منوعات

مسير كرنفالي لأطفال السرطان في سوريا: العقوبات الأمريكية تقلص فرصتنا في النجاة

بسمات خجولة ارتسمت على عجل وعلى وجع، أزاحت عن وجوههم المتعبة ملامح عذابات المرض، وأشعلت في أجسادهم الصغيرة جذوة فرح وأمل لتفيض بحياة موعودة محكومة بإرادة عصيّة على المرض.
“ساعدونا لنقاوم المرض”، لم يكن شعاراً للمسير الكرنفالي الذي أقامته جمعية فرح لدعم الأطفال المصابين بالسرطان في اللاذقية بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال، بالتعاون مع المجتمع الأهلي، بقدر ما كان دعوة إنسانية للوقوف إلى جانب الأطفال المصابين بالسرطان، ودعمهم والتعبير عن الحب العميق لهم.
الهدف من المسير الكرنفالي، أوجزه رئيس جمعية فرح لدعم الأطفال المصابين بالسرطان سامر المصري لـ “سبوتنيك”:
وأضاف المصري: “كما نهدف من وراء هذه الفعالية التضامنية إيصال رسالة بضرورة رفع العقوبات الجائرة التي تعوق تأمين الأدوية، وتجعلنا نخسر الكثير من فرص الحياة لأطفالنا”.
وحسب المصري، تمكنت جمعية “فرح”، رغم الظروف الصعبة وفي مقدمتها العقوبات والحصار الاقتصادي اللذين فرضهما الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها في الغرب.
رسائل الفوز بالحياة
اللافتات التي رفعها الأطفال والشباب المشاركون في المسير، كانت تحمل رسالات حب ودعوات لتحدي المرض والفوز بالحياة التي تليق بأطفال صابرين متمسكين بأطراف الحياة بكل ما يحملوه من إرادة عصيّة على التحليل والتفسير، تتجاوز صور أطفال سعداء يتلذذون بقطع الحلوى برؤوس صلعاء وابتسامات باسلة.
تجمع حاشد قوامه أطفال وشباب، بعضهم وضع شالاً أصفر، وبعضهم الآخر ارتدى سترة صفراء لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، تجمعوا وسط مدينة اللاذقية تلبية لدعوة جمعية فرح للمسير الذي شاركت فيه جمعيات أهلية ومنظمات شبابية، بالإضافة لمشاركين من الاتحاد الرياضي، مديرية التربية، فرق التنمية الاجتماعية.
من ساحة العامود وسط اللاذقية، انطلق المسير وكانت الرسالة موجهة لكل طفل مصاب بالسرطان أنه ليس وحيداً فالجميع اليوم هنا من أجله، ليقاوم المرض ويهزمه ويفوز بالحياة.
في الطريق كانت المحبة تلف المشاركين في مواقف دعم تغزو قلوب الأطفال الصغيرة فتحيي فيها الأمل وتنتزع من الشفاه العابسة ابتسامة فرح خجولة، ليحطّ المسير المسير الكرنفالي رحاله في ساحة المحافظة، بعد أن أحيا الحب والحياة في عدد من شوارع المدينة، بعد أن أكد كل مشارك أنه يستطيع أن يحدث فرقاً في حياة الأطفال المصابين قبل فوات الأوان.
جنباً إلى جنب
وسط جموع المشاركين التقى أطفال مصابون بالسرطان بأطفال أصحاء، مشوا جنباً إلى جنب بخطوات متوازية في مشوار حياة، حيث كانت القلوب تفيض حباً ودعماً، والأيادي تتشابك لتمرير شحنة قوة بهدف مجابهة المرض وإكمال مشوار الحياة سوياً.
الطفل حسن عمار (10 أعوام) الذي رفع خلال المسير لافتة دعا فيها الأطفال المصابين بالسرطان أن يهزموا المرض من أجلهم ومن أجله، قال ل”سبوتنيك”:
بدورها، قالت الطفلة ريتا علي (8 سنوات): أقول لجميع الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان أنكم لستم وحيدين، نحن جميعاً معكم اليوم وكل يوم، متمنية لجميع الأطفال الشفاء.
رسالة دعم ومحبة، بهذه العبارة اختصر أيهم حسن الهدف من مشاركته في المسير الذي احتشد فيه عدد كبير من المشاركين للتعبير عن وقوفهم إلى جانب الأطفال المصابين بالسرطان، داعياً إلى التبرع للجمعيات التي تعنى بهؤلاء الأطفال وعدم الاكتفاء بالمشاركة بالفعاليات فقط.
فيما أعربت أمل إسبر عن أملها بأن يحدث هذا المسير فرقاً حقيقياً وأن يساهم في إنقاذ الأطفال المصابين ومنحهم فرصاً للحياة التي يستحقونها، مطالبة برفع العقوبات عن سورية، والتي تؤثر سلباً في عملية تأمين الأدوية للأطفال.
الحب بالحب
الحب بالحب، وما ينبع من القلب يصل للقلب، إذ أعرب الطفل علي مكنا المصاب بالسرطان لـ “سبوتنيك” عن سعادته بالمسير،
الطفلة أريج امتزجت ضحكتها الخجولة بدمعة حزينة عبرت سريعاً على وجنتها المحمّرة، وهي تقول: لسنا وحدنا، الجميع هنا اليوم من أجلنا، وتضيف وهي تسرق الأمل بابتسامتها الخجولة: سنقتل المرض ونحيا أطفالاً أصحاء كالذين يشاركونا اليوم هذا المسير ويدعمونا ويدعون لنا بالشفاء.
أروى كحيلة والدة أحد الأطفال المصابين بالسرطان، قالت: الأطفال المرضى بحاجة للدعم النفسي قبل العلاج، وهذا المسير مبادرة مهمة جداً لرفع معنويات الأطفال وبث الفرح والأمل في نفوسهم وجعلهم أقوياء على المرض.
فيما أكد نادر حسن والد أحد الأطفال المصابين أن هذه الفعاليات الداعمة لا تقتصر على رفع معنويات الأطفال وشحنهم بالقوة والارادة في جلسات العلاج الطويل والمتعب، وانما تتعداها إلى دعم أهالي الأطفال الذين يعانون أيضاً مع أطفالهم ويحتاجون للدعم.
وبدأت جمعية (فرح) عملها الميداني عام 2002، حيث تعنى بتقديم الدعم الدوائي والعلاجي للطفل المصاب بالسرطان، بالإضافة إلى مساندة أسرته مادياً ومعنوياً في سبيل متابعة العلاج، فضلاً عن مساهمتها في رفع الوعي المجتمعي حول مرض السرطان بما ينسجم مع عمل اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان.
وتكفلت الجمعية بتقديم جميع الأدوية المطلوبة والمستلزمات الطبية لمرضاها بالإضافة إلى تحمل كلفة الوسائل التشخيصية، كما أسهمت في تقديم الدعم الغذائي والمدرسي بالإضافة إلى الاحتياجات الطبية والتغطية الدوائية الكاملة لعدد كبير من الأطفال المصابين، كما عملت الجمعية على تجديد آلية عملها وضبط معايير الدعم وتنظيمه لتكون شريكا لمركز الأورام الطبية في مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية وذلك في سبيل تلبية كل ما يلزم مرضى الاستشفاء ضمن وحدة أورام الأطفال.
المصدر : .sputniknews

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى