22 الاعلامي – بقلم د. محمد يوسف حسن بزبز
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي
مدير المدرسة القيادي الفعال وصاحب الرؤية الواضحة يكون في قلب العملية المدرسية التي توفر مناخًا تعليميًا مغذيًا وفعالًا يحقق للطلبة نتائج إيجابية.
فهو الملحّن للنغمة المناسبة لإيجاد ثقافة مدرسية متميزة عن غيرها. والمدير، كقائد تربوي، هو المسؤول عن إيجاد وضمان بيئة تعلمية إيجابية منتجة تعظم إمكانات التعليم لدى المعلمين، وإنجازات التعلم لدى الطلبة. وضمان مثل هذا الجو التعليمي ينبغي أن يكون المدير فاعلًا ومفعمًا بالنشاط، مرنًا، ومتعاونًا ومتفهمًا ومتفاعلًا، وإلى ذلك ينبغي أن يعمل باستمرار على بناء علاقات إيجابية من خلال تسهيل وتعزيز الاتصال الجيد الذي يؤدي إلى الاتفاق العام والتماسك بين الإدارة والهيئة التدريسية والطلبة وأولياء الأمور.
هذا المدير يتوقع أن تعمل المدرسة في إطار الفلسفة التي تبني جوًا متفاعلًا على أساس الاعتماد البيشخصي، والعمل الإداري المتناغم مع المعلمين والعاملين الآخرين في المدرسة، ومع الطلبة والآباء. مثل هذا المناخ قد يتطلب تشكيل فريق للتخطيط، يتكون من المدير وبعض القيادين في المدرسة وتمثل واحد عن المعلمين على الأقل بكل تخصص، وممثلين عن الطلبة وأولياء الأمور. يقوم هذا الفريق بكتابة التقارير التقويمية ومراجعة خطة المدرسة التربوية، وقد يطوّر الفريق من خلال عمله رؤية عامة لرسالة المدرسة، كما يهتم بقضايا أخرى أهمها؛ التأكد من تنفيذ رسالة المدرسة وفلسفتها. وإيجاد جو مريح ومنظم للمعلمين والطلبة. وتوفير المصادر التعليمية وغير التعليمية.وتوفير نشاطات مهنية وورش عمل للمعلمين. وضمان تطوير واستخدام المواد التعليمية الملائمة للبرامج التعليمية. وتطوير استراتيجيات الغايات التقويم متفقة مع المنهاج. وتقويم أداء الطلبة وفعالية المدرسة بشكل عام.
المدير من ناحيته له كذلك أدوار متعددة، فهو يعمل بصورة داعمة وكمرجع للمعلمين، ويقدم الإرشاد اللازم ويوفر لهم تدريبًا مناسبًا عن التعليم الفعال. وبالعمل مع المعلمين في جو تعاوني، يعزز المدير عمل الفريق ويساعد في توفير فرص النمو المهني لهم، وفي تسهيل التعليم الفعال الذي يؤدي إلى التعلم الإيجابي للطلبة.
وبالنسبة للبرنامج التدريبي ينظم المدير برنامجًا يرتبط فيه المعلم الجديد بمعلم آخر ذي خبرة وفعالية لمدة ستة شهور يتلازمان معًا ويتأمل كل واحد في دروس الآخر، ويعملان معًا في تخطيط الدروس ومناقشة قضايا الإدارة الصفيةوإجراءاتها. مثل هذا البرنامج يساعد المعلم الجديد في أن يألف المدرسة ومبناها وأجواءها، ويساعده على أن يكون عضوًا حيويًا وفعالًا في مجتمع المدرسة. في ظل هذا المناخ الصحي يرى مدير المدرسة أن لزامًا عليه أن يتواجد لمن يحتاج إلى مقابلته وهو بذلك يتخذ سياسة الباب المفتوح للمعلمين والطلبة وأولياء الأمور كي يشعروا بحرية في مناقشة القضايا والمشاكل والاهتمامات. كما يرى أن من واجبه أن يظهر في ساحة المدرسة بين الفينة والأخرى متحدثًا إلى المعلمين والطلبة وأن يزور الصفوف أحيانًا، هذا كله لا يمنع المدير من أن يقوم بتدريس أحد الصفوف كي لا يفقد صلته بالطلبة والمعلمين وبمشاكلهم التعليمية. فهو لا يطلب شيئًا من المعلمين لا يطلبه من نفسه.
هذا الاندفاع والحماس لا يتوافران إلا في المديرين المثقفين والمخلصين والمؤمنين برسالة تربوية وبقيم مهنية يلتزم بها كل منهم دون أن يلزمه بها أحد ودون أن ينص عليها قانون فهو قائد مزود بقوى إنسانية وثقافية ورمزية وفنية وتربوية، يرى المدرسة على أنها فريق عمل واحد يشارك فيه الجميع وتظهر آثاره على نوعية التعليم الذي يتلقاه جميع الطلبة، ويبث في المدرسة ثقافة تبعث على التطور الصحي عقليًا واجتماعيًا وعاطفيًا وأكاديميًا. أولوية المدرسة بالنسبة له هي مخاطبة حاجات الطلبة وهو يؤمن بحق أن هذه الفلسفة القيادية للمدرسة تضمن مجتمعًا مدرسيًا منتجًا وفعالًا ومثمرًا، حيث يتلقى الطلبة تعليمًا نوعيًا يحققون نجاحًا اجتماعيًا وأكاديميًا وعاطفيًا.