محليات

معركة الكرامة الخالدة في ذكراها الخامسة والخمسين

22 الاعلامي

إن دماء الشهداء من أبناء هذا الجيش لا زالت منارات وشواهد على البطولات التي سجلوها على أسوار القدس، وفي اللطرون وباب الواد والكرامة وفي أماكن كثيرة على الأرض العربية” من أقوال الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
الكرامة أهزوجة النصر العربي
يعيش الأردن وأمته العربية هذه الأيام زهواً وفخاراً بذكرى معركة الكرامة الخالدة، وأمجادها الرائعة، ونستذكر ذلك الإنجاز العسكري والانتصار العربي البارز، ونحن نستعرض صفحة الكرامة الناصعة من صفحات تاريخ الجيش العربي، ونقرأ أسفاراً من أمجاد البطولة لجيشنا الباسل في معاركه التي خاضها خلال سنوات الصراع العربي الإسرائيلي، ذلك هو تاريخه المشرف وهو يدافع غرب النهر عن ثرى فلسطين وذوداً عن الأقصى والمقدسات، على أسوار القدس وبوابة الأقصى والصخرة المشرفة ومهد المسيح والقيامة وخليل الرحمن، وعن كل حبة تراب من الثرى الطهور وعن ثرى الجولان وفي مواقع عديدة من الوطن العربي.
البيئة الجيو- سياسية قبل معركة الكرامة
يمكن تلخيص البيئة الجيو سياسية التي سبقت معركة الكرامة بما يلي:
أ) بعد انتهاء حرب 1967:
أصبحت الشريعة (نهر الأردن) خط وقف إطلاق النار بين الأردن وإسرائيل، وامتداد وادي عربة جنوبا حتى العقبة حيث كانت القوات الأردنية ترابط على أطول خط لوقف إطلاق النار خلال فترة الصراع العربي الإسرائيلي ويبلغ طول الواجهة تقريباً (480) كم.
ب) كانت المناطق المتاخمة لخط وقف إطلاق النار مناطق زراعية من الدرجة الأولى، وتكثُر فيها البيارات والبساتين، وكان المواطنون الأردنيون يقومون بزراعة هذه الأراضي والقيام عليها تحت إشراف وحماية سيطرة الجيش العربي، واستمروا بالعمل في أرضهم وبيوتهم بمؤازرة ودعم الجيش العربي لهم، وقد كان قسمٌ كبيرٌ من الأراضي مزروعاً بحقول الألغام (التي تمت إزالتها بعد اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل)، حيث كانت هذه الحقول جزءًا من الخطة الدفاعية الأردنية أيام تلك الفترة، ولا تزال المواقع هي ذاتها منذ انتهاء حرب الأيام الستة عام1967م.
ج) كان الأردن يتحمل مسؤولية دعم الفدائيين والسماح لهم بالتواجد على أراضيه، وهذا عائد لاستقلالية القرار الأردني من ناحية، ومن ناحية أخرى لاعتماد الأردن على قواته المسلحة في حماية أراضيه والدفاع عنها ضد أي تهديد، وأن معركة الكرامة لم تقع فجأة بل كانت الفترة التي سبقتها وتلت حرب 67 مسرحاً لمعارك يومية بين الجيش العربي والقوات الإسرائيلية.
د) كانت إسرائيل تعي أهمية الدور الأردني في المنطقة، والذي كان يشكل رأس الحربة في النضال القومي خلال فترة الصراع، وعليه فقد كان لها أطماع وأهداف استراتيجية كانت تخطط لها، وتتحين الفرص لتنفيذها ضد الأردن، حيث كانت الأجواء السائدة آنذاك أفضل الأجواء، فأخذها العدو ذريعة وغطاء لتنفيذ تلك الأهداف مثل مقولة ( تدمير قواعد العمل الفدائي في غور الأردن)، إذ إن مثل هذه المقولة لا تحتاج إلى هذا الحشد العسكري الهائل أو تلك الحركة العسكرية طالما إن لدى إسرائيل من وسائل ومضاعفات القوة ما يكفي لقصف وتدمير الأغوار دون اللجوء إلى مهاجمتها عسكرياً، الأمر الذي كان أبعد بكثير من تلك الذريعة التي خلقتها إسرائيل لتبرير هجومها العسكري واعتدائها على الأراضي الأردنية.
ه) كانت الاستراتيجية السياسية والعسكرية المتبناة في فرض سياسة الأمر الواقع، وهذه تحتاج إلى عمل إجراء على الأرض لتستطيع إسرائيل من خلاله الحصول على ورقة مهمة تفاوض عليها سياسياً في مراحل لاحقة، وما يؤكد الأهداف الاستراتيجية، تلك العملية التي أذيع أنها كانت أهداف إسرائيل في إعادة رسم حدودها إلى أبعد مما هي عليه.
و) كان توضيع قوات الجيش العربي على الواجهة الوسطى وعلى أخطر الكريدورات التي تقود إلى المرتفعات الشرقية مرتفعات ناعور والسلط، بالتالي إلى مركز الثقل (عمان)، وهو الأساس في الخطة الدفاعية لقوات الجيش العربي على ذلك الكريدور خلال الفترة التي سبقت المعركة، والذي يتضمن أخطر المقتربات التي تقود بسرعة ومن أقصر الطرق إلى أهداف حاسمة ومهمة.

(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى