طب وصحة

بعد عام من إصابتها برصاصة .. طفلة لبنانية عالجها الأردن تعود للحياة

22 الإعلامي-بركات الزِّيود- تسبَّبت رصاصة طائشة بإصابة العمود الفقري للطفلة اللبنانية سُهيلة محمد الكسَّار والبالغة من العمر 9 سنوات قبل عام، وتحديداً يوم السَّادس من شهر حزيران من العام الماضي، وأقعدتها بلا حركة، وثارت قضيتها، فاستجاب لها جلالة الملك عبد الله الثَّاني، وأمر بنقلها خلال ساعات إلى المدينة الطّبية، لتعود لها الحياة وتقف على قدميها بعد أن فقدت أسرتها الأمل في نجاتها في ذلك الوقت.

في قرية ببنين بمحافظة عكَّار شمال لبنان وعلى مقربة من الحدود اللبنانية السورية، زارت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بيت الطِّفلة سُهيلة والتي تنحدر من أسرة بسيطة؛ لتستطلع ماذا جرى على حالتها بعد عام من إصابتها وعلاجها في المدينة الطِّبية على نفقة الملك، وتبين أنَّها بدأت تقف على قدميها وتذهب بمساعدة الكرسي إلى مدرستها وتغيرت حياتها كُليًا.

قبل أن تتوجه إلى مدرستها مثل بقية الأيَّام قالت سهيلة لـ(بترا)، إنَّها لن تنسى فضل من أزال عن جسدها الألم وأعاد لها الأمل بعد إرادة الله تعالى، وأصبح لديها قائد إنسان هو الملك عبد الله ووطن وبيت وعائلة اسمها الأردن، فقد بدأت السَّير مرَّة أخرى.

وأضافت، أنَّها اليوم أفضل، وتلتزم بالعلاج الذي يساعدها على الحركة بمساعدة الجهاز، وأنَّ إصابتها وعلاجها صادفت مع احتفالات الأردن بعيد الاستقلال، وأنَّها تتمنى أن يحمي الله الأردن بلدها الثَّاني وأن يحفظ حاميها الملك عبد الله الثاني.
وأكدت، أنَّ علاجها المتواصل سمح لها بالعودة إلى المدرسة ولم يفوتها أي سنة دراسية، وتتذكر خمسة أشهر في الأردن من العناية والرِّعاية استطاعت بفضلها أن تعود إلى جانب شقيقاتها الثلاثة وشقيقها إلى حياتها.
والد الطفلة سهيلة محمد الكسَّار قال لـ(بترا)، إنَّ سهيلة كانت عائدة برفقة شقيقتها من أحد محلَّات بيع المواد الغذائية بداية شهر حزيران من العام الماضي 2021، وفجأة سقطت على الأرض دون أيَّة حركة، حاولت أختها أن تساعدها، دون أمل، ونقلتها مباشرة إلى أحد المراكز الطبية الذي قال إنَّها بحاجة لمستشفى، لم يكن باديًا عليها أيَّة علامات بإصابتها برصاصة.

ويُكمل الكسار، بأنَّه نقلها للمستشفى بالعاصمة بيروت، قال له الطبيب وقتها إنَّها بحاجة لصورة وتبين إصابتها برصاصة مستقرة بين الفقرتين الرَّابعة والخامسة من عمودها الفقري وأنَّ الأمل ضعيف وهناك خطورة كبيرة وقتها كان الجميع متعلِّق بالأمل.


وبين، أنَّ العملية كانت يجب أن تتم خلال ست ساعات فقط، وتمَّ إجراؤها، لكنَّ الأمور تتعقد والأحوال في لبنان لم تكن بخير، وأصبحت قصَّة سًهيلة قضية رأي عام، وقتها جاء اتصال يحمل الأمل من الأردن، أبلغني الديوان الملكي بأنَّ جلالة الملك يرغب بنقلها إلى العاصمة عمَّان وعلاجها.


وأشار إلى أنَّ الملك أرسل طائرة خاصة وخلال أقل من يومين وصلنا المدينة الطِّبية واستقبلنا فريق طبي متكامل، وزارنا سمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد بعد نصف ساعة من وصولنا إإلى المستشفى.


وقال، إنَّ بداية رحلة العلاج في العاصمة عمَّان كانت باكتشاف الطَّاقم الطِّبي تسمِّم دم سهيلة، ليصبح الهمُّ أكبر، وأصبح العلاج لها بالتَّوازي وكانت البداية بعلاج التَّسمم على يد طاقم طبي متمكن من فريق الخدمات الطبية الملكية.
وأكد، أنَّ فترة علاجها استمرت خمسة أشهر، تمَّ إجراء ثلاث عمليات خلايا جذعية لسهيلة وبدأ بعدها علاج طبيعي، ثمَّ عادت إلى لبنان واستكملنا العلاج، واليوم أصبحت سهيلة بحياة جديدة فارقة قبل الإصابة وبعدها، ودخلت إنسانية الملك والأردن وأسرت قلوب اللبنانيين.

ولفت إلى أنَّ الأردن أصبح معروفًا على مستوى قيادته وشعبه بإنسانيتهم واستقبال المظلومين والمضطهدين ومساعدة كل محتاج، وكان من بينهم سهيلة، رغم أنَّها تعيش في ضَيعة بعيدة عن العاصمة بيروت وعن عمَّان، وأنَّ عائلتها لا تربطها بالأردنيين أي رابط سوى رابط الإنسانية، إلا أنَّ إنسانية الملك والأردن ليس لها مثيل.


وقالت والدة سهيلة، إنَّ الحياة عادت إلى عائلتها بعد علاج الأردن لابنتها، ولم نكن نصدِّق أنَّ يكون الملك عبد الله شخصيًا هو من اهتم بهذه القصة، وقرَّر بإنسانيته إنقاذ طفلة كان الامل ضعيف بإنقاذها وقد تبقى مقعدة مشلولة طيلة حياتها.
وبينت، أنَّ علاج ابنتها أزال عنها جزءًا كبيرًا من العمل وعادت وظائفها الحيوية للعمل، وبدأت تستطيع الذهاب إلى الحمَّام، وتغادر للمدرسة وتقف بمساعدة الجهاز، وتمارس ألعابها المتاحة متمنية أن تستكمل علاجها الطبيعي وهو الأهم في هذه المرحلة وتحتاج لجلسات منتظمة أولًا بأول ولظروف لبنان وبعد القرية التي يسكنونها فإنَّها تقوم بعمل جلسة واحدة أسبوعيا.


وبينت، أنَّ العناية الطبية التي وجدتها ابنتها في المدينة الطِّبية لم تكن تدل إلا على حجم الأردن الكبير الذي وصل إليه بعد كل هذه السنوات، وفوق ذلك إنسانية الملك التي استطاعت أن تعيد الروح لطفلة هنا في أقصى شمال لبنان، وهي خطوة لا يقوم بها إلا الكِبار بإنسانيتهم.

وتعيش سهيلة محمد الكاسر ضمن عائلة مكونة من سبعة أفراد في قرية ببنين شمال لبنان والتي تبعد عن العاصمة بيروت 110 كيلو مترات على الحدود اللبنانية السورية، ويعمل والدها في العاصمة بيروت، وتنقلها يوميًا سيارة خاصة لمدرستها، ووجهت كلمة لجلالة الملك عبد الله الثَّاني وللشَّعب الأردني بمناسبة ذكرى استقلال الأردن.
(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى