الأحزاب العربية تعيش هاجس الخسارة بانتخابات الكنيست
22 الاعلامي- (بترا) يحيى مطالقة- كشف تقرير صحفي إسرائيلي عن أن الأحزاب العربية في إسرائيل، تخشى من تدني نسبة التصويت في الوسط العربي، في انتخابات الكنيست المقبلة، وذلك بسبب عدم توحدها وتشتتها إلى ثلاث قوائم انتخابية، هي القائمة العربية المشتركة، والقائمة الموحدة، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وخوضها الانتخابات بشكل منفصل.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير لها اليوم الخميس، إن الأحزاب العربية تحتاج إلى ما نسبته 42 % على الأقل من أجل الفوز بمقاعد في الكنيست المقبلة، علما بأن نسبة المشاركة وصلت في الانتخابات الأخيرة إلى مستوى تاريخي متدنٍ بلغ 46.5 %، في حين وصلت نسبة التصويت في الانتخابات السابقة إلى ذروتها وبلغت 65 %.
ورأت الصحيفة أن نسب التصويت في المجتمع العربي تعتبر من العوامل التي يمكن أن تؤثر على أوضاع كتلتي القائمة العربية المشتركة والقائمة الموحدة في الانتخابات المقبلة. لكن الأطراف العربية قلقة هذه الأيام من سؤال صعب جدا، هو “هل يعني انخفاض الإقبال على التصويت أنه لن يكون لحزب عربي تمثيل في الكنيست لأول مرة؟”.
وأضافت الصحيفة، إن السيناريو الأسوأ من وجهة نظر المجتمع العربي، هو عدم تجاوز أي من القوائم الانتخابية الثلاث نسبة الحسم في الانتخابات البالغة 3.25 %، حيث يبدو القلق واضحا في حملاتها الانتخابية، وعلى عكس الدعاية الانتخابية العامة، التي يركز بعضها على الحملات السلبية تجاه الأحزاب والمرشحين، فإن الأحزاب العربية اختارت عدم التشهير أو مهاجمة بعضها، كي لا تنفر الناخبين من مراكز الاقتراع.
وحسب استطلاعات الرأي الداخلية التي أجريت داخل الأحزاب العربية، يبدو أن العرب لا ينوون الذهاب إلى صناديق الاقتراع، خاصة في مواجهة الإحباط والغضب في الشارع العربي. لكن رغم المخاوف، لم يتم توقيع اتفاقيات فائض الأصوات بين الأحزاب العربية، كما أن هناك خمولاً في الحملات على الأرض التي من المفترض أن تشجع الناخبين.
بدوره، أوضح الأستاذ في العلوم السياسي الدكتور سليم بريك، “إذا وصلنا إلى ما لا يقل عن 42 % من أصوات الناخبين في المجتمع العربي، فإن الأحزاب العربية لن تتجاوز نسبة الحسم”.
وأشار بريك إلى أن وجود صراعات داخلية على السلطة بين الأحزاب العربية، حيث يعمل حزب التجمع الوطني الديمقراطي، برئاسة سامي أبو شحادة، على الإطاحة بالقائمة العربية المشتركة. فهم يدركون جيدا أنهم لن يتجاوزوا نسبة الحسم في الانتخابات، وفق استطلاعات الرأي المختلفة، لكنهم ما يزالون يريدون الوصول إلى الناخبين، حتى لو احترقت أصواتهم، انتقاماً واستعراضاً للقوة”.
وفي الوقت نفسه، وجهت القائمة العربية المشتركة الليلة الماضية في رسالة عامة إلى حزب التجمع الوطني الديمقراطي، طلبا لتوقيع اتفاقية فائض الأصوات.
وبحسب بريك، فإن وجود فارق بنسبة 15 % في التصويت بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، سيؤدي إلى خطر حقيقي من أن الأحزاب العربية لن تتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات”.
ووفق التقرير، فإن عاملا آخر قد يضر بنسبة التصويت في المجتمع العربي ويتمثل بحملة حزب “الليكود”.
وخلافا للحملات العدائية في الانتخابات السابقة، فقد تبنى رئيس الحزب بنيامين نتنياهو هذه المرة نهجا مختلفا تجاه المواطنين العرب، حيث يتباهى بإنجازاته السابقة للسكان العرب ويحاول إظهار أنه لا يشكل تهديدا أو خطرا على المواطنين العرب، في حين يدعي خصومه أنه “يخدر الأرض العربية”.
من جانبه، قال مدير المركز العربي للتخطيط البديل، ومؤسس الائتلاف لتشجيع التصويت في المجتمع العربي، الدكتور سامر سويد “نؤمن بقدرة المجتمع العربي على تحمل المسؤولية والتغلب على اليأس، ونتمسك بمفهوم أن زيادة المشاركة السياسية ستعزز الرابطة المدنية بين جميع العرب”.