طب وصحة

4 دراسات جديدة تكشف العلاقة بين تدخين السجائر الإلكترونية وأمراض القلب

22 الاعلامي– كشفت 4 دراسات جديدة العلاقة بين التدخين الإلكتروني “الفايبينغ” والأمراض الخطيرة التي تصيب القلب.

وتشير بيانات صادرة مؤخرًا عن مركز السيطرة على الأمراض لعام 2022، إلى أن أكثر من 2.5 مليون طفل في المدارس المتوسطة والثانوية على مستوى الولايات المتحدة، أي أكثر من 14% من جميع المراهقين الأمريكيين، يدخنون حاليا السجائر الإلكترونية، ما يعرضهم لخطر إدمان النيكوتين على مدى الحياة.

مع العلم أن تدخين السجائر بنوعيه التقليدي والإلكتروني يعتبر السبب الرئيس للوفاة التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة، بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

ويستعرض التقرير التالي آخر الأبحاث والدراسات حول أضرار السجائر الإلكترونية أو ما يعرف بـ”الفايبينغ” تحديدا.

تلف في بطانة الأوعية الدموية

وجدت دراستان حديثتان نشرتا في مجلة ”تصلب الشرايين والتخثر وبيولوجيا الأوعية الدموية“ (ATVB)، أن التدخين الإلكتروني “الفايبينغ” قد يتسبب بتلف الخلايا في بطانة الأوعية الدموية.

وأوضح مؤلف الدراسة، الدكتور مات سبرينغر، الأستاذ في كلية الطب بجامعة ”كاليفورنيا“ في سان فرانسيسكو، أن ”الفايبينغ بحد ذاته غير ضار، ولا يتحمل أي عنصر من عناصر الدخان مسؤولية الآثار الضارة السريعة على وظائف الأوعية الدموية، ويكفي مجرد استنشاق مادة غريبة مزعجة لإحداث المشكلة“.

بدوره، قال لورين وولد، أحد الباحثين المشاركين، وخبير القلب والأوعية الدموية بكلية الطب في جامعة ولاية أوهايو، لموقع ”Medical News Today“، ”لقد ثبت أن استخدام السجائر الإلكترونية يسبب مشاكل في وظائف القلب وهو ما يشبه تأثير السجائر التقليدية“.

وأضاف: ”تبين مؤخرًا أن استخدام السجائر الإلكترونية أثناء الحمل له عواقب طويلة المدى على رئتي الطفل، ما يرجح فرضية تأثير الفايبينغ على بطانة الأوعية الدموية“.

عدم انتظام ضربات القلب

إلى ذلك توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ”لويزفيل“ في معهد ”كريستينا لي براون“ لشؤون البيئة، إلى أن التعرض لدخان السجائر الإلكترونية قد يسبب عدم انتظام ضربات القلب في النماذج الحيوانية، سواء على شكل ضربات قلب مبكرة أو متقطعة.

وأشارت نتائج الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة ”Nature Communications“، إلى أن التعرض للمواد الكيميائية الموجودة داخل السجائر الإلكترونية يؤدي إلى خلل في كهربائية القلب.

وقال أليكس كارل، الأستاذ المساعد في قسم علم وظائف الأعضاء في جامعة ”UofL“، الذي قاد الدراسة، ”تشير دراستنا إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية التي تحتوي على نكهات معينة أو مركبات مذيبة، قد يعطل التوصيل الكهربائي للقلب، ويؤدي لعدم انتظام ضربات القلب، ما يزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني أو البطيني والسكتة القلبية المفاجئة“.

واختبر الباحثون التأثيرات القلبية لاستنشاق رذاذ السجائر الإلكترونية من المكونين الرئيسين في السوائل الإلكترونية (البروبيلين غليكول الخالي من النيكوتين والجلسرين النباتي) والسوائل الإلكترونية المنكهة التي تحتوي على النيكوتين.

ووجدوا أنه بالنسبة لجميع رذاذات السجائر الإلكترونية، فإن معدل ضربات قلب الحيوانات تباطأ أثناء التعرض ثم تسارع بعد ذلك.

وقال أروني بهاتنجار، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: ”تعتبر هذه الدراسة مهمة، لأنها تقدم أدلة جديدة على أن استخدام السجائر الإلكترونية قد يتعارض مع إيقاعات القلب الطبيعية، وهو أمر لم نكن نعرفه من قبل، وهو موضوع مقلق للغاية نظرًا للزيادة المتسارعة في استخدام السجائر الإلكترونية، وخاصة بين الشباب“.

الفايبينغ أخطر من السجائر التقليدية

كما توصلت دراسة أخرى أجرتها ”جمعية الصحة الأمريكية“، إلى أن التدخين الإلكتروني “الفايبينغ” يؤثر سلبًا على صحة القلب مثل التدخين المنتظم.

وأظهر البحث أنه بعد فترة وجيزة من التدخين الإلكتروني، أُصيب المشاركون بارتفاع في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بطريقة مشابهة لاستجابة الجسم لحالة ”القتال أو الهروب“ التي يطلقها الجهاز العصبي الودي في الدماغ.

وقيمت الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات في جامعة ”ويسكونسن“ الاستجابة الفسيولوجية لدى 395 شخصًا، 164 منهم دخنوا ”الفايبينغ“ لمدة 4.1 سنة في المتوسط، مقارنةً بـ117 شخصًا يدخنون السجائر التقليدية لمدة 23 عامًا تقريبًا، و114 شخصًا لم يستخدموا أيًّا من منتجات النيكوتين.

ووجد العلماء أن التأثير السلبي على وظائف القلب والأوعية الدموية كان متساويًا تقريبًا عند مدخني “الفايبينغ” لفترة قصيرة، والمدخنين الأكبر سنًا الذين استخدموا السجائر التقليدية لمدة عقدين من الزمن.

وكان متوسط عمر مستهلكي السجائر التقليدية المشاركين في الدراسة 42 عامًا، مقابل 27 عامًا فقط لمستخدمي السجائر الإلكترونية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ماثيو تاترسال، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة ويسكونسن إنه ”بعد التدخين الإلكتروني بفترة قصيرة، وجدنا تغيرات مقلقة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ونظمه وعلى الصحة العامة للجسم، وتعتبر هذه النتائج مثيرة للقلق لأنها تشير إلى أن الفايبينغ يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية“.

وينصح الأطباء حول العالم بتعزيز العادات والسلوكيات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين بكافة أشكاله، مثل ممارسة الرياضة باستمرار، ومضغ العلكة والانشغال في العمل والخروج في الطبيعة وممارسة الهوايات المختلفة مثل السباحة والرسم والمطالعة والغناء وغيرها.

ويمكن للمدخنين السابقين أن يعملوا مع مقدمي الرعاية وغيرهم من فرق الدعم للإقلاع عن التدخين وتطوير عادات بديلة ذات تأثيرات مفيدة على صحة الجسم.





-إرم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى