اقتصاد وشركات

تعرّف أطول أنبوب غاز في العالم بين نيجيريا والمغرب

أعلنت تقارير إعلامية تقدم مرحلة إنجاز أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا وأوروبا عبر المغرب، والذي من المزمع أن يكون أطول خط لنقل الغاز في العالم. فيما تبحث الدولة الإفريقية المنتجة للغاز عن ممولين لهذا المشروع.
أكدت وسائل إعلام مغربية الثلاثاء عزم المملكة ونيجيريا على المضي قدماً في إنجاز مشروع أنبوب الغاز “إفريقيا الأطلسي”، الرابط بين البلد الإفريقي المنتج للغاز وأوروبا مروراً بالمغرب، ذلك بعد أن حامت شكوك عديدة حول المشروع، مع زيادة حدة التنافس عليه بين الرباط والجزائر.
ونقلت تلك الوسائل على لسان تولو أوغونليزي، مستشار الرئيس النيجيري محمادو بوخاري، تأكيده أن الشراكة التي أُبرِمَت بين الشركة الوطنية النيجيرية للبترول والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمناجم بالمغرب تمثل “اتحاداً بين المغرب ونيجيريا لبناء أطول أنبوب غاز (أوف شور) في العالم”.
هذا في وقت يزيد فيه السباق الدولي على الغاز مع احتدام الحرب في أوكرانيا، وعزم أوروبا القطيعة مع ارتهانها الطاقي بموسكو. إذ من الممكن أن تمثل نيجيريا، صاحبة أكبر احتياطي مؤكد للغاز في القارة السمراء، بديلاً عن الغاز الروسي. كما يقدم مشروع الأنبوب المغربي النيجيري فرص تنمية للدول الإفريقية الإحدى عشر التي من المزمع أن يمر بها.
دخول المشروع مرحلة التمويل!
وفي ذات السياق، صرَّح وزير الموارد البترولية النيجيري، تيميبري سيلفا، قائلاً: “نريد أن نمدد خط الأنابيب هذا على طول الطريق إلى المغرب. في الوقت الحالي، ما زلنا في مرحلة الدراسات، وبالطبع، نحن في مرحلة تأمين التمويل اللازم لهذا المشروع وكثير من الجهات يبدي اهتماماً”.
وأردف سيلفا بأن “اهتماماً دولياً كبيراً واهتماماً لمستثمرين بالمشروع، فكان الروس معي في المكتب الأسبوع الماضي، وهم يرغبون بشدة في الاستثمار في هذا المشروع وكثر غيرهم يرغبون أيضاً في الاستثمار فيه، لكن لم نختر بعد المستثمرين”.
هذا وتبلغ تكلفة إنجاز هذا المشروع، بحسب تقديرات أولية، حوالي 25 مليار دولار. وأوضح وزير البترول النيجيري، بأنه من المزمع أن يصدر القرار النهائي بشأن الجهات الممولة لإنجازه بحلول سنة 2023.
وفي 29 أبريل/نيسان الماضي، أوضح بلاغ لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية توقيع منظمة “أوبك” و “المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن” المغربي اتفاقية يُموَّل بموجبها الشطر الثاني من دراسة مشروع أنبوب الغار “إفريقيا الأطلسي”. وبلغ حجم هذه التمويلات، حسب ذات الوزارة، 14.3 مليون دولار.
وقبلها، أعلن مكتب الدراسات الطاقية الدولي “worley” عن حصوله على تمويل بـ 15.5 مليون دولار، يهم الشطر الثاني من دراسة التصميم الهندسي للواجهة الأمامية لمشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، عبر اتفاقية وقعها المكتب “الوطني للهيدروكاربورات والمعادن” المغربي والبنك الإسلامي للتنمية.
أطول أنبوب غاز بحري في العالم
ويعود قرار إنجاز مشروع أنبوب الغاز “إفريقيا الأطلسي” إلى سنة 2016، خلال زيارة للملك محمد السادس إلى نيجيريا. إذ وقع قائدا البلدين اتفاقية إنشاء هذا الأنبوب الذي يبلغ طوله 5660 كيلومتراً، ومن المزمع أن تنقل عبره صادرات الغاز النيجيري نحو أوروبا مروراً بـ11 دولة إفريقية هي: بنين، توغو، غانا، كوت ديفوار، ليبيريا، سيراليون، غينيا، غينيا بيساو، غامبيا، السنغال، موريتانيا، ثم المغرب وصولاً إلى الأسواق الأوروبية.
ومن المقدر أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للأنبوب ما بين 30 و40 مليار متر مكعب سنوياً. وسيضم النتاج النيجيري من الغاز، والتي تملك أكبر احتياطي مؤكد في القارة الإفريقية يبلغ 206 تريليونات قدم مكعبة، واحتياطي غير مؤكد يصل إلى 600 تريليون قدم مكعبة.
وكذلك ستصدر الدول الإفريقية الأخرى المنتجة للغاز التي سيمر بها الأنبوب غازها عبره، وأهمها موريتانيا والسنيغال اللتان أظهرت اكتشافات الغاز الأخيرة في سواحلهما، خاصة حقل “غراند تورتو أحميم”، توفر احتياطيات من الغاز تقدر بـ 15 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وأشار وزير البترول النيجيري إلى أن بلاده شرعت في بناء خط أنابيب الغاز الطبيعي أجاوكوتا – كادونا – كانو “إيه كي كي”، الذي يربط أبار إنتاج الغاز النيجيرية بخط الغاز نحو أوروبا عبر شمال أفريقيا، والذي يبغ طوله 600 كيلومتر. لكن سرعان ما صرح رئيس شركة النفط الوطنية المحدودة في نيجيريا “إن إن بي سي”، ميلي كياري، بأن إتمام إنجاز هذا الشطر من الخط سيتأجل إلى حدود الربع الأول من 2023، بدلاً من العام الجاري.
المصدر : “وكالات”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى