ثقافة وفنون

إشهار كتاب “التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس”

برعاية الأستاذ محمد داودية، رئيس مجلس إدارة الدستور، استضافت المكتبة الوطنية حفل إشهار كتاب “التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس”، الفائز بجائزة أحسن كتاب عن القدس ضمن مهرجان زهرة المدائن للعام 2021، للباحث الدكتور رياض ياسين، وشارك في الحفل: الدكتور جورج طريف، والدكتور لؤي بواعنة، فيما أدار مفردات الحفل الأديب محمد المشايخ، وذلك يوم أمس الأول، بحضور مدير عام المكتبة الدكتور نضال الأحمد العياصرة، وكوكبة من المثقفين.
وقال داودية: سنة 1979 صدر خطاب للملك الحسين قال فيه القدس قبل كابول، لأن امريكا جردت حملة ضد الروس في افغانستان كلفت المليارات بحجة الدفاع عن الاسلام وكأن القدس لا يوجد فيها اسلام، وفي هذه اللحظة التاريخية قال الراحل الحسين بن طلال مقولته. فالقدس في ضميرنا ووجداننا شعبا وقيادة وهي مادة الصراع الذي لن يتوقف ولن ينتهي، وقال ان الدفاع عن القدس واجب علينا جميعا، مع الشعب الفلسطيني العظيم الذي يقاتل منذ وعد بلفور، وصدق ابو عمار الذي قال أنه شعب الجبارين لأنه منذ 105 يقدم الشهداء، والأسرى، وكل مقدراته موجهه للبقاء على أرضه الطهور.
واضاف انه لا سلام بدون القدس.
وقال د. طريف إن الكاتب خصص فصول كتابه الأربعة الأولى للحديث عن القدس منذ أقدم العصور وحتى نهاية العهد العثماني، فقد بذل جهودا كبيرة في جمع المعلومات عن هذه المراحل وتوثيقها بأسلوب علمي ممنهج، وأشار إلى أن الباحث رصد التطورات التي حصلت في العهود الإسلامية بدقة كالعهدة العمرية وبناء الصخرة والتطورات التي شهدتها المنطقة في العصر العباسي فالكتاب جاء شامل على معلومات من تاريخ مدينة القدس، ووضح إلى ما أشار إليه الكاتب أن معظم الدراسات التي تناولت مدينة القدس وتاريخها تفتقر إلى التوثيق العلمي والاعتماد على المصادر والوثائق لكل حقبة تاريخية، مضيفا إلى أن الكتاب قيم ويشكل إضافة نوعية للمكتبة العربية.
وأشار د. بواعنة أن الكتاب تناول في فصوله الأربعة الأولى لمحة تاريخية واستعراض تاريخي لمدينة القدس وأوضاعها في العهود والحقب التاريخية المتعاقبة والصراع عليها، وبين أن الكاتب ركز في كتابه على قضايا ومسائل ومفاصل تاريخية وسياسية وأحاط بمعظم المصادر والمراجع من أمهات الكتب بالوثائق الخاصة بكل حقبة تاريخية ، كما برع باستحضار النصوص التاريخية، وأضاف إلى إبداع الكاتب وتميزه بكتابته عن القدس وتاريخها وواقعها السياسي ، حيث تميز كتابه بشمولية الطرح والموضوعية والتحليل وبلغة علمية وأكاديمية رصينة بالحجة والوثيقة .
من جانبه قال الدكتور رياض ياسين، إن الدراسة تؤكد هوية المدينة وتكشف الجوانب السياسية والاجتماعية والفكرية، وأن ما يميز كتابه هو تقديمه قراءة عامة لتاريخ القدس منذ العصر الكنعاني مرورا بالحقب الرومانية والإسلامية وصولا إلى مرحلة الاحتلال البريطاني، وتناول المؤلف في الكتاب تشكُّلَ التاريخ السياسيّ لمدينة القدس عبر العصور المتلاحقة، منذ العصر الكنعانيّ وصولًا إلى عصرنا الحالي.
يذكر أن مؤلّف الكتاب هو أكاديميّ من الأردن، أشرف على ملف القدس في اليونسكو ووزارة التربية والتعليم الأردنية، وأصدر العديد من الكتب والدراسات، ويغوص الكتاب في تاريخ القدس القديم، ولاسيما مع نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، ليرسم ملامح حضور الشخصية الكنعانية لفلسطين والقدس. ثمّ يستعرض الأقوام والشعوب التي سكنت القدس، مبيّنًا أنّ العنصر العربيّ الكنعانيّ بقي عاملًا ثابتًا على مدار العصور التي شهدت فيها القدس تنوعًا في الغزاةِ والمحتلّين، في حين كان الحكم اليهوديّ للقدس طارئًا وقصيرًا لم يدم سوى نحو 70 عامًا.
ويستفيض المؤلف في استعراض اللوحة الحضاريّة المميزة التي ازدانت بها القدس في عهد الدولِ الإسلاميّةِ المتعاقبة، منذ الفتحِ الإسلاميّ لها حتى الاحتلال البريطانيّ عام 1917، ذاكرًا أبرز الأحداث التي شهدتها المدينة المقدّسة، واهتمام المسلمين بها. وسلّط المؤلف الضوء على سقوط القدس بيد الصليبيّين، وجهود تحريرها التي تُوِّجت بالفتح الصلاحيّ الأيوبيّ عام 583 هـ/1187 م.
ويتوقف المؤلف عند المرحلة التي وقعت فيها القدس تحت سيطرة بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى حتى تأسيس كيان الاحتلال في أيار 1948، ويبرِز دور بريطانيا في تسهيل استيلاء اليهود على أراضي القدس، ودعمها للعصابات الصهيونيّة.
ومن واقع خبرة عمليّة، واطلاع معرفيّ، يعرِّج المؤلف على الدور الأردنيّ في القدس في قراءة سياسية تحليلية، ولا سيّما بين عامي 1948 و1967، مركزًا على المسجد الأقصى، ومفهوم «الوضع القائم» الذي يعني حصرية الإدارة الإسلامية للأقصى، مبينًا سعي الاحتلال إلى نسفِ هذا المفهوم، وفرض سيطرته الكاملة على المسجد.
المصدر : الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى