22 الاعلامي–
ضمن سلسلة الإنجازات المتواصلة التي حققتها مملكة البحرين عام 2023، حصد القطاع الصحي ممثلا بوزارة الصحة جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير القطاع الصحي من خلال مشروع “التطبيب والعلاج عن بُعد” الذي طبقتّه الوزارة عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية.
وحاز مشروع “التطبيب عن بعد” الجائزة من بين آلاف المشاركات المؤسسية الحكومية العربية، خلال الدورة الثانية لجائزة التميز الحكومي العربي (2021-2022) التي أقيمت مطلع العام الحالي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وتركزت فكرة المشروع على تقديم خدمات صحية متعددة ومترابطة ذات جودة عالية عن بعد، حيث بادرت وزارة الصحة بتطبيق الفكرة عام 2018 وتبلورت وتوسعت بشكل أكبر خلال فترة جائحة كورونا (كوفيد-19).
كما انتخبت وزيرة الصحة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، رئيساً للجنة الرئيسية (أ) التابعة لجمعية الصحة العالمية، بصفتها رئيساً لوفد مملكة البحرين لاجتماعات الدورة 76 لجمعية الصحة العالمية في جنيف، تكريماً وتتويجاً للجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة في تنفيذ البرامج والمبادرات التي من شأنها تطوير أداء النظم الصحية وتعزيز الأمن الصحي بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية.
ويعد انتخاب وزيرة الصحة لهذا المنصب خلال الاجتماعات التي استضافتها جمعية الصحة العالمية نهاية أيار الماضي، سابقة نوعية حيث انها المرة الأولى التي تشغل مملكة البحرين هذا المنصب الرفيع والذي يعد جوهرياً في أعمال جمعية الصحة العالمية المعنية بإدارة الجلسات وإقرار توصيات المواضيع التقنية والفنية المتعلقة بالصحة حول دول العالم والتغطية الصحية الشاملة والـتأهب والاستجابة للطوارئ.
كما حصلت مملكة البحرين هذا العام على تكريم آخر من منظمة الصحة العالمية بمنح الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية جائزة “نيلسون مانديلا” لتعزيز الصحة، وذلك خلال الاحتفالية التي عقدت في قصر الأمم المتحدة بجنيف على هامش انعقاد أعمال الجمعية العمومية 76، في أيار الماضي، بحضور وزراء الصحة في الدول المشاركة في أعمال الدورة. وتعتبر هذه الجائزة الرفيعة التي مُنحَت للجلاهمة تقديراً لجهودها الوطنية في مجال تعزيز الصحة على مدار ثلاثين عاماً في مختلف مجالات العمل الصحي في البحرين ودول الإقليم سيما مجالات تعزيز صحة الأمومة والطفولة وصحة المراهقين ومكافحة التدخين والأمراض المزمنة والأمراض المعدية والرعاية الأولية.
شراكات حكومية وخاصة لدعم القطاع الصحي.
أخذت وزارة الصحة في مملكة البحرين على عاتقها مسؤولية تفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للسكان في المملكة وتوفير فرص علمية وبحثية أكثر تنافسية وتطوراً لضمان منظومة طبية ذات جودة عالية وملبية لأسس الرعاية الصحية الأولية.
وفي هذا الإطار وقعت المستشفيات الحكومية مع كل من: الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا – جامعة البحرين الطبية، وكلية البحرين التقنية “بوليتكنك البحرين”، اتفاقيتي شراكة تهدفان الى تعزيز وتطوير التعاون المشترك بين الطرفين، واستثمار الخبرات والإمكانيات وبما يساهم في تطوير المنظومة الصحية وبناء الكوادر الصحية في مجالات التعليم والتدريب والبحث العلمي.
إلى ذلك عززت المستشفيات الحكومية شراكتها وتعاونها المتواصل مع وزارة الداخلية عبر إطلاق المبادرات المبتكرة ذات النظرة المستقبلية والشمولية ومنها برنامج “معا” لمكافحة العنف والإدمان، وكذلك المشروع الوطني لرصد وتحليل وزيادة معدلات التعافي من إدمان المواد المخدرة باستخدام تقنية “الذكاء الاصطناعي” وتعزيز التوعية العامة بأخطار هذه الآفة على الفرد والمجتمع، ومبادرة عيادة (إرادة) التي اطلقتها مستشفى الطب النفسي لتوفير الدعم النفسي والتأهيلي والسلوكي لمرضى الإدمان ، وتوعية الشباب وطلبة المدارس والمراهقين بمخاطر السلوكيات الإدمانية والإدمان البسيط على التدخين.
وفي سبيل توظيف أحدث التقنيات والحلول العلمية المبتكرة في الخدمات الصحية في المملكة، أطلقت المستشفيات الحكومية ومركز سمو الشيخ ناصر للتأهيل والتدريب المهني، شراكة جديدة في “الذكاء الاصطناعي”، تُمكّن المستشفيات الحكومية من استخدام مرافق المركز لإجراء البحوث العلمية وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات الإدارية والصحية المختلفة، والتي تتيح جملة من الحلول الذكية أبرزها أنظمة الاستشعار والتحكم الخاصة بظروف التخزين للأدوية والمكونات العلاجية، كما تتيح هذه الشراكة استخدام تقنيات التنبؤ بكميات الأدوية اللازمة، واستخدام روبوتات المحادثة في التعامل مع الجمهور وغيرها.
ويتوقع أن يتم رفع مستوى تلك الشراكات مستقبلاً لتشمل العلاجات الاستباقية للأمراض المزمنة، والأمراض الوراثية والأورام من خلال تقنية التنبؤ التي تساهم في الكشف المبكر عن الأمراض.
فعاليات طبية إقليمية.
وفي إطار ريادتها في تنظيم واستضافة المؤتمرات والمعارض الطبية المحلية والإقليمية الكبرى، تستضيف مملكة البحرين “المؤتمر البحريني الأول للطب النفسي” الذي يقام منتصف تشرين الأول المقبل. حيث سيكون المؤتمر محطة استثنائية في التأكيد على ما تمتلكه المملكة من إمكانيات عالية في تنظيم المؤتمرات العلمية الطبية الكبرى.
ويعتبر المؤتمر فرصة للقاء عدد كبير من الاختصاصيين والاستشاريين في مجال الصحة النفسية لتعزيز تبادل التجارب السريرية والمعرفة والوسائل العلاجية الحديثة، إضافة الى تطوير البرامج التدريبية للكوادر العاملة في هذا المجال.
كما تستضيف المملكة في كانون الأول المقبل “المؤتمر والمعرض العربي الألماني للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية” الذي يعقد بالشراكة مع جامعة الدول العربية، ومجلس وزراء الصحة العرب، وغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية.
ويعد المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة، ومنصة إقليمية لتبادل أفضل التجارب والخبرات بين المشاركين في مجالات الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية ومجالات صناعة اللقاحات والتكنولوجيا المرتبطة بالرعاية الصحية، والصناعات الدوائية والأجهزة الطبية.
–(بترا)
