محليات

عين على القدس يناقش استخدام الاحتلال أنظمة المراقبة وتقييد حرية الفلسطينيين

22 الاعلامي

ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، استخدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنظمة مراقبة ذكية وعالية الدقة في القدس والضفة الغربية، إلى جانب ما يسمى نظام “الذئب الأحمر” الاستخباراتي بهدف تقييد حرية الفلسطينيين والضغط عليهم للرحيل عن مناطقهم.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس، مشاهد لكاميرات مراقبة عالية الدقة يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي كجزء من تطبيق نظام الفصل العنصري، في المدينة المقدسة التي تعد من أكثر مدن العالم المعرضة للمراقبة، وانتهاك الخصوصية على مدار الساعة، نظراً لصغر حجمها وخصوصيتها المقدسة.
وأوضح التقرير أن منظمة العفو الدولية (أمنستي) كشفت عبر فيديو في تقرير لها حمل عنوان “الأبارتايد الرقمي” حجم وخطورة هذه الانتهاكات التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضمن شبكة مراقبة تسمى (مابات 2000) تستخدمها سلطات الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنون ضد الفلسطينيين.
وتعمل أنظمة المراقبة على انتهاك الحرية الشخصية وتقييد حرية التنقل لدى الفلسطينيين، بشكل يرمي إلى “انعدام الأمن الشخصي” لديهم، مشيراً إلى أنه عقب هبة الشيخ جراح عام 2021 كثف الاحتلال نظام المراقبة كماً ونوعاً من حيث الدقة، للتعرف على وجوه الفلسطينيين على مدار 24 ساعة، بمسوغات أمنية يسوقها الاحتلال ليبرر القيود التي يفرضها على الفلسطينيين، باعتبار أن هذه الانتهاكات قائمة على التمييز العنصري، وتعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وقال أستاذ القانون الدولي في جامعة القدس، الدكتور منير نسيبة، إن هذه المنظومة الذكية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية لتشخيص الفلسطينيين، تنتهك القانون الدولي من عدة جوانب، وهي تمنعهم من العيش بخصوصية، لأنها تراقب منازلهم ومحلاتهم، كما تعد تعزيزاً لنظام الهيمنة على الشعب الفلسطيني وتقطيع أوصاله والتحكم بحريتهم في التنقل.
وأشار التقرير إلى أن نظام الأبارتايد الذي تستخدمه سلطات الاحتلال لا يقتصر على المدينة المقدسة فقط، بل تستخدمه بتقنية وأدوات مراقبة أكثر تطوراً ودقة في منطقة (إتش-2) في الخليل، عبر نظام جديد للتعرف على بصمة الوجه، ويسمى “الذئب الأحمر”، والذي يعزز القيود الصارمة على حرية تنقل الفلسطينيين باستخدام البيانات الشخصية التي تجمعها بشكل غير قانوني من أجل مراقبة تحركاتهم والسيطرة عليهم في أرجاء المدينة.
وقالت الباحثة في منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، بدور حسن عبر اتصال فيديو من القدس، إن نظام الذئب الأحمر بدأ استخدامه بشكل مكثف في مدينة الخليل منذ عام 2015 كوسيلة لقمع مقاومة أهل الخليل وأداة للعقوبة الجماعية، وتحديداً في الأماكن التي يحاول الاحتلال السيطرة عليها مثل تل رميدة والأماكن القريبة من شارع الشهداء.
وأضافت أن الهدف من هذه البرمجيات هو استخدام الذكاء الاصطناعي وخوارزميات معينة من أجل تكثيف وتشديد وطأة الاحتلال، والسيطرة على حركة الفلسطينيين في المدينة، من أجل إيجاد بيئة إكراهية تجبر الفلسطينيين على مغادرة هذه المناطق لصالح المستوطنين، والدليل على ذلك هو عدم استخدام هذه الأنظمة مع الإسرائيليين.
وبينت أن الاحتلال يركز على منطقة تل رميدة، وما يسمى منطقة (اتش-2) التي يقطنها أكثر من 33 ألف فلسطيني مقابل 900 مستوطن، ما يجعلها هدفاً لعمليات التهجير وترسيخ الوجود الاستيطاني، بواسطة استخدام الرقابة وأنظمة كنظام “الذئب الأحمر”.
ولفتت إلى أن حاجز 56 في تل رميدة يحوي أكثر من 24 جهازا صوتيا ومرئيا، بالإضافة إلى الكاميرات وأجهزه الاستشعار بهدف تحديد الوجه، والتي تمسح الوجه لكل من يعبر هذا الحاجز، ثم تقوم بعمل نموذج ذكي يقوم بتحديد الصفات، وتقارنه بنماذج سابقة لديها وبالمعلومات المتوفرة ضمن قاعدة البيانات الخاصة بها، وعليه تحدد إذا كانت ستسمح له بالدخول أم لا.
وأوضحت أن منظمة العفو الدولية تحظر استخدام مثل هذه الأدوات نظراً لأنها تمييزية وتنتهك الحريات، كما أن تصميم وبرجمة هذه الخوارزميات يقوم على أساس عنصري لأن النماذج المخزنة تستند إلى صورة الوجه، ما يحتمل اعتقال شخص فقط لوجود تشابه بينه وبين نماذج أخرى مسحتها هذه الأجهزة والكاميرات مسبقاً، الأمر الذي يرسخ نظام القمع.
وقالت الباحثة بدور إن منظمة العفو الدولية خاطبت السلطات الإسرائيلية والشركات التي تزودها بهذه الأنظمة، وهما شركتان إحداهما صينية والأخرى هولندية، حول عدم قانونية استخدام وتصنيع مثل هذه الأجهزة والخوارزميات، إلا أنها لم تتلق أي رد حتى الآن.
–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى