مقالات
أخر الأخبار

سلهب تكتب .. من بعد عام على الحرب: هل ستستمر ازدواجية المعايير ؟!

22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي

في ذكرى السابع من أكتوبر، نستذكر يومًا تاريخياً في ذاكرتنا، يومًا يرمز إلى قوة الإرادة والصمود أمام الاحتلال الغاشم.

يوم يجسد معنى المقاومة الحقيقية لشعب يرفض الاستسلام، ويدافع عن أرضه ومقدساته بكل شرف وإيمان وعزة وكرامة.

على مدار عامٍ كامل، عاش أهل غزة تحت وطأة حربٍ همجية، قادتها آلة الاحتلال الصهيوني بوحشية تخطت كل الحدود والأعراف الدولية.

هذه الحرب النكراء لم تكن مجرد اعتداء عسكري، بل محاولة لكسر عزيمة شعب فلسطين المرابط على أرضه، الذي لم يتخلَ عن حقه في الحياة والحرية، رغم القتل والتشريد والدمار الذي لحق بهم.

فأظهرت غزة للعالم أنها قادرة على مواجهة أكبر آلة عسكرية في المنطقة، رغم كل ما تعرضت له من دمار.

وإرادة هذا الشعب الصامد أثبتت أن العزيمة الممزوجة بالإيمان والتقوى لا تُهزم، وأن الاحتلال لن ينجح في كسر إرادة الفلسطينيين الذين يواصلون الكفاح والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.

وفي هذه الذكرى، لا يمكننا إلا أن نتوجه بأسمى عبارات التقدير والتحية إلى أهل غزة المرابطين.

فإن قضية فلسطين ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي قضية أمة بأكملها.

والأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، كانت ولا تزال مواقفه واضحة وحازمة في مساندة الحق الفلسطيني.

فلقد قدم جلالته وبشكل دائم وكبير الدعم الكامل للقضية الفلسطينية .

وموقف الأردن الثابت يعكس عمق الانتماء العربي والإسلامي، ويؤكد أن دعم فلسطين هو واجب وطني وقومي.

ولن تتوقف مملكتنا الغالية عن تقديم كل ما يمكن لدعم الأشقاء الفلسطينيين، سواء في المستوى المحلي أو على المستوى الدولي.

وفي ظل مرور عام على الحرب التي شنها الاحتلال على غزة، لا يسعنا إلا أن نتساءل ؟؟

هل سيظل العالم يغض الطرف عن ازدواجية المعايير التي تطغى على المواقف الدولية؟

إنّ الشعب الفلسطيني يعاني منذ عقود تحت وطأة احتلال يفتقد لأبسط مقومات الإنسانية، بينما نجد أن بعض القرارات الدولية تتعامل مع القضية الفلسطينية بمعايير مزدوجة، تغض الطرف عن جرائم الاحتلال وتبرر انتهاكاته بحق شعب كامل.

هذا الواقع يكشف عن خلل عميق في النظام الدولي الذي يدّعي حماية حقوق الإنسان، لكنه يقف عاجزًا أمام الاعتداءات الصهيونية.

ازدواجية المعايير لم تتوقف عند التنديد اللفظي أو التصريحات الدبلوماسية الفارغة، بل إنها وصلت إلى حد التسامح مع جرائم الاحتلال، بينما تُوجَّه سهام النقد والمحاسبة إلى الضحية – الشعب الفلسطيني.

كيف للعالم أن ينادي بالحرية والديمقراطية في كل مكان، لكنه يتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني؟

إنه تناقض صارخ يفضح تواطؤ بعض الأطراف التي تفضل المصالح السياسية على حساب العدالة وحقوق الإنسان.

وبفضل الله فإن قيادتنا الهاشمية الحكيمة كانت ولا زالت حريصة دائمًا على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعلى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

فلقد كشفت هذه الحرب للعالم والمجتمع الدولي عن الوجه القبيح لكيان الاحتلال، الذي لا يزال يمارس القتل والتدمير والتنكيل بلا رحمة أو انسانية.

حمى الله فلسطين وشعب فلسطين وفك الله كربهم وفك الله أسر المسجد الأقصى من أيدي الاحتلال الغاشم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى