رؤية التحديث الاقتصادي أبرز حدث اقتصادي للأردن خلال 2022
22 الاعلامي- (بترا)- عائشة عناني- حددت رؤية التحديث الاقتصادي التي يمكن وصفها بأنها أبرز حدث اقتصادي على مستوى الوطن خلال عام 2022 الذي يطوي صفحاته الأخيرة، مسيرة الاقتصاد الوطني خلال 10 سنوات مقبلة، ستكون عابرة للحكومات، وتؤسس لأردن جديد ومزدهر.
وتستهدف الرؤية التي جاءت بتوجيهات ملكية سامية، إطلاق الإمكانات لبناء المستقبل وسط تحدٍ هو الأكبر أمام الاقتصاد الوطني، وهو استيعاب أكثر من مليون شاب وشابة في سوق العمل، وزيادة فرص العمل من 1.6 مليون فرصة إلى 2.6 مليون فرصة خلال العقد المقبل.
وترتكز الرؤية المنبثقة عن مخرجات ورشة العمل الاقتصادية الوطنية التي عقدت في الديوان الملكي الهاشمي؛ على النمو المتسارع والارتقاء بجودة الحياة في إطار نهج مستدام، وعبر ثمانية محركات لنمو الاقتصاد، تغطي 35 مـن القطاعات الرئيسـة والفرعية، وتتضمـن أكثر من 366 مبـادرة، و10معايير لقياس الأداء، و4 جهات مسؤولة عن التنفيذ ضمن إطار زمني متسلسل ومرحلي، وبتكلفة 41 مليار دينار.
وحرص جلالة الملك عبدالله الثاني في رسالته للأردنيين بمناسبة عيد ميلاده الستين في كانون الثاني الماضي من العام الحالي، على الإصلاح الاقتصادي، مؤكداً “نريده مستقبلا مشرقا نعزز فيه أمننا واستقرارنا، ونمضي خلاله في مسيرة البناء إلى آفاق أوسع من التميز والإنجاز والإبداع”.
وقال جلالته “نريــده مســتقبلاً نســتعيد فيــه صدارتنا في التعليـم، وننهـض فيـه باقتصادنـا، وتـزداد فيـه قـدرات قطاعنـا العـام وفاعليتـه، ويزدهـر فيـه قطاعنا الخـاص، فتزداد الفرص علـى مسـتوى متكافـئ، ونواجـه الفقـر والبطالـة بـكل عـزم، ونحـد مـن عـدم المسـاواة، وينطلـق شـبابنا فـي آفـاق الريـادة والابتكار”.
ويأمل القطاع الخاص الذي شارك بفعالية في مفاصل رؤية التحديث الاقتصادي، أن يكون هناك تشاركية حقيقية في تنفيذ الرؤية وخطط عملها، وإطلاق العنان لقدراته كونه الممكن الحقيقي لأي عملية إصلاح اقتصادي ستنفذها البلاد.
وفي هذا السياق، يرى رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان، المهندس فتحي الجغبير، أن الرؤية تركز وتراهن بوضوح على القطاع الخاص وفقاً لما جاءت به من مبادرات ومحركات هدفت إلى تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي، عبر أكثر من 300 مبادرة ضمن 35 قطاعاً رئيسياً وفرعياً.
وقال “أن الرؤية تعكس وجهة نظر القطاع الخاص حول أبرز التحديات والمعيقات التي تقف عائقاً أمام تطور ونمو مختلف الأنشطة الاقتصادية، لافتاً إلى أن مسؤولية الإنجاح تقع على عاتق الحكومة بنحو رئيسي، ويجب أن تسعى لتوفير كل السبل، وإزالة المعيقات التي تقف أمام جميع القطاعات.”
وأكد ضرورة متابعة وتقييم الرؤية بهدف ضمان سير عمليات تطبيق البرامج والمبادرات بالنحو المطلوب، لتتم ترجمتها وملامستها فعلياً على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة، وبما يضمن الإعلان عن مؤشرات أداء ورصد للجميع، ويؤسس لمبدأ الثواب والعقاب، وتقييم مدى تطبيق ما جاءت به الرؤية وإلى أي مدى تتواءم هذه النتائج مع المستهدف تحقيقه، من خلال إعادة ترتيب الأولويات وفقاً لما تم تحقيقه وتتبع مسار التنفيذ لتلبيه طموحات الرؤية على أفضل وجه.
وأشار إلى ضرورة تطوير خطط عمل تنفيذية وبمسارات زمنية واضحة للمبادرات والمحركات التي تضمنتها، لضمان التطبيق الحقيقي للمراحل التنفيذية الثلاث للرؤية بشكلها الكامل وفقاً للأولويات الزمنية، وبنهج تشاركي حقيقي مع ممثلي القطاع الخاص كافة، وبما يضمن المصلحة الوطنية العليا، ويعزز من نجاح التنفيذ على أرض الواقع.
واكد المهندس الجغبير، أن الحاجة تستدعي العمل بتشاركية حقيقية في تنفيذ الرؤية وخطط عملها، وإطلاق العنان لقدرات القطاع الخاص، كونه القادر والممكّن لأي عملية إصلاح اقتصادي.
ولفت إلى أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون تحت عنوان الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، بما يسرع من التعافي الاقتصادي، ويصب في المصلحة الاقتصادية الوطنية، ويضمن تنفيذ الرؤية بالنحو المأمول، وإعادة النظر من منظور أوسع وأشمل للأولويات بهدف ضمان التحديث المستمر لحالة التطبيق وعكس وإضافة أي مستجدات على برامجها.
وستنفّذ الرؤية على ثلاث مراحل: الأولى في الفترة ما بين الأعوام 2022 و2025، وستركز على إجراء تحسينات على السياسات الاقتصادية والاجتماعية، والاستفادة من الموارد والمهارات الحالية وتعزيزها، والدخول إلى أسواق جديدة، والثانية 2026-2029، وستركز على الموارد والمنتجات والمهارات الجديدة، فيما الثالثة 2030-2033، وستركز على ملء أي فجوات استراتيجية، والاستعداد لمرحلة النمو المستقبلية المتوقعة.
وتسعى الرؤية التي أطلقت رسميا خلال شهر حزيران الماضي من العام الحالي 2022 لأن تكون شمولية في إشراك كل من يمكن أن يسهم في تحقيق أهدافها، من القطاعين العام والخاص، والبرلمان والشباب، والخبراء والأكاديميين، ومؤسسات المجتمع المدني، ومجتمع المانحين، وغيرهم.
كما تسعى إلى انتهـاج الشـفافية فـي توفيـر المعلومـات المتعلقـة بالأهداف والأولويـات الوطنيــة، وتحديد مجالات الميزة النسبية والتنافسية التي يمكن للمملكة البناء عليها لتحفيز النمو وخلق الفرص الاقتصادية، وتوحيـد جهـود الـوزارات والمؤسسـات المختلفـة لدعـم تحقيـق الأهداف الاستراتيجية الوطنيــة وضمــن خريطــة طريــق واضحــة المعالم.
وتسعى كذلك إلى توجيه التخطيط الوطني نحو التفكير الاستراتيجي بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية بصورة أفضل وأكثر استدامة مما سيتحقق عبر الإجراءات التكتيكية، وتعزيز عملية صنع القرار ووضع السياسات لتستند إلى البيانات والمعلومات بنحو أفضل، للحد من التغييرات العشوائية والقرارات الشعبوية، لتتطور تلك العملية بما يضمن اتخاذ قرارات أكثر استراتيجية، تعزيز القدرة على المساءلة والمتابعة وإجراء التدخلات المطلوبة لتحسين آلية التنفيذ وقياس الأداء.
بدوره، قال الخبير الاقتصادي منير دية إن رؤية التحديث، هي الحدث الاقتصادي الأبرز خلال العام الحالي 2022، كونها انبثقت عن رؤية ملكية، وحظيت باهتمام ملكي بمشاركة القطاعين العام والخاص.
وأضاف “أن تحقيق أهداف الرؤية شملت ثلاثة محاور، هي تحقيق نمو اقتصادي يصل إلى نحو 5.6 بالمئة وتوفير مليون فرصة عمل وضخ استثمارات تصل لنحو 41 مليار دينار، على مدى عشر سنوات؛ تحتاج إلى إطلاق العنان لقدرات القطاع الخاص، وتسهيل جميع الإجراءات لمسك زمام المبادرة من قبله.
وعبر ديه عن أمله بان يتم تعديل عدة قوانين اقتصادية بهدف منافسة دول الإقليم والجوار في ضريبتي الدخل والمبيعات، والبيئة الاستثمارية، لاستقطاب استثمارات تلبي أهداف الرؤية وأرقامها الطموحة”، مشيراً إلى تحديات ارتفاع التكاليف التشغيلية والطاقة والأيدي العاملة التي تواجهها القطاعات الاقتصادية.
ولفت إلى أن الإصلاح الإداري، مهم جداً لإنجاح وتطبيق الرؤية من خلال لجان العمل المختصة، بالإضافة إلى متابعة الحكومة لمخرجاتها وسير عملها.
وقال ديه “نحتاج إلى نهضة سريعة لتحقيق كل بنود الرؤية، بمساندة وسائل الإعلام للتسويق عالمياً للأردن ومشاريعه الاستثمارية، وفرص الاستثمار بمجالات التعليم والمعادن والطاقة وغيرها، والوصول لقاعدة مستثمرين فعليين، ووضع المملكة على خارطة الاستثمار الدولية”.
يتبع…يتبع
–(بترا)