محليات

الخصاونة يفتتح مؤتمر” تجربة المملكة في مواجهة كوفيد 19 “

22الاعلامي-  أكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أن تجربة مجابهة كورونا تشكل قصة نجاح أردنية، وتدل على قدرةِ مؤسساتنا الوطنيةِ على الإبداع والإنجاز في ظلِ أحلك الظروف، وقدرة مواطنينا على التضحية وبذلِ كل جهد مخلص من أجل الوطن.
وقال رئيس الوزراء خلال افتتاحه في عمان اليوم السبت، مؤتمر ” تجربة المملكة الأردنية الهاشمية في مواجهة كوفيد 19 : الحقائق ، التحديات والفرص المتاحة ” الذي تنظمه الشبكة الشرق اوسطية للصحة المجتمعية ( امفنت ) إن النَظرة الاستشرافيَّة الصَّائبة والحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثَّاني يعضدُهُ سموُّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مكَّنتنا من التَّعامل النَّاجح مع جائحة كورونا في مختلف الجوانب، مؤكدا أن الدَّور الاستشرافي والحكمة البالغة والاحترام الذي يحظى به جلالة الملك مكَّننا من تعظيم احتياجاتنا من الأجهزة الطبيَّة والمطاعيم خلال جائحة كورونا.

واضاف الخصاونة كلِّي فخر واعتزاز بأن وفَّقنا الله لاتخاذ القرارات الصَّائبة التي وازنت ما بين الحفاظ على صحَّة المواطنين واستدامة الحياة وعمل القطاعات خلال جائحة كورونا، مؤكدا ” لو عاد بنا الزمن لتعاملنا مع جائحة كورونا بنفس الطريقة ولما اختلف تعاملنا معها قيدَ أُنملة ” .
واكد رئيس الوزراء أن الحكومة لم تكن تركن إلى منطق الشعبويَّة خلال جائحة كورونا ، وعملت واتخذت القرارات من أجل الوطن والحفاظ على صحة المواطنين مشددا على ان التعامل مع الجائحة واستحقاقاتها كانت قصة النجاح المركزية لعمل هذه الحكومة في اطار التكليف الملكي السامي .
واضاف ” الحكومة قامت باتخاذ القرار في الوقت الصحيح واتخاذ الاجراءات اللازمة عبر قانون الدفاع واوامره “، مؤكدا انها اجراءات ضرورية وفي اطار المسؤولية الوطنية .
واكد ان تداعياتُ جائحةِ كورونا تجاوزت الآثارَ الصحيَّةَ المُفجِعةَ إلى النَّخرِ في البُنى الاقتصاديَّةِ والتجاريَّةِ العالميَّةِ ، كما أدَّت إلى تقييد حركةِ النَّاس والتأثير في نفسياتهم وتغيير عاداتهم وسلوكيَّأتهم، وتعطيلِ المنظوماتِ التعليميَّةِ وخططِ التَّنميةِ.
وقال رئيس الوزراء ” في ظلِّ هذهِ الجائحة، لم يكنْ الأردن استثناءً على العالم، بل تأثَّرَ شأنَه شأنَ الغالبيَّةِ العُظمى من الدُّول، وعندما شرَّفني سيدي صاحبُ الجلالةِ الملكُ عبداللهِ الثاني ابنُ الحسين بتشكيل الحكومة في تشرين أوَّل من عام 2020 م، كانت الجائحةُ في ذروتها محليَّاً وعالميَّاً، وكانتْ التحدياتُ كثيرةً وشديدةَ الأثرِ.. لكنَّ إيمانَنا بالله، وثقتنا المطلقةَ بقيادتِنا الهاشميَّة، وإسنادَ مواطنينا الأعزَّاء، وقدرةَ أجهزتنا ومؤسَّساتنا وتناغُمَ عملها، والتَّنسيقَ الكبيرَ فيما بينها، ساعدنا على تحويلِ التحدِّياتِ إلى فرصٍ للنهوضِ والتَّحسينِ والخروجِ من الأزمة” .
واشار الى اننا أدركنا منذُ البدايةِ ضرورةَ أن نحدِّدَ أولوياتِنا، وأن نوازِنَ ما بينَ الحفاظِ على صحَّةِ الأفرادِ من جهة، واستدامةِ الحياةِ الاقتصاديَّةِ والمعيشيَّةِ وديمومةِ النِّظامِ التعليمي وعملِ المؤسَّساتِ من جهةٍ أخرى، وتبعاً لذلكَ، عملنا على رفعِ القدراتِ الصحيَّةِ في وقت قياسي بنسبة 350 بالمئة من خلال إنشاءِ مستشفياتٍ ميدانيَّةٍ، وتوفيرِ الآلافِ من أسرَّةِ العزلِ والعنايةِ الحثيثةِ وأجهزةِ التنفُّسِ، وتعيينِ الآلافِ من الأطبَّاءِ والممرِّضينَ والفنّيين.
واكد أن الحكومةُ قامت بتعاقداتٍ لشراءِ قرابةِ(18 مليون جرعةِ مطعوم، لافتا إلى أن هذا الأمر حظي بمتابعةٍ ملكيَّةٍ من لدن صاحبِ الجلالة، وإشرافٍ مباشرٍ وحثيثٍ من صاحبِ السموِّ الملكي الأميرِ الحسينِ بنِ عبد الله الثاني وليِّ العهد .
كما أكد أن جميعَ الخدماتِ التي قدَّمتها وتقدِّمُها الدَّولة، من مطاعيمَ وتشخيصٍ وعلاجاتٍ وغيرها، متاحةٌ لجميعِ من يقيمُ على أرضِ المملكةِ، دونَ النَّظرِ لجنسياتِهم، ” وتبرَّعنا لبعضِ الدُّول غيرِ القادرةِ على توفير المطاعيم لأفرادها بجرعات من المطاعيم؛ وذلكَ لإيمانِنا العميقِ بأنَّ المصائبَ تجمعُ النَّاس ولا تفرِّقهم، ولأنَّنا في الأردن نؤمنُ بأنَّ صحَّةَ الإنسانِ تتقدَّمُ على كلِّ الفوارقِ والمحدِّداتِ “.
وكشف رئيس الوزراء ان حجمُ الإنفاقِ العامِ على جائحةِ كورونا وتداعياتها في مجالاتِ الرِّعايةِ الصحيَّةِ والحمايةِ الاجتماعيَّةِ ودعم القطاعات المتضررة منذ بداية الأزمة وحتى نهاية العام الماضي تجاوز 3 مليارات دينار أردني ولفت إلى أن رفعُ قدراتِنا الصحيَّةِ ومضاعفتها ساعدنا في التخفيفِ من القيود المفروضةِ، وفتح معظمِ الأنشطةِ الاقتصاديَّةِ والحياتيَّةِ، وأماكنِ العبادةِ، بالإضافة إلى إجراءِ الانتخاباتِ النيابيَّةِ وانتخابات المجالسِ البلديَّةِ ومجالس المحافظاتِ.
وأضاف الخصاونة ” كما ساعدتنا جائحةُ كورونا، وبتوجيهٍ ملكيٍ استشرافي ورؤيةٍ ثاقبة، على زيادةِ قدرةِ التَّخزينِ في الصَّوامعِ والمستوعباتِ، والحفاظِ على مخزونٍ استراتيجيٍ آمنٍ وكافٍ من السِّلعِ، وقد لمسنا الأثرَ الإيجابيَ لهذا الأمر مع اندلاعِ الأزمةِ الروسيَّةِ – الأوكرانيَّةِ، حين صنَّفت تقاريرُ البنكِ الدوليِ الأردنَ من أكثرِ الدولِ قدرةً على التعاملِ مع ارتفاعِ الأسعارِ عالميَّاً “.
واكد رئيس الوزراء اننا عملنا جميعاً بتناغم، واجتهدنا قدر المستطاع، فأصبنا في اماكن كثيرة وربما أخطأنا في مواقع اخرى ، ولم نخجلْ من الاعترافِ بأخطائِنا وتصحيحِ مساراتنا.. واختلف معنا الكثيرون وتوافق معنا الكثيرون، لكنَّ الغاية الأسمى للجميع كانت هي مصلحة الوطن، والحفاظ على صحَّة المواطنين وسلامتهم.
وقال ” نترحَّمَ على أرواحِ شهداءِ جيشِنا الأبيض، ومواطنينا الأعزَّاء، الذين قضوا جرَّاءَ هذهِ الجائحة.. ونسجِّل خالص الشُّكرِ والتَّقديرِ والاعتزازِ بالجهودِ التي بُذِلتْ من كوادرنا الطبيَّة والتَّمريضيَّة، وجميع من أدُّوا واجبهم على أكمل وجه خلال هذه الجائحة، من مدنيين وعسكريين في مختلف المواقع “من جهته، اكد المدير التنفيذي للشبكة الشرق اوسطية للصحة المجتمعية / رئيس المؤتمر الدكتور مهند النسور ان المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على ابرز النتائج والدروس والعبر المستفادة من الجائحة والتحديات التي مر بها الاردن والقطاع الصحي .
ولفت الى انه ستتم خلال جلسات المؤتمر على مدى يومين مناقشة آليات الاستجابة الوطنية والادوار والمسؤوليات التي قامت بها جميع الجهات المعنية.
واشار الدكتور النسور إلى أن من ابرز عوامل نجاح الاردن في التعامل مع الجائحة تمثلت بالقيادة وادارة الاستجابة للجائحة والتناغم في اتخاذ القرار وقدرة وزارة الصحة والقطاع الصحي بشكل عام على التعامل معها فضلا عن الكوادر الصحية الميدانية المدربة والاعلام المسؤول والوعي المجتمعي .
واكد اننا نجحنا كوطن في العبور الى بر الامان وسطرنا قصة نجاح في حسن ادارة الجائحة على المستويين الاقليمي والدولي، مشددا على ان وقوف جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد على كافة الاستعدادات والاجراءات المتعلقة بالجائحة اسهمت بشكل كبير في الوصول الى النتائج والنجاحات المتحققة .
وعرض منسق المؤتمر الدكتور وائل هياجنة لمجموعة من قصص النجاح التي سجلها الاردن في تعامله مع الجائحة، مؤكدا أن ما ميز العمل مع هذه الجائحة هو الانتقال السريع من الفزعة إلى نظام العمل الفعال والمؤسسي.
وثمن الدكتور هياجنة القرارات الشجاعة والحاسمة التي اتخذتها هذه الحكومة للتعامل مع الجائحة وتوفير الأجهزة والمعدات والمطاعيم اللازمة في التوقيت المناسب .
واكد على التكامل والتناغم بين وزارة الصحة والمركز الوطني للامن وادارة الازمات ووزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في ايجاد برنامج متميز للتطعيم في العشرات من المراكز الصحية المعتمدة، مثمنا الدور المهم للمنظمات والمؤسسات الاهلية ومؤسسات الدولة المختلفة والقطاع الخاص في التصدي بكل كفاءة للجائحة وتداعياتها على المنظومة الصحية في المملكة .
وفي ختام الجلسة الافتتاحية التي حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين وممثلي القطاعات الصحية سلم رئيس الوزراء الدروع التذكارية للمكرمين الذين كان لهم اسهامات في التصدي لجائحة كورونا .
–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى