ثقافة وفنون

انطلاق فعاليات ندوة المكتبة كمحرك للتغيير: نحو مجتمع قارئ

22 الاعلامي – انطلقت في عمان، اليوم الثلاثاء، فعاليات ندوة المكتبة السادسة التي تنظمها مكتبة عبد الحميد شومان، بعنوان: “المكتبة كمحرك للتغيير: نحو مجتمع قارئ”، بمشاركة مختصين محليين ودوليين.
ووفقا لبيان صحفي صادر عن مؤسسة عبدالحميد شومان، شارك في الندوة وزيرة الثقافة هيفاء النجار، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، والمديرة التنفيذية لمؤسسة فوندا ليكتورا المعنية بتعزيز القراءة في كولومبيا ديانا كارولينا ري كوينتيرو، ومساعدة الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة المكتبة الوطنية في سنغافورة كاثرين لو، والمدير العام لجبل عمان ناشرون سنان صويص.

وتتناول الندوة، على مدى 3 أيام، محاور وموضوعات حول الواقع القرائي في الأردن، ووجهة نظر الخبراء فيما يتعلق بتشجيع القراءة والتعرف على الجهود المتبعة في تشجيع القراءة في مجتمعات ذات تحديات اقتصادية واجتماعية مشابهة للأردن ومعظم البلدان العربية مثل كولومبيا، وكذلك التعرف على تجربة ناجحة في تشجيع القراءة والتخطيط الوطني وحشد التأييد وتوحيد الجهود لتحقيق نسب عالية من القراءة بين مختلف فئات المجتمع (سنغافورة)، وتطوير وابتكار برامج وطرق تنفيذية لتشجيع القراءة وإيجاد الحلول لتحديات تشجيع القراءة على المستوى المؤسسي التي جرى تحديدها في ورشة العمل المؤسسية السابقة ووضع إطار عام لبنود استراتيجية المؤسسة في تشجيع القراءة، والوصول إلى مجتمع قارئ أو رفع نسب القراءة في المجتمع من خلال وضع خطة استراتيجية وطنية لتشجيع القراءة وتبني الخطة من الجهات المنفذة والجهات الداعمة.
وقالت النجار، في جلسة حوارية، بعنوان: “آليات تعزيز عادة القراءة في المجتمع”، وأدارها صويص، إن” القراءة هي فعل شمولي تكاملي له علاقة بكل ما يتصل برؤيتنا للفعل الثقافي التنموي والاقتصادي والسياسي”، مشيرة إلى أن الثقافة والتربية تتقاطعان مع السياسة والاقتصاد والبحث العلمي والإبداع والابتكار.
وأضافت “إذا ما أردنا الوصول إلى أردن منتج ومزدهر وآمن اجتماعيا، فلا بد أن نأخذ موضوع القراءة وتعزيزها لدى المجتمع بعين الاعتبار”، منوهة إلى أنه لدينا طاقات كامنة يمكن البناء عليها، مثلما يوجد لدينا المبادرات الثقافية في مختلف مناطق ومحافظات المملكة.
ولفتت النجار إلى أنه آن الأوان لطرح موضوع القراءة بشكل جدي وبرؤية شمولية ضمن واقع محلي فيه طاقات كبيرة، وفي ظل الإرادة الحقيقية، مبينة أنه بالرغم من وجود العديد من التحديات التي تواجه صناعة الثقافة، إلا أنه لدينا كذلك الفرص للتغلب على هذه التحديات وتطوير الفعل الثقافي، حيث يعد الأردن أرضا خصبة للفعل والحراك الثقافي. وأشارت إلى أهمية تكاتف الجهود المعنية بالثقافة في الأردن من مختلف مكونات المجتمع كالقطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية والشريكة لتشجيع وتعزيز عادة القراءة.
من جهتها، أكدت قسيسية أن الأردن بحاجة إلى وجود استراتيجية وطنية للقراءة يشارك فيها مختلف الجهات الفاعلة والمعنية بالشأن الثقافي وبدعم من وزارتي الثقافة والتربية والتعليم؛ بهدف الوصول إلى مجتمع قارئ، لافتة إلى أهمية تأهيل وتدريب الكوادر العاملة في المكتبات لكي يتمكنوا من إقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة بشكل إبداعي وابتكاري يجذب جميع فئات المجتمع.
واستعرضت قسيسية البرامج والأنشطة التي تنفذها المؤسسة لتحقيق الفائدة الثقافية والمجتمعية وتحفيز الحراك الثقافي الأردني والبحث العلمي، مشيرة إلى العديد من التحديات التي تواجه تعزيز عادة القراءة، من حيث عدم تفعيل بعض المكتبات وارتفاع أسعار بعض الكتب، إضافة إلى عدم وجود أنشطة تفاعلية تقدمها المكتبات لاستقطاب أفراد المجتمع. وأشارت إلى أن المؤسسة قامت بافتتاح فروع لمكتبتها العامة في شرقي عمان ومحافظة الزرقاء، وبصدد افتتاح فرع آخر في منطقة المقابلين بعمان.
وفي جلسة بعنوان: “تشجيع القراءة: النهضة الصامتة نحو دولة مزدهرة”، تناولت كوينتيرو، تجربة كولومبيا في تشجيع القراءة كدولة ذات تحديات اقتصادية واجتماعية مشابهة للأردن، مستعرضة جهود مؤسسة فونداليكتورا التي تهدف إلى تحقيق النمو الثقافي والاجتماعي للمجتمع من خلال توفير المساحات والبيئة المناسبة للقراءة والتعلم خاصة في الظروف السياسية والنزاعات المسلحة.
وأشارت إلى أن المؤسسة عملت منذ تأسيسها على تشجيع القراءة والكتابة والتعبير عن النفس لما لها من أثر في تعزيز مهارات المجتمع وبناء ثقافة الحوار والإبداع الاجتماعي من خلال البرامج والمشاريع المعنية، والتي من شأنها المساهمة في تطوير البلاد وإحلال السلام.
من جهتها، تحدثت لو في جلسة بعنوان:”كيف نجعل القراءة والتعلم على اتصال وثيق وجاذب لأفراد المجتمع”، حول إعادة التفكير بدور المكتبة في ظل الاضطرابات الاقتصادية وحتى الرقمية كمركز تعليمي قائم على القراءة والتعلم، مبينة أن أهم عوامل النجاح هو تلبية الاحتياجات الفردية للتعلم والتركيز على القراءة كأداة أساسية للتعلم مدى الحياة.
وفي سعيهما للوصول إلى استراتيجية وطنية للقراءة، تعقد مؤسسة عبد الحميد شومان، بالتعاون مع وزارة الثقافة يوم بعد غد الخميس، طاولة مستديرة بعنوان:”نحو أردن قارئ”، بمشاركة عدة جهات معنية بالشأن الثقافي في المملكة، سيجري خلالها مناقشة العديد من المحاور الرئيسة، التي تتمثل في ندرة المكتبات وعدم عدالة توزيعها وتدني فاعليتها، وتحديات المنظومة التعليمية، وقلة الوعي المجتمعي بأهمية القراءة.
–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى