محليات
أخر الأخبار

الصفدي وبوريل يترأسان المنتدى الإقليمي الثامن لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط

22 الاعلامي

ترأس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الاثنين في برشلونة، أعمال المنتدى الإقليمي الثامن لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط.
وبحث المنتدى، الذي استضافته إسبانيا، وشارك به وزراء خارجية وممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد، ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي، وممثلون عن المنظمات الإقليمية المعنية، سبل وقف إطلاق النار والتدهور الخطير والكارثة الإنسانية التي تنتجها الحرب المستعرة على قطاع غزة.
وألقى الصفدي كلمة، أكد خلالها أن “الاجتماع هو رسالة في غاية الأهمية مفادها بأننا عازمون على مواصلة جهودنا لوقف هذه الكارثة ووقف هذه الحرب، ووضع منطقتنا كلها على طريق السلام العادل والشامل الذي تستحقه وطال انتظاره طويلا”.
وقال “إن اتحادنا قام على وعد بإحلال السلام، سلام عادل وشامل ودائم، كان من شأنه أن يضع حدًا لعقود طويلة من الصراع، وأن يضع منطقتنا على الطريق الصحيح نحو التنمية والنمو وإتاحة الفرص للجميع، لكن للأسف لم يتم الوفاء بالوعد”.
وأضاف “أن إسرائيل تخلت عن التزاماتها بالسلام ولم تنفذ اتفاقات أوسلو، بل إنها اتخذت إجراءات قوضت ترتيبات الأرض مقابل السلام، التي انطلقت على أساسها عملية مدريد، ولقد حرمت إسرائيل المنطقة من السلام الذي سعت عملية برشلونة، التي مهدت الطريق لقيام اتحادنا إلى تحقيقه”.
وزاد، ان إسرائيل عملت بشكل منهجي على ترسيخ الاحتلال، وبالتالي تقويض حل الدولتين، بهدف، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، “سحق الطموح الفلسطيني”، ومنعه من إقامة دولته المستقلة، وليس بهدف إحلال السلام.
وقال “إننا نجتمع في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الاتحاد من أجل المتوسط في وقت حرب وليس وقت سلام”، مؤكدا أن “الحرب على غزة غير قانونية وغير إنسانية، وتدمر مجتمعاً بأكمله عبر قتل وتهجير وتدمير متواصل للبنية التحتية الصحية والتعليمية وغيرها من البنى التحتية الأساسية، ولا يمكن بأي شكل تبرير هذه الوحشية وهذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي”.
وبين “عبّرنا في العالمين العربي والإسلامي عن إدانتنا القوية لقتل المدنيين الإسرائيليين في السابع من تشرين الأول، لكن على الرغم من مشاعر الألم والغضب، لا شيء يمكن أن يبرر أو يجعل قتل حوالي 15 ألف فلسطيني بريء، من بينهم أكثر من 6 آلاف طفل، أمرا مقبولا”.
وأكد أنه “يجب أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن ينتهي الصمت تجاهه، ويجب وقف تدفق الأسلحة التي تؤجج هذه الحرب، ويجب أن تتغير المواقف السياسية التي تستغلها إسرائيل لمواصلة حمام الدم، كما يجب ألا يُنظر إلى جرائم الحرب على أنها أمر عادي، ويجب محاسبة المسؤولين عنها، ولا يمكن لإسرائيل أن تكون فوق القانون”.
وقال “علينا جميعاً أن نعمل فورا لضمان أن تصبح الهدنة الحالية، التي من المفترض أن تنتهي اليوم، إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن نضمن أيضا حصول غزة على جميع الإمدادات الإنسانية التي تحتاجها، وأن يتم تمكين المنظمات الأممية من القيام بدورها دون أي عوائق”.
كما أكد أن على إسرائيل أن تعي أنه لن يسمح لها بالشروع في عملية تهجير أخرى للفلسطينيين من أرضهم إلى خارج فلسطين، ويجب علينا أن نضمن عودة 1.7 مليون فلسطيني كانوا قد نزحوا من أماكن سكناهم في غزة إلى بيوتهم.
وقال إن هذا العام هو الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أكثر من عقد من الزمان حتى قبل السابع من تشرين الأول، فيوم أمس، استشهد 4 أطفال فلسطينيين، هم: أحمد أبو الهيجاء، ومحمود أبو الهيجاء، وعمار أبو الوفا، ومحمد الفرحان، ليرتفع إجمالي عدد الفلسطينيين الذين أستشهدوا منذ 7 تشرين الأول في الضفة الغربية إلى 236، بمن فيهم 58 طفلاً، منهم 8 أطفال استشهدوا على يد المستوطنين”، مضيفا “علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع هذا الوضع من الاستمرار”.
وأكد أن إرهاب المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية والعدوان على غزة لن يجلب الأمن لإسرائيل الذي لن يتحقق إلا عبر سلام عادل ودائم، مشددا على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لهذا السلام العادل والدائم “وعلينا جميعاً أن نسعى لتحقيقه، بتصميم وقوة وعزيمة، لأن السلام في الشرق الأوسط هو في حقيقة الأمر مصلحة إقليمية وأوروبية وعالمية”.
وقال إن المضي قدماً نحو المستقبل يتطلب أولاً إنهاء هذه الحرب على الفور، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة لسكان غزة، والتحضير الفوري لإعادة إعمار غزة بأكملها، جنوبها وشمالها، بالتوازي مع إطلاق خطة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك نهج يتعلق بغزة وحدها.
وأوضح أن أوروبا يمكن ان تؤدي دورًا رئيسيًا في هذا الصدد، “ونحن على استعداد للعمل مع شركائنا الأوروبيين للبدء فوراً في إعداد هذه الخطة وتصميم آليات لتنفيذها، ولا يمكن أن يبقى حل الدولتين مجرد اقتراح، في حين تواصل إسرائيل إجراءاتها لتقويض هذا الحل بلا توقف”.
وقال “يجب علينا أن نلتزم، مع جميع الشركاء الآخرين، وخاصة الولايات المتحدة، بإنهاء هذا الصراع بشكل نهائي من أجل الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما لا ينبغي السماح لحكومة إسرائيل بحرمان المنطقة من حقها في السلام والأمن”.
وشدد على أنه يجب الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء احتلالها غير القانوني والمدمر الذي يحرم شعوب المنطقة كافة، بمن فيهم الفلسطينيون والإسرائيليون، من السلام الذي يتوقون إليه ويستحقونه.
وقال “إن السلام الذي نسعى إليه هو سلام للجميع لا نحابي فيه طرفًا على آخر، بل هو سلام يضمن حق الفلسطينيين والإسرائيليين في العيش جنباً إلى جنب بأمن وسلام”، مضيفا “يجب أن يلبي السلام، الذي نسعى إلى تحقيقه، حق الفلسطينيين في الحرية وإقامة دولتهم المستقلة، ويجب أن يعالج مخاوف إسرائيل المشروعة، هذا هو السلام الذي سيجلب الأمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيضمن الكرامة والحرية والفرص لكلا الشعبين، ويحترم إنسانيتهما”.
وزاد، هذا هو السلام الذي سينهي دوامة الخوف والكراهية، ويعيد إحياء الأمل، ويضمن أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب، في سلام وتتاح لهم الفرص، في منطقة يشعر فيها الجميع بالقبول والأمن.
وقال “يمكن لاتحادنا أن يؤدي دورا كبيرا في هذا الصدد، لكن الكارثة التي نشهدها حالياً تحرمه من الظروف التي يحتاجها لتنفيذ دوره على أفضل وجه لكن اللحظة المناسبة يجب أن تأتي وسوف تأتي بكل تأكيد ويجب أن نكون مستعدين لها على أكمل وجه”.
وأضاف يجب الحفاظ على اتحادنا وتعزيزه باعتباره تأكيدا لشراكتنا، وشهادة على ترابطنا، وتعبيرا عن قيمنا وأهدافنا المشتركة في تحقيق السلام والأمن والكرامة للجميع.
وبين أن عملنا لتنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الطريق الوحيد للسلام والأمن، يجب أن يبدأ الآن، والخطوة الأولى على هذا الطريق هي ضمان إنهاء هذا العدوان الغاشم، ووقف دائرة القتل والألم واليأس التي يرزح تحت وطأتها 2.3 مليون فلسطيني.
–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى