22 الاعلامي – بقلم الاستاذ حمزة ابو رخية
تُعد المشاركة في العملية الانتخابية في الأردن واجبا وطنيا ومسؤولية تقع على عاتق كل مواطن مؤهل للتصويت ،فهي تمثل جوهر الديمقراطية التي يقوم عليها النظام السياسي الأردني، وتُعتبر فرصةً حقيقية للمواطنين للمساهمة في رسم مستقبل بلدهم من خلال اختيار ممثليهم في مجلس النواب، وسأركز في هذا المقال، على أهمية هذه المشاركة، ودورها في تعزيز الديمقراطية، بالإضافة إلى دور المواطن في التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار الأفضل للأردن، مع استعراض بعضٍ من أقوال جلالة الملك عبد الله الثاني حول الانتخابات النيابية والنزاهة.
أهمية المشاركة في الانتخابات
إن الانتخابات هي أحد أهم الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية فالمشاركة في هذه العملية ليست مجرد حق يتمتع به المواطن، بل هي مسؤولية كبيرة تجاه الوطن والمجتمع من خلال الانتخابات، يكون للمواطنين القدرة على إحداث تغيير فعلي في مسار السياسات العامة عبر اختيار نواب يمثلونهم في المجلس التشريعي كما أن المشاركة الواسعة في الانتخابات تُعزز من شرعية العملية الديمقراطية، وتؤكد على مدى التزام الشعب بالعملية السياسية والإصلاحية.
لا تقتصر أهمية الانتخابات على اختيار أفراد يمثلون دوائرهم الانتخابية فقط، بل تتجاوز ذلك إلى كونها وسيلة لتمكين المواطنين من التعبير عن آرائهم وتفضيلاتهم بشأن القضايا المهمة، مثل الاقتصاد، التعليم، الصحة، والعدالة الاجتماعية.
لحظة الحسم:
في يوم الانتخابات، يتوجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وهي لحظة حاسمة تعكس إرادتهم الحقيقية في التغيير ، لكن التوجه إلى صناديق الاقتراع يتطلب وعيًا كاملاً بما يعنيه التصويت، حيث يقع على عاتق المواطن مسؤولية اختيار الشخص المناسب الذي يحمل رؤية واضحة وقادر على تلبية تطلعات الشعب ومواجهة التحديات التي تواجه البلاد.
عملية الاختيار ليست سهلة، فهي تتطلب تفكيرًا وتحليلًا للمرشحين وبرامجهم الانتخابية، على الناخب أن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن يختار بناءً على الكفاءة والخبرة والقدرة على التشريع والعمل من أجل الصالح العام.
اختيار الأفضل للأردن: مسؤولية وطنية
تنبع أهمية المشاركة في الانتخابات من قدرتها على رسم معالم المستقبل، فاختيار المواطن الأفضل يعني اختيار القادة الذين سيعملون على تحقيق التنمية المستدامة، تعزيز سيادة القانون، وتحسين أوضاع الحياة الاقتصادية والاجتماعية، هذا الاختيار يجب أن يُبنى على أسس موضوعية تعتمد على ما يقدمه المرشح من برامج انتخابية تخدم الوطن والمواطن، وليس على اعتبارات شخصية أو ضيقة.
إن اختيار الأفضل ليس فقط واجبا تجاه الوطن، بل هو أيضًا التزام تجاه الأجيال القادمة،إن كل صوت يُدلي به المواطن يمكن أن يساهم في تحسين الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأردن.
من أقوال جلالة الملك عبد الله الثاني حول الانتخابات والديمقراطية
لطالما كان جلالة الملك عبد الله الثاني حريصًا على التأكيد على أهمية الانتخابات ودورها في تعزيز الديمقراطية في الأردن، في العديد من خطاباته، عبّر جلالته عن رؤيته لمستقبل الأردن الديمقراطي، مؤكدًا على أن الانتخابات النيابية جزء أساسي من مسيرة الإصلاح السياسي.
ومن أقوال جلالة الملك:
“إن الانتخابات النيابية تشكل محطة مهمة في مسيرتنا الإصلاحية، وهي فرصة لتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، ودفع عجلة التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.”
كما شدد جلالته على أهمية وعي المواطن بدوره في هذه العملية، مؤكدًا أن:
“صوت المواطن هو أمانة، ويجب أن يذهب إلى من يستحقه، من يخدم الوطن ويدافع عن مصالحه.”
هذا الاقتباس يعكس مدى إيمان جلالة الملك بضرورة أن يكون الاختيار مبنيًا على الكفاءة والنزاهة، بعيدًا عن الاعتبارات الشخصية أو القبلية أو المصلحية.
نزاهة العملية الانتخابية
نزاهة الانتخابات من الأمور التي حظيت باهتمام كبير من جلالة الملك عبد الله الثاني، حيث شدد في مناسبات عدة على ضرورة أن تتم الانتخابات بشفافية وعدالة، إن الثقة في العملية الانتخابية تعزز من مشاركة المواطنين وتدعم استقرار الديمقراطية في الأردن.
وقد قال جلالته في هذا الصدد:
“إننا نعمل على تكريس نزاهة العملية الانتخابية وضمان أن تكون شفافة وعادلة، لأن ذلك هو السبيل لتعزيز ثقة المواطنين في العملية الديمقراطية.”
النزاهة تعني أن كل صوت يُحتسب بطريقة عادلة ومنصفة، دون تدخلات أو تلاعب، وأن تكون النتائج تعبيرًا صادقًا عن إرادة الشعب ،إن تحقيق النزاهة في الانتخابات هو حجر الزاوية في بناء نظام ديمقراطي قوي ومستدام.
في الختام، تمثل المشاركة في العملية الانتخابية في الأردن واجبا وطنيا ومسؤولية كبيرة على كل مواطن، من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع واختيار الأفضل، يسهم المواطن في رسم مستقبل الأردن ودعمه على طريق التقدم والتطور. إن أقوال جلالة الملك عبد الله الثاني عن أهمية الانتخابات والنزاهة والديمقراطية تمثل إرشادًا للمواطنين في كيفية التعاطي مع هذه العملية بشفافية وإيجابية.