على الأعياد
جرش زهت عبر العصور تألقاً
آثارها بمعالم الأمجاد.