ثقافة وفنون

ندوة تعاين الفلسفة والشعر في جمعية النقاد

عاين أستاذ النقد العربي الحديث الدكتور بسام قطوس وأستاذ فلسفة اللغة العربية وآدابها الدكتور راشد عيسى العلاقة التاريخية بين الفلسفة والشعر في ندوة نظّمتها جمعية النقاد اليوم السبت.
ورأى قطوس في الندوة التي أدارها الدكتور محمد القواسمة، أن الشعر الذي لا ينهل من الفكر والفلسفة والفنون الأخرى وليس له خلفية معرفية، ولا يدرك اغتراب الإنسان وضعفه ومحدودية جسده وهشاشته العميقة، ولا يشيع قيما روحية وأخلاقية، يظلّ شعراً مسطحاً يغيب عنه الجوهر.
وأشار قطوس إلى أن العلاقة بين الفلسفة والشعر شهدت مراحل أخذ ورد امتدّت من تاريخ الفلسفة اليونانية، ومروراً بالفلسفة الأنجلوسكسونية، فالفلسفة الألمانية المثالية في القرن الثامن عشر؛ قرن العقل والتنوير، وانتهاء بلحظات الفلسفة المعاصرة.
واستعرض مقولات أفلاطون الذي أعلن الحرب على الشعراء حين طردهم من جمهوريته المثالية، بينما حاول أرسطو استيعاب الخيال ضمن نشاط الفكر بوضعه ضمن النشاط المعرفي، فصنّف الشعر في مرتبة متقدّمة على التاريخ، ثم انتقل الى مساهمات الفلاسفة المسلمين ومنهم ابن سينا والفارابي وابن رشد الذين أعلى بعضهم من مكانة الشعر وبحثه كما الفلسفة عن حقيقة الوجود.
أما عيسى، فتناول في ورقته ديوان (سماء أوديتي رؤاي) للباحث وأستاذ الفلسفة زهير توفيق، مؤكداً أنه مختلف جداً عما هو سائد من خطاب شعري، وذلك بسبب حمولته الزاخرة بالمرجعيات التاريخية والدينية والفكرية، والإحالات الثقافية التي تضرب عمقها في الجذور المعرفية، ولا سيما في النزعة الصوفية والقلق الوجودي.
وأوضح أن الديوان موجه للنخبة من القرّاء أو الشعراء، ولا يقدر على تفكيك ترميزاته وإيحاءاته إلا القارئ المحصّن بثقافة فكرية، وإلى جانب ذلك ابتعد الديوان عن البوح الرومانسي الساذج وعن الغنائية المجانية والعواطف المستهلكة، كما تسامى عن اللغة التقليدية المألوفة، فكان الديوان صوتاً مختلفاً غنياً بشطحات الخيال الصوفي.
بترا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى