22 الاعلامي – بقلم ديما المجالي
في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام، يقف العالم متحدًا ضد ظاهرة مؤلمة ومستمرة: العنف ضد المرأة
“كل 10 دقائق تُقتل امرأة، #لا_عذر” هو الشعار الذي اختاره العالم في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة لعام 2024. هذا الشعار الموجع يُذكرنا بحقيقة مؤلمة: كل عشر دقائق تفقد امرأة حياتها بسبب العنف، سواء كان عنفًا أسريًا، جرائم شرف، أو أي شكل آخر من الانتهاكات.
الشعار يدعو بشكل واضح لرفض أي مبررات أو أعذار تُستخدم لتبرير هذا العنف، خاصة الأعراف والعادات التي تضع المرأة في مكانة أقل أو تُبرر السيطرة عليها، إنه نداء للعمل من أجل قوانين صارمة وإجراءات فعالة تحمي النساء، ودعوة لتوفير الدعم لمن تعرضن للعنف.
في الأردن، العنف ضد المرأة ليس مشكلة فردية، بل قضية تمس الجميع. تعود أسبابه إلى الموروثات الثقافية والاجتماعية التي تُعزز التمييز. كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة تزيد من الضغوطات داخل الأسرة، مما يؤدي إلى تصاعد العنف. إلى جانب ذلك، فإن ضعف التوعية حول حقوق المرأة يُفاقم المشكلة.
لكن العنف لا يؤثر فقط على النساء؛ بل ينعكس على الأسرة والمجتمع ككل. النساء اللواتي يتعرضن للعنف يعانين من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، وقد تُصاب بعضهن بجروح جسدية خطيرة، أو حتى يفقدن حياتهن، كما يؤدي العنف إلى تفكك الأسرة، ويزيد الضغط على مؤسسات الصحة والخدمات الاجتماعية.
مع ذلك، هناك جهود ملموسة في الأردن لمواجهة هذه الظاهرة. الحكومة وضعت قوانين مهمة، مثل قانون الحماية من العنف الأسري، الذي يضمن محاسبة المعتدين ويُقدم الحماية للناجيات. إلى جانب ذلك، تعمل مراكز الحماية والخطوط الساخنة على استقبال الحالات وتقديم الدعم.
كما تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا كبيرًا في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للنساء، وتنظيم حملات توعوية تهدف لتغيير النظرة المجتمعية للعنف ضد المرأة. ومن أبرز هذه الجهود حملة “16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، التي ترفع الوعي وتشجع الحوار حول هذا الموضوع.
التغيير يبدأ منا جميعًا، من الأسرة التي تزرع قيم الاحترام والعدالة، ومن المدارس التي تُعلم الأجيال الجديدة حقوق الإنسان، ومن الإعلام والمؤسسات الدينية التي تنشر رسائل إيجابية تدعو إلى نبذ العنف.
فلنكن جزءًا من الحل، لنرفع أصواتنا ضد العنف، ولنؤسس معًا مجتمعًا يحمي المرأة ويُعزز دورها.
حقوق المرأة هي حقوق المجتمع بأكمله.