بسواعد “هدى وزوجها”.. “نفايات الورق” بغزة تتحول إلى ألواح رسم
22 الإعلامي –
بعد ساعات طويلة من القراءة والمطالعة والتدوين، وجدت “هدى ثابت” نفسها أمام كومة المسودات الكتابية متناثرة في غرفتها، كانت تسأم من اتلافها والتخلّص منها كلّ مرة.
ذات مرة، كانت هدى تطيل النظر في كومة الأوراق أمامها، شاردة الذهن، حتى لمعت لديها فكرة الاستفادة من هذه الأوراق فيما يخدم هوايتها في كتابة الروايات.
هدى كاتبة وروائية وتعمل أكاديمية في إحدى جامعات قطاع غزة، وقد وجدت الفكرة التي تحولت لاحقًا إلى مشروع لإعادة تدوير مخلفات الورق المستخدم، ونموذج ريادي يحتذي به طلبتها.
افتتحت هدى مشروعها الذي وصفته، في حديث مع “مراسل القدس”، بأنه صديق للبيئة، ولم تعد بعده تتخلص من القصاصات وأكوام الأوراق، بل تعيد إنتاجها وتحويلها إلى لوحات للرسم عليها.
يساعد هدى زوجها في هذا المشروع الذي ينتج ما تصفه بـ “المنتجات الخضراء”، الكفيلة بالحدّ من النفايات الورقية التي تسبب ظاهرة التلوث في الشوارع والطرقات.
تقوم هدى بتحويل جميع أنواع الورق والكرتون إلى “عجينة ورقية”، يتم إعادة استخدامها وتشكيلها وقولبتها بمقاسات مختلفة، ثم توزيعها على طلبة الفنون والرسم لاستخدامها في أعمال الديكور وغيرها.
تشرف هدى وزوجها على تحويل الأوراق إلى ألواح من الكرتون، بعد عملية الفرم والعجن ثم التشكيل والتجفيف والطلاء باللون الأبيض.
يعمل في المشروع الجديد هدى وزوجها، إضافة إلى بعض الطلبة المتطوعين، وهو يؤثر على كميات الإنتاج في ظل نقص أيدي عاملة يمكن أن تنطلق بقوة في المشروع، كما يشكوان من عدم وجود معدات حديثة تسهم في سرعة العمل والإنتاج.
وبرغم ذلك، تطور المشروع في إطار شركة مختصة أعلنت هدى عن افتتاحها؛ كي تدفع بهذا النجاح إلى المجتمع، وتشجع على ثقافة حماية البيئة وصداقتها بهذا المشروع الفريد.
تقول هدى إنها تطمح أن يجد مشروعها إقبالًا لدى طلبة الفنون والشركات التي تختص ببيع مستلزمات الديكورات وغيرها، وصولًا إلى مرحلة تعميم المشروع واتساعه.
وتضيف: “بحمد الله، لم أعد أتخلص من القصاصات الورقية التي كانت مُجرد مُسودات للكتابات التي كنت أنفرد بها مساء كل يوم”.
وتابعت: “كل قصاصة ورقية أصبحت تعرف طريقها، وبينما أنا أنشغل بهوايتي في الكتابة، أجد نفسي منشغلة في ما بعد التدوين”.
وتعتبر هدى أنها نجحت مع زوجها في توفير مشروع فلسطيني رائد، يمكن أن يشكل حافزًا لدى الطلبة وغيرها من الأشخاص الرياديين، الذين يرغبون بالاستفادة والمشاركة في المشروع.
تشير إلى أن ستنطلق في المرحلة الثانية من مشروعها، لنشر صناديق صديقة للبيئة من أجل تجميع وفرز النفايات الورقية في البيوت؛ للسماح بإعادة استخدامها وتدويرها، قائلة: “أتمنى أن يدرك الأهالي قيمة وأهمية هذا الفعل”.
يشار إلى أن بلدية غزة كانت قد أطلقت مطلع العام الجديد 2022 حملة “فرز النفايات من المصدر”؛ بهدف تحقيق رؤية البلدية في تقليل كمية النفايات، والاستفادة من مكوناتها، وتعزيز الوعي لدى المواطنين بأهمية فرز النفايات.
وتبلغ كمية النفايات التي يتم جمعها سنوياً من مدينة غزة فقط، نحو 800 ألف متر مكعب، بمعدل 700 طن يومياً، وبواقع 1 كيلو جرام للفرد الواحد.
المصدر-القدس