عربي دولي
أخر الأخبار

الاحتلال يحوّل غزَّة لمقبرة ويستهدف بصواريخه شهود الحقيقة 

22 الاعلامي- (بترا) إيمان المومني- في حربه المجنونة حوَّل الاحتلال الاسرائيلي غزَّة من شمالها الى جنوبها الى مقبرة جماعية ومحرقة للأطفال والنِّساء وإزهاق أرواحهم بدم بارد، واستهدف بالقتل الممنهج مع سبق الترصد صحفيين وصُنَّاع المحتوى الرَّقمي ممن ينقلون الكارثة؛ كارثة قطاع محاصر منذ نحو عقدين، وأصحاب أرض مهجرين من سبعة عقود من الزَّمان.
يحدث ذلك دون أدنى اكتراث للمواثيق الدولية التي تنص صراحة على حرمة استهداف الأماكن الدينية والمستشفيات والكوادر الطبية والمدنيين العزل وكذلك الصحفيين الأمناء على نقل المأساة الفلسطينية المزمنة بالصورة والكلمة، كما يؤكد صحفيون وخبراء إعلام.

نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن استهداف الاحتلال الغاشم للصحفيين والمصورين هو جزء من سياسة الاحتلال لتحييد الشهود على جريمة حرب الإبادة التي يشنها على أهلنا في قطاع غزة كي لا توثق هذه الجرائم بالصوت والصورة.
وقال، إن الاحتلال باستهدافه الصحفيين يضرب بالقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تفرض حماية الصحفيين عرض الحائط، مشيرا الى ان النقابة وجهت رسالة للاتحاد الدولي للصحفيين لتوظيف قوته الدولية للضغط على الكيان لوقف استهداف الصحفيين والمؤسسات الصحفية.

الخبيرة في مجال حقوق الانسان ورئيسة لجنة شكاوى الاعلام الدكتورة نهلا المومني قالت إنَّه انطلاقا من أن الصحفيين هم المؤتمنون على حق الافراد والشعوب في معرفة الحقيقة خاصة في أوقات الحرب والنزاع، فقد تناول البروتوكول الإضافي الى اتفاقيات جنيف لعام 1977 بندا خاصا تضمن مجموعة من التدابير الخاصة بحماية الصحفيين وقت الحرب وفي مقدمتها النص صراحة على وجوب حمايتهم باعتبارهم أشخاصا مدنيين.
وأضافت، إنَّ خطة الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب جاءت بهدف خلق بيئة آمنة وحرة للصحفيين والعاملين في مجال الاعلام في حالات النزاع وغيرها واعتبار محطات التلفزة والمقرات الصحفية أعيانا مدنية يتوجب حمايتها.

وأكدت أن استهداف وقتل الصحفيين هو نهج متبع من قبل دولة الاحتلال خاصة في اعتدائها على قطاع غزة للحد من الرسائل التي تصل للعالم أجمع حول جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها وهو ما يستوجب مساءلتها عليه.

وبين الخبير بقوانين الاعلام يحيى شقير أنَّ اتفاقية لاهاي لعام 1907 نصت على حماية الصحفيين أثناء قيامهم بمهمتهم في تغطية الحروب واعتبارهم أشخاصا مدنيين، مشيرا الى أن هناك امثلة كثيرة على تقييد عمل الصحفيين إذا أراد أحد أطرف النزاع ارتكاب جرائم حرب كما تفعل اسرائيل الآن في غزة.

ولفت شقير إلى أنَّ استشهاد الصحفية شرين ابو عاقلة في أيار عام 2022، كان نقطة تحول في الحماية القانونية للصحفيين الذين غطوا الاعتداءات الإسرائيلية على جنين آن ذاك ولاحقا في غزة، مشيرا الى أنه بعد انضمام فلسطين الى المحكمة الجنائية الدولية عام 2015 أصبحت هذه المحكمة صاحبة الولاية في النظر بجرائم اسرائيل في الاراضي المحتلة.

وقال، انه تم رفع 3 قضايا حول استشهاد شرين ابو عاقلة واحدة رفعتها السلطة الفلسطينية واخرى رفعتها قناة الجزيرة والثالثة رفعتها نقابة الصحفيين بالمشاركة مع اتحاد الصحفيين الدوليين في بروكسل، لكن المشكلة، بحسب شقير، أن هذه المحكمة لا تملك من الوسائل لمعاقبة اسرائيل على جرائمها في ظل حمايتها بالفيتو الاميركي في مجلس الامن، معتبرا أن غض الطرف من الولايات المتحدة والغرب عموما تجاه جرائم الحرب الاسرائيلية من قصف المستشفيات وتدمير 18 مسجدا وثالث اقدم كنيسة في غزة ومنع الغذاء والدواء عن اهالي غزة صنعت واقعا دوليا مؤسفا ومحبطا.

وبينت نائب عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتورة ناهدة مخادمة أنَّ قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية وسياسية خانقة، سببها العدوان الإسرائيلي والقصف المستمر على المدنيين الفلسطينيين والحصار الشامل للقطاع، ومع ذلك، بقي الصحفيون في خط النار لنقل الحقيقة والأحداث الميدانية إلى العالم.
وقالت، إنَّ الاتحاد الدولي للصحفيين أعلن عن استشهاد 18 صحفيا مسجلين بنقابة الصحفيين الفلسطينيين خلال 15 يوما من بداية العدوان، بالإضافة لعشرات الإصابات والأسرى منذ اندلاع المواجهات، ما يضع جميع الصحفيين في خطر حقيقي ويعيق قدرتهم على تغطية الأحداث بشكل فوري ومتوازن.
وأشارت إلى أن الصحفيين يمثلون العين الشاهدة الحية على ما يجري في قطاع غزة، فهم ينقلون للعالم ما يحدث على أرض الواقع من قصص مخفية عن المدنيين بدقة ومهنية عالية، ويساهمون في توثيق التاريخ وتوجيه الرأي العام العالمي.

من جهته قال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور : ان الاحتلال الاسرائيلي قتل حتى هذه اللحظة 18 صحفيا وصحفية عدا عن صحفي اخر في جنوب لبنان، ويستهدف بشكل ممنهج الصحفيين والصحفيات لمنعهم من ممارسة عملهم في نقل الحقيقة للرأي العام والجمهور في داخل وخارج فلسطين.
وأضاف، إن هذه الحملة الاسرائيلية التي تستهدف قتل الشهود وهم الصحفيون لا يمكن ان تخفي الحقيقة، لافتا إلى أنَّ اسرائيل لا تحترم المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بتجريم الابادة الجماعية وعدم استهداف المدنيين وحقوق المدنيين وقت الحرب وضمان سلامة المستشفيات والكوادر الطبية وكذلك الصحفيين.

وأشار إلى أننا أمام وضع صعب، داعيا المؤسسات الدولية وكل احرار العالم من اجل الضغط لوقف العدوان على فلسطين وتوثيق جرائم الابادة وجرائم الحرب و العمل بشكل متضامن من اجل مساءلة اسرائيل عن هذه الجرائم.
وقالت الباحثة والأكاديمية في الشؤون السياسية والقانونية والدولية عضو اتحاد الكتاب والصحفيين العرب في أوروبا ، الدكتورة دانييلا القرعان، إن للاحتلال سجلّاً طويلاً من القتل الممنهج الذي يستهدف الصحفيين ومقرات عملهم، وللأسف مرّت كل هذه الجرائم دون محاسبة .
وأوضحت أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين سجلت أكثر من 50 حالة احتجاز ومنع الطواقم من العمل وحالات الاعتداءات بالضرب ومصادرة وتحطيم معدات للصحفيين، وفي القدس اعتقل الجيش الاسرائيلي 32 مواطناً خرجوا للتضامن مع غزة، موضحة أن حالات الاعتقال تم توثيقها، وتجاوز عدد الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 20 صحفيا.
وقالت إن القصف الاسرائيلي دمر حوالي 50 مقرا ومركزا تابعة لمؤسسات اعلامية وقصف أكثر من 20 منزلا للصحفيين بشكل كامل والبعض بشكل جزئي، واتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيدا جديداً عي قصف منازل عدد من الصحفيين على رؤوس ساكنيهم ما أدى إلى إصابة واستشهاد أفراد عائلاتهم.
وأعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أنه ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة تم رصد استشهاد 18 من الصحفيين الفلسطينيين إلى الآن، إضافة إلى الصحفي اللبناني عصام عبدالله بصواريخ وقذائف الاحتلال الاسرائيلي.
ووثقت النقابة استهداف الصحفيين منذ انطلاق الحرب على قطاع غزة وأن هذا التصعيد أصبح عنيفا في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، موضحة أنه وبسبب تكثيف التصعيد والصعوبة الشديدة في الاتصالات أصبحت عمليات التوثيق تأخذ منحى معقداً مما يعني أنا ما تم توثيقه لا يشمل جميع الجرائم.

وكان اتحاد الصحفيين العرب قرر إنشاء منصة إعلامية لكشف وفضح التضليل الإعلامي الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية وإعلام الاحتلال، وطالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين “ديوان المظالم”، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في حرية الرأي والتعبير، بالتحرك الجاد وبالسرعة الممكنة للضغط على دولة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين ووقف جرائم سلطات الاحتلال المتواصلة التي يرتكبها بحقهم وبحق المؤسسات الإعلامية خلال العدوان على قطاع غزة.
— (بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى