مقالات
أخر الأخبار

مساعده يكتب : رسائل ملكية لبناء أجيال تحمل روح المسؤولية والولاء

22 الاعلامي – بقلم: جهاد مساعده

في كلمته خلال زيارته لمحافظة الكرك، ركز جلالة الملك عبدالله الثاني على معركة مؤتة باعتبارها رمزًا خالدًا في التاريخ الأردني والإسلامي. جاء حديثه عنها ليعكس رؤية عميقة لأهمية التمسك بالإرث التاريخي كجزء أساسي من الهوية الوطنية والقيم التي يقوم عليها الأردن.
إن استحضار الملك لمعركة مؤتة يشير إلى أهمية هذا الموقع كصفحة مشرقة في التاريخ الإسلامي، حيث وقعت واحدة من أولى المعارك التي جسدت قيم الشجاعة والإيمان. بذكره “أرض مؤتة الخالدة في كرك المجد والتاريخ شاهدة على بطولات الصحابة”، يربط جلالته الماضي بالحاضر، مؤكدًا أن هذه الأرض ليست مجرد موقع جغرافي، بل شاهدة على قيم التضحية والإقدام التي أسسها الصحابة رضوان الله عليهم.
لقد ربط الملك بين الإرث التاريخي لمؤتة ودور جامعة مؤتة باعتبارها “جامعة السيف والقلم”. هذه العبارة تعكس رؤيته لأهمية الجمع بين التعليم والتدريب العسكري كوسيلة لتخريج أجيال متمسكة بالقيم الوطنية الأردنية، ومؤهلة للدفاع عن الوطن وخدمة المجتمع. وإن الجامعة تمثل استمرارًا لرسالة معركة مؤتة في بناء أجيال تحمل روح المسؤولية والولاء.
إبراز الملك للقيم الأردنية الأصيلة والانتماء الصادق للوطن يعكس تأكيده على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم التي قام عليها المجتمع الأردني. هذه القيم، التي ظهرت بوضوح في معركة مؤتة، تمتد لتكون نهجًا في بناء الدولة والمجتمع.
إن رسائل الملك تحمل في طياتها دلالات على أهمية التاريخ كمعَلم للحاضر والمستقبل، وتشكل أساسًا لبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر، سواء في الميدان التعليمي أو التنموي أو العسكري.
إن كلمة الملك عن مؤتة تمثل دعوة لتعميق الفهم التاريخي للأردن وربطه بالقيم الوطنية. وهي تؤكد على أهمية استلهام البطولات والتضحيات من الماضي لتعزيز الهوية الوطنية وبناء مستقبل قوي قائم على الولاء والانتماء. من خلال هذه الرؤية، يعيد الملك التأكيد على أن مؤتة ليست مجرد حدث تاريخي، بل رمز حي للقيم التي تحكم مسيرة الأردن في الحاضر والمستقبل.
إن حديث الملك عن تاريخ الكرك يعكس رؤية عميقة لأهمية استثمار الماضي في بناء الحاضر والمستقبل. فهو يدعو إلى الاستفادة من الإرث التاريخي لتعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية وثقافية، وفي الوقت نفسه يؤكد على أهمية التركيز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. هذه الرؤية المتكاملة تمثل دعوة للعمل على تحويل التاريخ إلى أداة للتنمية، ما يضمن مستقبلاً مشرقاً للأردن وأبنائه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى