هزة أرضية وتوضيح توعوي لمكافحة الشائعات
أ.د. نجيب ابو كركي*
هزة ارضية خفيفة بقوة 3.8 على مقياس رختر تم الشعور بها ببعض مناطق اربد والاغوار الشمالية والمناطق المحيطة على الساعة التاسعة الا خمس دقائق من مساء الثلاثاء 15-2-2022 بالتوقيت المحلي.
تم تحديد موقع الهزة على بعد 14 كم شمال بيسان و 32 كم غرب اربد وعمق سطحي وذلك بحسب تحديدات مركز دراسات زلازل اوروبا والبحر المتوسط CSEM ومقره فرنسا.
تنويه: تثار عادة شائعات شتى بمناسبة كل زلزال تقريبا وفي اوساط كل البلدان التي تحصل بها تلك الزلازل ومن غير المختصين وغالبا ما تكون تلك الشائعات والتكهنات على هيئة تأكيدات ان الامر متعلق بتفجيرات وكثيرا ما يتم وصفها بالنووية او ربطها بالمفاعلات النووية ومؤخرا بدأ الحديث عن الربط بانفجار صاروخي هنا او كيماوي هناك .
ان لدى مراكز دراسات الزلازل التي تعمل حسب الاصول العلمية والمواكبة للحد الادنى المعقول من جهود التطوير والمختصين امكانيات جيدة لتمييز التفجير من الهزة الارضية وبشكل شبه فوري ومن خلال علم الزلازل ان توفرت البيانات الموثوقة ولكن تلك الجوانب غالبا ما تكون مهملة في دول العالم الثالث.
وللاسهام بالتوعية و مكافحة الاشاعات اوضح بعض الجوانب لتؤخذ بعين الاعتبار لتلافي الاشاعات والتنويم العلمي المغناطيسي وغير الممغنط ايضا!
الطاقة التي يتم تحريرها عبر الزلازل هائلة ولتقريب الصورة ان دراسات تأثير ارتطام طائرتي الحادي عشر من سبتمبر ببرجي نيويورك قد قدرت طاقة كل منها بما يكافئ تأثير زلزال قوته أقل من درجة واحدة على مقياس رختر للاكبر من الارتطامين.
لو قارنا هذا بقوى الزلازل فانه يعني أن زلزالا بقوة 4 درجات يكافئ ارتطام ما يناهز خمسين الف طائرة بخمسين الف برج !
هذا مع العلم ان زلزال الاربع درجات يوصف بهزة خفيفة! وسريعا لنجري حسبة زلزال السبع درجات ثم التسع درجات نجد ان الاول يكافئ طاقة ارتطام مليار طائرة والاخير ذو التسع درجات (كزلزال فوكوشيما الكارثي في اليابان 11-3-2011 والذي لوث المحيط الهادي وما تعداه بالاشعاعات النووية) فيحتاج ترليون ضعف طاقة ارتطام الطائرة الاكبر باحد البرجين وهو الحدث المدان الذي ادخل الانسانية في سلسلة من الانفاق الكارثية على البشر والشجر والحجر.
- استاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل / الجامعة الاردنية
- المصدر : الدستور